منوعات

حوار اللدغة السامة مع المؤرخ ناصر السيد


جمال عبد الناصر قال السودان المستقل أرحم لينا من المحتمي بالإنجليز

فاطمة رابح
الإستخبارات الإنجليزية منعت مقالاً لعلي عبد اللطيف
عهد المصريين مع السودانيين راح شمار في مرقة
قرنق جاب لينا منصور خالد أكبر عميل لأمريكا
بابكر عوض الله ونميري حملا بيان الإنقلاب للإذاعة
دريج تاجر سلاح الان وزمان كان رئيس الداخلية لمدرسة حنتوب الثانوية
يعتبر ناصر السيد من المؤرخين السودانيين وعالم ببواطن السياسة المحلية والاقليمية ن كما انه يتمتع بذاكرة قوية لأدق التفاصيل ومجريات الأحداث ، (السياسي ) التقته ليكشف المخبوء في عالم التاريخ السوداني المعاصر وعن دهاليز السياسة والسياسين والمفارقات وصور الحياة الاجتماعية داخل المجتمع السوداني ، الى جانب الملف الليبي في عهد معمر القذافي ‘ في هذا اللقاء تجد عزيزي القارئ الكثير من المفارقات والمفاجأت ان لم تكن سرد العجائب والحقائق وهو يتحدث كأنما كل شئ يمر امامه تماما ، ولا مجال هنا للبحث عن الاسئلة والاجوبة حيث كان الحديث عباره عن مؤانسة ، كلما يحاول الخروج من الحروف يعود اليها ليضع النقاط فوقها من جديد ويطل علينا ثانية بكل ماهو جديد.

