صلاح الدين عووضة

الغرفة (13)!!


*في منطقتنا ما كانت امرأة لتغسل الثياب يوم الأربعاء..
*وما كانت لتفعل أشياء أخرى كذلك ولكن ما أذكره هو حكاية (الغسيل) هذه..
*كان في نظر نسوة مناطقنا – إلى وقت قريب – يوماً (مشؤوماً)..
*ولا أدري إن كان ذلك موروثاً (فرعونياً) أم نتاج ثقافة سودانية قديمة..
*وكذلك كن يتطيرن بالبومة سيما إذا نعقت ليلاً جوار امرأة حامل..
*وأعرف بعضهن ما كن ليخرجن من المنزل إن صادفن وجهاً قبيحاً لدى الباب..
*وكان الشاعر العربي ابن الرُمة يفعل الشيء ذاته حتى اشتهر به..
*ويفعله أيضاً – حسبما سمعت – شاعرنا بشير محسن الذي يتغنى بكلماته شرحبيل أحمد..
*والغربيون يتشاءمون بالرقم (13) إلى حد اسقاط الفرنسيين له من ترقيم منازلهم..
*وفي دنيا كرة القدم ببلادنا انتشرت مفردة (كُج) كناية عن التطير بهذا أو ذاك..
*بل وهناك من يعزو هزيمة المريخ أمام مازيمبي للقمصان الصفراء عوضاً عن الحمراء..
*فالأحمر الذي كان (صديق) المريخ طوال مشوار المنافسة ما كان يجب استبداله بالأصفر..
*ومرتضى منصور- رئيس نادي الزمالك- طالب بتغيير (زي) فريقه في مواجهة الأهلي الأخيرة..
*قال إن الأبيض (مينفعش) مع الأهلي- بل الأزرق- ففاز الزمالك..
*ولكني – كاتب هذه السطور- أسير دوماً عكس تيار مثل هذه المعتقدات..
*فأنا أرى – تماماً مثل العقاد- أنها خزعبلات لا يسندها عقل ولا منطق ولا (دين)..
*بل إن عباس العقاد كان يفاخر بوضع مجسم لطائر البومة على سطح مكتبه..
*فما أصابه من مكروه سوى فشل علاقته بمديحة يسري جراء (انغماسها) في عالم السينما..
*وعند وصولي مدني – مطلع الاسبوع الماضي – وجدت الرقم (13) في انتظاري..
*قيل لي- بما يشبه الاعتذار- إنها الغرفة الوحيدة غير الشاغرة بسبب (الموسم)..
*ولكني فرحت بها جداً عكس ما كان يتوقع موظفو الاستقبال..
*فحملت المفتاح (13) وطرت به نحو الغرفة التي تجاهلها (الموسم)..
*ثم كدت أن أطير نحو الباب عند سماعي خرير الماء داخل الحمام بعد منتصف الليل..
*ولم يدفعني إلى أن أطير نحو الحمام – بدلاً من ذلك – إلا (خجلي من نفسي)..
*فوجدت صنبور حوض غسيل الوجه مفتوحاً رغم تأكدي من إغلاقي له جيداً..
*فأحكمت إغلاقه وأويت إلى فراشي مترقباً وبداخلي خوف من تهاوي (منطقي)..
*ولو كان ذلك حدث لما كانت كلمتنا هذه اليوم تحت عنوان (بالمنطق)..
*ولكنت امتنعت عن غسل ثيابي (يوم الأربعاء)..
*أو ارتياد أماكن يُوجد فيها (البوم!!!).

الصيحة


تعليق واحد