أبشر الماحي الصائم

ولاة مقلدون


* لا أعرف على وجه الدقة كم مضى من وقت، على تولي ولاة الولايات لمهامهم في التوليفة الحكومية الأخيرة، غير أن هذه الفترة التي ولت على تنصيبهم أتصور أنها تكفي لتشكيل رؤية شاملة لكل والٍ في شؤون ولايته، تمكنه على الأقل من وضع رؤيته للنهوض بولايته وفق تصوراته وإمكانياته العقلية وإبداعاته الإدارية، على أن الخيل الأصيلة تعرف عند المنحيات !! * أعظم شيء في أدبيات الحكم الاتحادي، هو أنه يرسل الولاة إلى ولاياتهم على متن سعة من سقوفات الحرية، بمعنى ليس هنالك برنامج محدد بالمسطرة يعتقل الوالي ولا يستطيع الفكاك عنه قيد أنملة، بل هناك متسع من الحركة والحرية حتى يتسنى لكل والٍ أن يثبت موهبته وقدراته وجدارته، لهذا فقد زعمت دائماً بأن ميدان الولايات، يعد بمثابة امتحان عسير لقدرات الولاة في فنون الإبداع وإنتاج الحلول غير التقليدية، لطالما هتفنا كثيرا في المجامع و(المواجع) بأن وظيفة الوالي يفترض أن تنهض في المقام الأول والأخير على حيثيات قدرات الوالي في الخلق والإبداع وصناعة المزيد من فرص العمل والإنتاج، ذلك بتوظيف المقدرات الموجودة خير توظيف !! * على أن هنالك كثيراً من الولاة ليس بمقدورهم، طيلة فترة حكمهم، الخروج من إرهاق ماراثون (الفصل الأول)، فلعمري أن من يعجز في تغطية (فصله الأول) هو بطبيعة الحال لما سواها من المساهمة في الناتج القومي أضيع وأعجز، بحيث يصبح لا محالة عالة على المركز، فهؤلاء الصنف من الولاة يصلح لهم توصيف (حكومات تصريف الأعمال) !! * تمنيت – والحال هذه – أن ينهض المركز بما يشبه (حملات التفتيش) أو قل التقييم لكل الولاة والولايات، لتدون في مواجهتهم بعض أرقام الفشل والنجاح، على أن يتشكل التيم الاتحادي من أهل الخبرة والاختصاص بما يمكنه تقديم نصائح مهمة ومفيدة للولاة تساهم في تصويب المسيرة، على أن تكون الزيارة القادمة حاسمة، وهي ترسل مخرجاتها وملاحظاتها إلى رئيس الجمهورية الذي أصبح بيده سلطة إقالة الوالي، على أن فترة الاستحقاق الانتخابي السابقة أهدرت علينا كثيراً من الوقت والموارد، لأننا كنا بحاجة إلى الانتظار خمسة أعوام حسوماً ليكمل الوالي مدته المنصوص عليها في القانون !! * في تلك الفترة ظهر ولاة بارعون في التقليد، فما فعل الوالي أيلا، على سبيل الولاة الناجحين، شيئا ملفتا حتى سارعوا في مجاراته، صنع فضائية البحر الأحمر فتسابق الولاة بطلباتهم إلى جهات تصديق القنوات، صنع الوالي محمد طاهر أيلا مهرجانا للسياحة والتسوق، فتسابقوا إلى تقليده !! * يفترض أن لكل ولاية خصوصيتها التي على ضوئها تنهض المبادرات الإبداعية النوعية، على أن في هذا التباين والتنوع فرصة أكثر للتميز عن الآخرين!! فالسيد أيلا نفسه مطالب بإنتاج مبادرات إبداعية أخرى من واقع مقدرات ولايته الجديدة، فعلى الأقل في ما يتعلق بمشروع نهضة مشروع الجزيرة.. نتابع وتفيد !!