مقالات متنوعة

محمد عبدالقادر : الـوالي.. لمَـــاذا يترجّـــل الناجحـــون؟!


ليس سهلاً أن يجمع السودانيون على شخص ويضعونه محل التقدير والاحترام الدائم ويجعلونه تميمة تزين جيد المفاخر.. جمال الوالي اهزوجة تفوح بالعطرالأخّاذ كلما اندلقت سيرته في المجالس، اتسم الرجل بنبل وسماحة وظل رهان الوعي والنبل والتميز كلما أدلهم ليل الإحباط أو تراجعت قيمة الخير في سجايا الناس.
جمال أيقونة تصلح أن نُدوِّنها في سجلات التاريخ كرمز للسماحة والتجرد والعطاء، يستقبلك بابتسامة بيضاء ويعمق في نفسك معنى أن تعيش مهموماً بالآخرين رئيساً عليهم وخادماً مُتفانياً لإسعادهم، ووعداً جميلاً يمطر عليهم الود بتواضع الكبار وسماحة الملائكة.
ظلّ الوالي هطلاً دفاقاً من الصبر والحكمة واليقين، يحنو على المريخ حنو المرضعات على الفطيم، كان اللاعب الأول في الفرقة الحمراء، جعل من المريخ مُؤسّسة وطنية تفاخر بالإنجازات والانتصارات والاختراقات الذكية.
كتبت كثيراً حول (وجعة) شخصية تتملّكني كلما لزم ناجح بيته وتوارى خلف المواجع وسطوة الأحزان، نحن في وطن يحارب الناجحين (تجاوز مرحلة إدمان الفشل إلى الحساسية من نجاح الآخرين)، الفكرة التي عبر عنها الدكتور منصور خالد في الحوار مع الصديق ضياء الدين بلال على قناة “الشروق”.
لم يمنعني إدماني للأزرق من النظر بإيجابية إلى سجل الوالي الخالد وإنجازاته العظيمة في جعل القلعة الحمراء قبلة تأوي إليها قلوب الرياضيين وبها تفاخر، لولا قوة الوالي في المريخ لما قفزت همة من تَعاقبوا على الهلال والأندية الأخرى، انتقل الرجل بالعمل الإداري إلى منحـــــى احترافي جعل من المريخ مُؤسّسة رياضية مُكتملة الجوانب والأركان وأعطى ولم يستبق شيئاً في زمن عَـــــزّ فيه الدولار، وتقاصرت فيه همم البعض عن الاستجابة لنداء الصرف غير المحدود ابتغاء النتائج التي تُلبي طموحات أنصار الأحمر الوهاج.
مسيرة الوالي بحساب السنوات أحدثت كثيراً من التطور على مستوى البنيات التحتية لنادي المريخ، كل شئ بمُواصفات عالمية، انتهت آخر تجارب الوالي مع المريخ بتصنيفه ضمن الأربعة الكبار في القارة الأفريقية وهذا تطورٌ ربما لا يتناسب مع حجم الصرف والجُهد الذي بذله الرجل، لكنه يبقى رصيداً في مضمار تطور لازم المريخ جوهراً ومخبراً ونتيجةً.
تمنيت أن تنجح المساعي المبذولة لإثناء الوالي الذي نجح بامتياز في قيادة نادي المريخ الحزب السوداني الكبير، فلقد اقترب الرجل من تحقيق تصنيف جديد ومُهم بعد أن رسم على خارطة القارة ملامح فريق محترم تهابه الخصوم ويحتفي بأدائه ونتائجه الأنصار، قدم المريخ السودان بلون جديد ونكهة مختلفة – مثله مثل الهلال – لكنها كبوة الجواد التي أقعدت بهمة الفريقين عن التقدم حتى نيل كََأس البطولة.
لن يتعافى المريخ قريباً إن ذهب جمال، استمرار الرجل مهم من أجل مواصلة حصد الألقاب، (عتبة) واحدة ويكتمل حلم الهلال والمريخ يا والي، استقرار الناديين الكبيرين مسؤولية وطنية تتطلب من الوالي أن يقرر الاستمرار.
عفواً العزيز جمال لن نترجّاك بكل سماحة فيك أن تبقي فانت مقيم في تفاصيل القلعة مكثت ام ذهبت ونعلم ان المريخ سيجدك مثلما كنت ابنا بارا وجنديا وفيا وفارسا لن يترجل .