د/ عادل الصادق المكي

يا كفر.. يا وتر.. يا لوتري!!!!!


من كنا صبيان.. وطلاب في المرحلة المتوسطة.. ظهر شعار “الدنيا يا كفر يا وتر”.. يعني لو عاوز ترتاح يا تكون بتاع كورة وبتلعب كورة أو تكون فنان وبتغني.. استشرى الشعار وبعضهم نفذه.. واختصر مشوار الحياة.. بلا قراية بلا سهر بلا امتحانات ومحارسة للنتيجة.. الشعار دا كان ليهو تأثير كبير في إقبال البعض على الدراسة والقراية وخاصة المتحلمين.. يقول للشطار القراية دي خليناها ليكم يا الفالحين أقروا إنتو.. وبعد سنين تلقاهو مشى في الكورة واتبسط.. وزول القراية الشاطر مشلهت إيدو ما لاحقة خشمو يسدها بي جاي تتقدّ بي جاي.. أما الجرب حظو في الكورة ولقاها ما جيهتو وما بتوديهو لي قدام مشى علي الغنا.. والغنا الزمن دا بقى ساااااهل أي زول عندو حبال صوتية ومغسل وشيهو بي مرقة ممكن يغني.. تحفظ غنية “دخلوها وصقيرا حام”.. ومعاها غنية للكبري “نطلع الكبري وننزل من الكبري” ومن دوب ما طلعت ونزلت من كباري العاصمة الساعة حداشر تجي وتلملم عدتك وتشيل باقي العداد وتشيل اهلك.. وتلقى نفسك بقيت فنان كبير ويجيبوك في القنوات الفضائية وتقعد تنضم في مسيرة الغناء السوداني ويجوا ناس يشكروا صوتك وأداءك ويعملوك مدرسة غنائية جديدة.. وتسوق عربتك وتقطع أجعص إشارة في الخرتوم.. ولو جاك بتاع المرور تنزّل القزاز وتقول ليهو يا زول هوي ارعى بي قيدك إنت ماك عارف بتنضم مع منو؟..!!!!!.. مصيبة بلادي العزيزة إنو أي زول مخلوع من وضع اجتماعي جاهو لا يحرا لا يدرا افتكر نفسو حاجة مهمة وإنو القانون دا ما عملوهو ليهو.. عملوهو للناس الكشا مشا.. حتى الإشارة دي بت الكلب مفروض أول ما تشوفو تتقلب خدرا عشان يمشي هو.. ومافي زول يناضمو.. وأي زول ينضم معاهو دا قليل أدب.. ومفروض يعرف ينضم مع منو؟.. عشان كدا أي زول ممكن في أي لحظة ينهرك ويخلعك ويقول ليك يا زول هوي اعمل حسابك إنت ما عارف نفسك بتتكلم مع منو؟؟؟.. بعد شوية تكتشف إنك مفروض تعرف تلاتة أرباع الناس عشان تعرف نفسك بتتكلم مع منو..!!!.. أو تمشي جنب الحيطة وخشمك وعندك.. المصيبة الحيطة تنط عليك وتقول ليك يا زول هوي اعمل حسابك إنت ما عارف نفسك ماشي تحت حيطة بيت منو؟؟..
تملكنا شعار الكفر والوتر.. حتى أصبحنا كل يوم فنان.. ولاعب كورة جديد.. وكل مرة مغلوبين وبعد دا كلو ماسكين في الكورة ونصرف عليها دم قلوبنا.. المهم تكون في كورة غالبين مغلوبين مافي مشكلة.. تكون في كورة ونقعد نتغالط فيها ونكاوي بعض في الجرايد.. ونتونس وخلاس..
أما اللوتري فأصبح حلم كل بالغ عاقل من أهل السودان.. أعرف ناس ليهم عشر سنوات بقدموا للوتري وما قطعوا العشم.. دايرين يسافروا.. وتلقاهم بيتعاملوا مع البلد كأنهم قاعدين مؤقت.. وماشين منها.. والله إحساس سيئ وسلبي.. الغريبة يقعد يساكك في اللوتري أول ما يجيهو ويمشي بي هناك ما ياخد ليهو شهر يقعد يغني” قوقن قوقن.. حليل أرض الجزاير والطنابير الترن”..!!!!!!..