حوارات ولقاءات

رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ: الانتخابات كشفت أن “الوطني” لا يملك مليون عضو .. و نموّل حزبنا عن طريق الاشتراكات وهذه شائعة مغرضة


معركتنا القادمة هي وقف الحرب وسيادة حكم القانون

نموّل حزبنا عن طريق الاشتراكات ، وهذه شائعة مغرضة

الانتخابات كشفت أن “الوطني” لا يملك مليون عضو

اعتقالي الأخير كان لقطع دابر الحزب في ولاية غرب كردفان ونحن الأكثر انتشاراً

قمنا بإنشاء عشرات المدارس والمراكز الصحية والمستشفيات وأوصلنا الكهرباء

ــ المؤتمر السوداني يتمدد في غرب كردفان، ولكنه لا يلامس قضاياه؟
نعم ذلك صحيح نحن متمددون في غرب كردفان، والسبب في تقديري يعود لظرف محدد يتلخص في خوضي للانتخابات هناك في العام 2010م، واكتشفنا من خلال خوض الانتخابات أن الولاية بها مساحات للانتشار، خاصة وأن خطاب الحزب لامس قضايا الناس، الأمر الذي وجد قبولاً لدى الكثيرين منهم، في تقديري أننا قدمنا عملاً جيداً للناس هناك، عملاً فيه إخلاص وإحساس بالمسؤولية، لأنهم أبناء هذا الشعب، نحن لا نتحدث عن أنفسنا ولكن إنجازاتنا تتحدث عنا، فقد قمنا بتشييد عشرات المدارس وخمسة مراكز صحية وسبعة مساجد ومستشفى كبير للكلى، نصبنا العمدان ومددنا الكهرباء للبيوت، هذا عمل كبير قمنا به، أنا أقول إننا قدمنا انفسنا للناس بالعمل والعمل الصادق، والفعل الذي يتبع القول، نحن في النهاية لا نبخل على المواطن، ونفعل كل ما يساعده في حياته، صدقوني نحن نستشعر قضايا الناس ونحس بها، نحن نتألم لألمهم ونفرح لأفراحهم ولكن أهل النظام لا يعلمون، كل أهل السودان أبناء لهذه الأرض وهم مستقبلها الوضيء وهم أغلى رأس مال نملكه، نحن قمنا بتسليط الأضواء على غرب كردفان فيما صمت آخرون، غرب كردفان كانت من المناطق المنسية مثلها مثل دارفور، قمنا بالحديث عنها حتى زارها الرئيس مرتين وزارها نافع وكثير من المسؤولين، نحن من وضعناهم تحت المجهر،

ــ وأين إسهامكم في رفع وعي المواطن؟
فعلنا ذلك وأسهمنا في رفع الوعي لدى المواطنين، أخبرناهم بأن لديهم حقوقاً مثل ما عليهم واجبات، طفنا في مناطقهم جميعاً قرى ومحليات ومدناً، غبيش ود بندة وأبوزبد والخوي والنهود الفولة، نحن قمنا بعمل ضخم هناك، أتدرون ما سبب اعتقالنا لمائة يوم في الفترة الماضية، لقد أرادوا بهذا الاعتقال أن يقطعوا دابر الحزب في تلك المنطقة وأرادوا أن يضغطوا على (الفرامل)، لقد تم نقلي وأنا في المعتقل من النهود إلى الفولة والأبيض كل سجون تلك المنطقة كنت فيها ضيفًا وأعرفها زنزانة زنزانة، لقد كانوا يخافون من تمدد المؤتمر السوداني في تلك المنطقة.

ــ لماذا.. هل أنتم الحزب الوحيد هناك؟
اذهبوا هناك وانظروا بأنفسكم، أقولها بالفم (المليان) لا المؤتمر الوطني ولا حزب الأمة ولا الاتحادي الديقراطي ولا أي حزب ينافس المؤتمر السوداني في غرب كرفان.

ــ لقد اكتفيتم بغرب كردفان ووضعتم بقية السودان في الرف؟
هذا الحديث ليس صحيحاً على الإطلاق، اذهبوا إلى كريمة وإلى الشمالية كلها، والغرب وصلنا إلى أقصى الشرق.. اذهبوا إلى ولاية البحر الأحمر وانظروا إلى تمدد وانتشار المؤتمر السوداني، نحن موجودون هناك في دنقلا وفي ربك وفي مدني وفي كوستي وحتى (النشيشيبة) نحن موجودون، ولدينا عمل كبير، نحن متوسعون في كل مدن السودان، لقد تم استنهاض خريجي مؤتمر الطلاب المستقلين في كل أنحاء العالم داخل السودان وخارجه انتظمت هذه المسألة مع ثورة التكنولوجيا، الواتساب مثلاً، التي ربطت كل الناس في مجموعات، لقد حولنا الحزب الى حزب جماهيري واسع، وفي تقديري أن المؤتمر القادم الذي سوف ينعقد يوم 15 إلي16 يناير 2016 سيمثل فرصة طيبة حتى نعيد بناء الحزب وترتيبه على أسس جديدة وعلى أسس تنظيمية ليكون فاعلاً.

