اسحق احمد فضل الله

حديث مع وكيل نيابة


> السيد وكيل النيابة
> المرحوم ونسي.. لما كانت طائرة البشير تندفع في المطار للاقلاع .. كان هاتفه يطلب البشير
> والجهات هناك تجعله يحدث بكري
> والرجل يحدث نائب الرئيس عن انه
: الاطباء هنا.. في برلين.. قالوا إن أنا عشت حتى العاشرة .. فلا خطر
> ولا احد يعلم ما هي الكلمة الأخيرة التي وصلت إلى اذن الفريق بكري.. لكن بكرى يشعر ان الرجل ونسي الذي يتحدث بهدوء .. كان يرى الخطر عند باب غرفته
> وونسي .. يسأل عن السودان .. وكأنه.. يوصي
> السودان اليوم هو شيء ما بين ونسي وامثاله.. وبين آخرين يدفنون السلاح في حي كذا بكسلا.. وحي كذا بالخرطوم
> لهذا.. السيد وكيل النيابة.. نفهم ما «لم يقله» خطابك..
> وخطابك يتحدث في قلق عن شيء يجري في وزارة العدل
> ولعله يدهشك اننا نعلم عن الوزارة هذه ما لا يعلمه الا القليل
> ولاننا نعرف ما يجري هناك «معركة رهيبة» كنا نحدث منذ شهر عن ان
> تعيين وزير العدل الحالي لم يكن تعييناً لوزير
> بل «جيش» يطلق هناك
> والخامس والعشرون من الشهر الماضي.. قبل جنيف ولجنة حقوق الانسان بايام اربعة.. كنا نحدث هنا عن ان
: ضربة «خواجية» تعد للسودان في جنيف
> فاوروبا وبعض السودانيين كان يعد لوضع السودان تحت البند الرابع.. ثم ما وراءه
«2»
> لكن ما يحدث.. في اسبوع واحد .. كان هو
> وزير العدل والدولة.. وبعد غابة من الاوراق والقهوة.. يرسلون رجالاً ثلاثة
> وفي جنيف يعرفون الخطر.. وما يعد
> بعدها كانت غرفة سفيرنا هناك تسهر حتى الثانية صباحاً
> والمحكمة.. اغرب محكمة.. تقام هناك
ياسر وصلاح واحمد احدهم يقف فوق منصة الادعاء.. يكيل اقسى واقصى ما يمكن ان تكيله محكمة حقوق الانسان للسودان
> والآخر.. يقف في منصة الدفاع .. وبالانجليزية.. يطلق دفاعاته الشديدة الذكاء
> بعدها القاضي يصدر الحكم
> ومدهش ان المسرحية في دار السفارة تطبق بعد اربعة ايام فقط.. بحذافيرها.. في محكمة لجنة حقوق الانسان
> وهناك ياسر .. وفي بدلة زرقاء وكرافته عليها نقاط سوداء.. يجلس في زاوية القاعة وساق فوق ساق.. وكفه تحت ذقنه يستمع لحديث الاتهام
> وينظر إلى وجه القاضي «مصري الجنسية»
> وكأنه يقول
: انتظرني…
> بعد ساعة كان ياسر يصعد إلى المنصة..
> وينطلق
> والرجل يستخدم معرفة رائعة باللغة الانجليزية .. ومعرفة رائعة باسلوب المرافعات
> واوراق الليل.. ورقة عن الاتهامات بانتهاك حقوق المرأة.. حقوق الطفل.. حقوق المتمردين.. اجاباتها تنطلق
> والرجل ياسر الذي يعشق الغزالي لعله كان يستعيد ما قاله البعض عن الغزالي لما كان يجادل الفلاسفة
قالوا: الغزالي حرر شبهات الفلاسفة احسن مما صنعوا.. .. « حرر» تعني اعاد صياغة وتعريف الاتهامات.. اتهامات عدوه.. افضل مما يفعل العدو هذا قبل ان يرد عليها
> وياسر يفعلها
> مندوبو الدول البيضاء الذين كانوا قد اكملوا نصب المشنقة للسودان.. يستمعون .. ويستمعون
> ثم؟!
> لعلهم صفقوا . .لا نعلم.. لكن السيد ياسر لما كان يهبط المنصة كانت كلمات القاضي تكتب الحكم الجديد الحكم الذي يمنع وضع السودان تحت البند الرابع ويجعله تحت العاشر
> وكان شيئاً له معنى ان «صياغة» القرار كانت تستمع إلى السيد ياسر وهو يستبدل مفردات هناك باخرى
> السيد وكيل النيابة
ياسر هذا وطيفور وثالث.. هم الشخصيات التي تدخل الآن وزارة العدل
> لهذا لا خوف
«3»
وجملة «الحوار الاخرس الرائع» نجعلها عنواناً لحديثنا نهار الاحد
> والجملة ما نريده بها هو ان ما تراه العيون الآن/ وليس ما يقال/ هو الحوار
> حوار العدل.. وحوار الصداقة.. وحوار وحوار كلها اخرس.. وكلها فصيح جداً
> ففي قاعة الصداقة يظل رئيس «لجنة الحكم» .. الحواتي.. ويده على لحيته.. صامتاً يستمع للحديث المهتاج.. حديث اهل الحركات.. واهل الاحزاب.. والسخريات.. يستمع وهو يعلم ان اطلاق الشتائم افضل من اطلاق النار
> والعيون التي ترى هذا ترى مشهداً آخر
فحديث «البعض» في لجان كثيرة هو حديث المرأة المطلقة في مجلس الجودية بينها وبين الزوج
> المرأة هناك تشتم بكل لسان لكنها.. خفية.. تغمز الحاضرين حتى يعيدوا اليها الزوج المبشتن المسجم هذا
> وفي وزارة العدل.. شيء اخرس يجعل الوزارة هذه تضج بالاحداث للاعوم الثلاثة الأخيرة
> نزاعات واسماء.. واتهامات
> والدولة تحسب على اصابعها.. والدولة تعلم ان ما يكشف حقائق الاشياء.. للعلاج.. هو النزاع
> وما يتكشف يأتي بشخصيات ضخمة للوزارة هذه.. ويبعد آخرين
> ونزاع جديد يبدأ
> وحساب جديد