عبد الباقي الظافر

مرحباً بـ «البدون»..!!


٭ قبل أيام كنت أمر مساءا حول ستوديو مشهور بمدينة بحري..رأيت جموعاً من السودانيين يتكدسون أمام المكان..احترت في سبب التزاحم فجاءت الإجابة من صاحب متجر مجاور..كان كل أولئك الشباب يبحثون عن فرصة الهجرة لأمريكا عبر برنامج الهجرة المتنوعة أو العشوائية بلغة مباشرة ..الشباب والكهول وربما الشيوخ جاءوا إلى الأستديو حتى يضمنوا صورة نظيفة ومطابقة للمواصفات تعزز من فرص فوزهم في القرعة ..أمريكا تخطط سنوياً لاستيعاب نحو «55» ألف مواطن من دول مختلفة.

٭ أمس الأول نشرت عدداً من الصحف من بينها الزميلة التغيير تصريحات لرئيس المجلس التشريعي بكسلا يحذر فيها من تواجد مواطنين أجانب من فئة البدون بولاية كسلا..محمد طاهر سليمان لم يتحدث بوضوح أو ينسب المهاجرين الجدد إلى منابع هجرتهم .. التحليل يفيد أن هؤلاء على الأرجح قادمين من أريتريا.. إلا أن اللاجئين الإريتريين لا ينطبق عليهم وصف البدون لأنهم يحملون جنسيات إريترية ..الاحتمال الآخر أن هؤلاء هم البدون أصحاب الاسم المقيمين بالخليج منذ سنوات دون أن يكتسبوا حقوق المواطنة الكاملة.

٭ دعونا مع الافتراض الثاني الذي يجنح إلى أن من يبحثون عن وطن هم أصحاب تلك المأساة .. تقدر الأمم المتحدة حسب إحصاءات صادرة في العام 9002 أن نحو مئتي ألف مواطن خليجي يصنفون في خانة البدون جنسية..بعض هؤلاء مواطنين من دول مجاورة أخفوا هوياتهم للاستمتاع بخيرات الخليج.. وآخرين لا يحملون أي هوية أخرى غير هوية الضياع هذه ..هذا يعني أن هنالك قضية إنسانية يجب أن يتوقف عندها صاحب كل ضمير.

٭ ماذا لو قدمت بلدنا مقترحاً بتوطين البدون في أرضنا الشاسعة..مئتي ألف مواطن سيذوبون بيننا مثل حبات السكر في الماء الدافيء.. مقابل إيواء هؤلاء نطلب من دول الخليج أن تهيء بيئة جيدة للمهجرين الجدد..من حسن الطالع أن في السودان قبائل بدوية تعود جذورها إلى الخليج وهذا مؤشر لسهولة إدماج الوافدين في الحياة العامة.. بجانب أن البدون يتحدثون ذات لغة السودانيين الغالبة ويدينون بالإسلام كمعظم أهل السودان.

٭ في تقديري.. أن السودان بلد كبير ومترع بالموارد.. نحن الآن بتنا بلدا طارداً .. كل الأجيال الجديدة تبحث عن فرصة للهجرة ولو عبر الحظ السعيد .. في الهجرة فوائد كثيرة..تضيف تنوعا يحتاجه المجتمع وتسد فراغاً في العمالة ..حدودنا الشاسعة تحمي بالانسان والإعمار..ربما لا يمكن أن نتصور حال السودان الآن بعيداً عن العمالة الاثيوبية..حتى نحن سكان السودان الحالي كنا ثمرة هجرة وتمازج وتعايش سلمي بين مختلف الأعراق.

٭ فتح أبواب السودان للهجرة لا يعني أن تكون البوابة بلا حراس..بل يجب رسم استراتيجية لجعل وطننا جاذب لهجرات تفيد البلد..الآن بإمكان السودان أن يجذب رؤوس الأموال السورية الهاربة من جحيم الحرب..قواعد الهجرة يجب ألا تسمح لهجرات تغيير التركيبة السكانية .. فقط علينا الترحيب بهجرات تضيف التنوع..من بين الضوابط أن يكون التعامل فردياً مع كل حالة..وان يخضع الباحث عن الهوية السودانية لفترة اختبار تمتد لسنوات.

٭ بصراحة..النهضة تحتاج إلى عمالة ماهرة وعقول راجحة ورأس مال وفير ..نعم نحن نملك الكثير ولكن نحتاج الى المزيد..بدلا من تصدير ثروات زراعية للخليج دعونا نجرب استيراد مواطنيين هم في حاجة ماسة إلى وطن.


تعليق واحد

  1. كمان عاوز تاطر لبيع البلد للاجانب اختشي ياخ بدلا من ذلك نادي بحل مشاكل اهل البلد حتي لايهاجروا