ــ هل لديكم شعار جديد ستطرحونه في مؤتمركم العام القادم؟
نعم.. سيكون الشعار الأساسي هو الإجابة على السؤال كيف نتحول إلى حزب جماهيري، نحن نمتلك وعياً بأن هذا النظام يمكن أن يتغير، لكن السؤال ثم ماذا بعد التغيير؟ هذا هو السؤال الذي يجب أن يطرح في أذهان الناس، والمهتمين عموماً بمستقبل السودان، ما أريد تأكيده لكم في هذا الجمع الكريم أننا لا نريد إعادة إنتاج هذه الدائرة الشريرة بمعنى أن يأتينا المؤتمر الوطني والمؤتمر الشعبي أو غيرهم بأشكال جديدة، بعد استفادتهم من الإمكانات الضخمة جدًا التي نهبوها من خيرات البلاد نهارًا جهاراً.

ــ وماذا تفعلون حتى لا يحدث مثل هذا الأمر؟
لأجل هذا علينا ان نعمل مبكرين، الانتخابات نهاية الأمر هي التى ستحسم الأمر، خيارات الناس هي صناديق الانتخابات وليس شيئاً آخر، وفي تقديري أن الذي لا يملك وعياً مبكراً فعليه أن يتبنى حزباً معيناً حتى يخوض الانتخابات، وإن لم يستطع أن نقنع الناس بهذا، يعني أننا نحرث في البحر أو على أقل تقدير نكنس الصحراء، والجهد الذي قمنا به طيلة الربع قرن سيتبخر في الهواء.

ــ المعارضة مزيج غير متماسك وحملة ارحل لم تهز شعرة في النظام وذهبت أدراج الرياح؟
هذه ليست الحقيقة، حملة ارحل حققت مكاسب كبيرة وكشفت المؤتمر الوطني كما لم ينكشف من قبل وأجبرت أهل المؤتمر الوطني ليقولوا بشكل واضح في اجتماعهم في مجلس شوراهم أن الحزب صار أشبه بالاتحادي الاشتراكي وفي اعتقادي أنه لولا حملة ارحل لما وصل المؤتمر الوطني لهذه النتيجة، وهذه التي تجعله يعترف أنه ليس حزباً هذا في حد ذاته أمر مهم حتى يتواضع الآن ويجلس مع الآخرين بمعنى أن يفيق من سكرته التي تجعله يظن أن لديه عضوية ستة ملايين، الانتخابات كشفت أن المؤتمر الوطني لا يملك حتى مليون عضو، المراكز الانتخابية كانت خاوية على عروشها، والناس عزفت عن الانتخابات، ضباط الانتخابات كانوا نايمين في العسل. حملة ارحل حققت مقاطعة شاملة، وهزت النظام، وفي تقديري أن كل المراجعات التي يقوم بها المؤتمر الوطني كانت نتاجاً طبيعياً لحملة ارحل.

ــ وماذا فعلتم بعد حملة ارحل؟
كنا نتمنى أن نقوم بحملة إيقاف الحرب، ولكن نتيجة لظروف محددة لم يقدر لهذه الحملة أن تستمر وتؤتي أكلها. حتى اليوم وغداً ستكون معركتنا القادمة وقف الحرب وسيادة حكم القانون.

ــ هل تعتقد أن تحالفكم مع الحركات المسلحة في مصلحة السودان؟
في اعتقادنا أنه لا مستقبل للسودان دون الحركات المسلحة، وإقصاوها من المشهد السياسي ليس في صالح أحد، ينبغي أن يعمل الجميع من أجل الوطن.

ــ من أين يتم تمويل حزب المؤتمر السوداني؟
المؤتمر السوداني لديه عدد كبير جدًا من الخريجين، المؤتمر السوداني منذ لحظة الميلاد الأولى عند عقد أول مؤتمر عام له 1977، بجامعة الخرطوم قام بتخريج الكثير من الناس والوطنيين والمثقفين وأطباء ومهندسين وقانونيين وحرفيين. لقد كنا مسيطرين على كلية الطب لأكثر من عشرة أعوام وكنا نقود الجمعية الطبية، هؤلاء الآن موجودون في هولندا وانجلترا واستراليا ومدن كثيرة في أوربا، وهم الآن يقومون بتمويل الحزب عن طريق اشتراكاتهم التي يوفون بها ويرسلونها بشكل متواصل، ولإقامة المؤتمر القادم للحزب نحن محتاجون 500 ألف جنيه (نصف مليار بالقديم)، جمعناها من هؤلاء الأعضاء، حيث لم يتوانوا لحظة عن التبرع بها.

ــ أشيع ذات يوم بأنه تمت إقالتك من الحزب في إحدى سفرياتك لدبي؟
هذه إشاعة مغرضة، وهناك من قال إن إبراهيم الشيخ قدم استقالته من الحزب، أنا ذهبت إلى دبي قادماً من أديس ولم آتي الخرطوم لأنهم اعتقلوا فاورق وأمين مكي مدني، ذهبت إلى هناك لمدة شهر حتى أدرس الأوضاع وأرى ماذا سأفعل بالمشاورة مع أجهزة الحزب، لذلك قامت هذه الإشاعة.

ــ أحزاب المعارضة الآن في حالة توهان سياسي حتى على مستوى تحالفاتها؟
على المستوى الشخصي ورغم إيماني بدور الفرد، إلا أنني أعتقد أننا في السودان محتاجون لهذه الأحزاب وللتحالفات أيضاً، ورغم الإشكالات التي تعصف بالأحزاب إلا أن هذا لا يعطينا المشروعية بأن نتحرر منها، نحن محتاجون أن ندير البلاد كمجموعة معارضة واحدة عبر اتفاقات محترمة ومبرمة فيما بيننا تراعي كل الأطراف، اتفاقات ومواثيق نجنبها الخلل والثغرات. وفي تقديري أن المستقبل والعمل التحالفي لكل الأطراف يبقى جزءاً من اللعبة السياسية طوال الفترة الانتقالية، وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون.

ــ هل طرحتم أجلاً زمنياً للفترة الانتقالية؟
نعم سقفها الزمني أربع سنوات، في هذه الفترة تتماسك الأحزاب وترتبط بالشارع وهو من يختار من يمثله، الشعب الذي يختار، يعين ويعزل ولا أحد سواه، حكم الشعب للشعب، نحن بحاجة للاحتفاظ بكل الأجسام باعتبار أنها صمام الأمان للفترة القادمة، ناقشنا هذه المسائل داخل أجهزة الحزب وتم التداول حولها كثيراً، ووصلنا إلى أن نبقى في قوى الإجماع الوطني وفي نداء السودان وسنستمر في العمل المشترك وسنستمر أيضًا في قوى الدفع الذاتية ولو تحملنا النصيب الأكبر من المسؤولية ومن العبء، هذه هي فاتورة العمل ونحن نتحملها كاملة غير منقوصة.

ــ لماذا يبقى المؤتمر السوداني حزب الرجل الواحد بينما يغيب باقي القادة عن المشهد؟
هذا خطأكم أنتم معشر الصحفيين، أنتم تحبون الوجوه الظاهرة، لدينا في المؤتمر السوداني مستور أحمد وبكري يوسف وعمر الدقير، هناك عناصر مهمة جداً ولديها بذل وعطاء وقواعد وجماهير، قدموا للحزب الكثير وبذلوا التضحيات وهم يدخلون المعتقلات، التي أراد بها النظام أن يهزوا ثقتهم في أنفسهم وفي مبادئهم فما استطاعوا لذلك سبيلا، أعضاؤنا فئة مستنيرة ولديها رؤية والتزام بالمشروع وشعور بالمسؤولية تجاه هذا الوطن، في تقديري أن الإعلام يقوم بالتكريس لشخوص بعينهم.

ــ متى ستقبلون بالحوار الوطني في الداخل وليس الخارج؟
نحن ملتزمون تمامًا بالقرار 539 الذي أوضح بضرورة الالتزام بأن يكون هناك مؤتمر تحضيري في أديس أبابا بمقر الاتحاد الافريقي وليس واردًا أن يتنازل أي طرف من أطرافنا أو حلفائنا عن موقفه، خاصة ونحن نفتقد الثقة بالنظام، لا يوجد من يراهن الآن بقول النظام بعفوه عن المتهمين وإطلاق سراح المعتقلين وبسط الحريات، النظام لا يستطيع تحمل أن تسافر المعارضة إلى القاهرة فكيف يحتملون أناسًا يأتون من الخارج، ولديهم أحكام صادرة بالإعدام.

ــ لماذا لا تحسنون الظن بالنظام؟
ثقافة النظام لا تؤهله بأن يُحاور في الداخل، ولن نحسن فيه الظن أبداً، في تقديري أنه يجب عليه أن يذهب للملتقى التحضيري بأديس أبابا، الناس محتاجون أن يتحاوروا في الخارج بالمؤتمر التحضيري حيث نقوم بترتيب خارطة طريق ونحدد من يدير الحوار وأجنداته وبعد تقديم الضمانات اللازمة من المجتمع الدولي وليس من إبراهيم أحمد عمر، وهذا الأخير هو بنفسه محتاج إلى ضمان دعك من أن يضمن الناس، نحن لا نثق في البرلمان ولا في المؤتمر الوطني.

عرض وتحرير: عطاف عبد الوهاب – محمد شناوي
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. مصيبة السودان في أمثال هؤلاء العجزة المخرفين ” ياخي بعد العمر ده داير شنو ؟ امش اذكر الله وإستعد ليوم الرحيل حيث لا ينفع مال ولا بنون ؟؟ كان الله في عونك يا وطني الغالي