خروج الجيش المصري
الجيش المصري والمصرين كانوا على اتفاق مع السودانين لكن تلقى اوامر رئيس مجلس الوزراء الجديد بمغادرة السودان فورا وان كل من يرفض سيحاكم ميدانيا وعسكريا وحدثت ثورة من جانب المصرين بعد تلك الاوامر دمروا فيها ورش عطبرة واستولواء على بورتسودان ،، وعهد المصرين مع السودانين الوثقوه ومضوه راح شمار في مرقة ، وراحت ايضا شمار في مرقة وحدة وادي النيل وقد تعجبي ان عبدالله خليل سكرتير عام حزب الامة واكبر رجل واقف ضد مصر كان مع مجموعة ال24 19 م لكنهم فجعوافي المصرين في انو كيف المصرين واقفين معانا ومؤمنين بوحدة وادي النيل يركبوا القطر ويمشوا لدرجة ان هناك احد الرجال وقف في محطة السكة حديد وهم يودعون المصرين أن مسك الاتفاقية شرطها وجدعها ، وقال لهم انتم ناس لا يعتمد عليكم ، خنتوا العهد ولا يؤتمن عليكم وهذه أصبحت مشكلة قائمة الى يوم الليلة لم تحل .
ميلاد الوطنية السودانية
قال ناصر السيد أن الوطنية السودانية قامت مابين الحربين العالمية الاولى والثانية والتي بدأت فيها مايسمى بالحركة الوطنية السودانية لان حركة المهدية دينية والناس مسلمين وعندهم عقيدة فيه ، واذكر هنا وفي هذا الاطار كانت هناك مجلة واحدة لحسن شريف وهو ود الخليفة شريف من اسرة المهدية ، تعلم واسس جريدة اسمها السودان حتى ان يوسف فضل قبل يومين قال كلام فارغ هو ان علي عبداللطيف كان بتكلم عن مطالب الامة السودانية وكأنما الامة السودانية ضد العرب والمسلمين ، وبعدين المقال التي اتكلم عنها دي وداها لحسن شريف والمخابرات الانجليزية عرفت ان هذا الشخص حينشر منشور في جريده والتي صاحبها صاحبها شمالي فكيف تتكلم عن انفصال بين الاثنين ، ثم ان هذا المقال ماعرفوه الا بعد ما مشى وداها الى الجريدة ، والمخابرات فتشت المقال الى ان وجدته وتم منع نشره ، وحركة ( 24 م) هي مزيج من الاثنين فيها عبيد حاج الامين وهو من الناس الذين نفوا الى ان مات في الجنوب وهو شمالي محسي من بري ونحن كمثال شهدنا فترة المدارس الثانوية فيها داخلية وعشنا مع بعض في تمازج لافرق بين ابناء السودان الواحد وكان معانا دريج من ابناء دارفور وسبيل من ابناء النوبه وهم من رؤساء الداخلية الثلاثة ، وبالمناسبة دريج مابعرف سياسة الا بعدما جابوا الصادق المهدي وعملوا زعيم معارضة وعبدالله ادم خاطر قال لي انا مشيت المانيا وقابلت صاحبك دريج وهو سالني الناس بقولوا عني شنو؟ قال انا قلت له بقولوا عنك تاجر سلاح ، فرد دريج وقال هذه افكار بروج ليها ناصر السيد فقلت لعبدالله ادم خاطر خليني انا انت رايك شنو؟ وكل مايكون في اجتماع في اديس ابابا دريج بتلب يجي هناك ،و يقعد في الهلتون البجيبوا شنو ؟ ولابد من انه متفق في القصة بتاعت السلاح الفي السودان ، وعلى فكرة انا الفرتقت تجمع كوكا دام لان قرنق كان عايز داير يحتقرنا ،وجاب لينا منصور خالد اكبر عميل امريكي مثلما قال عبدالرحيم ميرغني عن تصنيم جعفر نميري لعبد الخالق محجوب قال له والله لو علقتونا في عواميد النور عندكم حق لانو منصور خالد قادنا ونميري صنمنا هؤلاء وزراء نميري وفي كوكدام علقونا اسبوع ورسل لينا جماعة وشعرنا انو نظام منقستو ضد العملية ذاتها وكانوا عايزين السودان مثل أفكار معمر القذافي وهذه سوف اعود لها لاحقا
حق تقرير المصير للسودانين
ويواصل ناصر السيد سرد التفاصيل التاريخية في ان تحركات الجيوش سواء كانت (ثورة عرابي ، و 24م وثورة 1952م ) اصبحت تلعب دور سياسي وطني وصلت ذروته في حركة الضباط الوحدوين الاحرار 1952م في مصر جاء عبدالناصر ومعاه محمد نجيب وكانت لفته بارعة منهما حيث تم اللقاء بالاحزاب السياسية السودانية كلها بما فيها حزب الامة (السيد عبدالرحمن ) وغيره على اساس ان العقبة التي كانت امام المفاوضات البريطانية المصرية دائما كانت حق تقرير المصير للسودان ، وناس عبدالناصر حاربوا في فلسطين لكنهم شعروا بأن المشكلة تعتري القاهره وليست فلسطين ، وقتها كانت الهيمنه البريطانية وسلاح فاسد ونظام لازم يتم التخلص منه والانجليز كانوا يلعبون بالساسة المصرية في المفاوضات بحيث يمكن ان يخرجوا لكن عقب الاتفاق على منح حق تقرير المصير للسودان والتي كان المصرين يمانعون وبشده وكانوا يقولون خلال المفاوضات ان السودان جزء لا يتجزاء من مصر وبالتالي تنهار المفاوضات في كل مرة الى ان حسم جمال عبدالناصر القضية فهو الوحيد الذي وافق على منح السودانين حق تقرير المصير وقال ليهم السودان المستقل ارحم لينا من السودان المحتمي بالانجليز ونحن نواجه اسرائيل فوقعت اتفاقية جمال هيد ونحن طلعنا ضدها في مظاهرات وفي الاخر بقينا من اقوى المؤيدين لها وهذه من التحولات التي تحدث فينا كافراد وجماعات علما بأن الثورة المصرية مثلت نموزج لما كان يحدث في الجيوش العربية التي حدثت في البلدان المجاورة ، مثل العراق، الجزائر، سوريا ومصر نفسها وغيرها من البلدان وفي العالم الثالث كانت حركات التحرر الوطني ، وهنا في السودان (مؤتمر الخريجين ) ،وبالتالي اصبحت للجيوش مكانه وملهم للشباب وجزء لا يتجزأ من العملية الوطنية والسياسية الممكن تطرح نفسها كبديل لجهة ان المؤسسات كانت في ظل حكم استعماري سواء كان في مصر أو السودان و ليبيا الى اخرهما ، وحينما قامت الحركة الوطنية انقسمت الى فريقين (اتحادي واستقلالي) لكنهما متداخلان الى الحد البعيد مثلا محمد علي كانوا ( شوقين وفيلين ) و (الشوقين ) مع محمد علي شوقي وهم اقرب الى حزب الامة والسيد عبدالرحمن و(الفيلين ) مع احمد السيد الفيل و اقرب الى الاحزاب الاتحادية واقرب الى الاتحاد مع مصر وبينهما هذا التداخل الشديد ونجد ان يحي الفضل متزوج من اخت او بنت محمد علي شوقي وابنه ابو بكر متزوج بنت ولد محمد علي شوقي وهم كانوا حاجه واحدة لكنهم انقسموا و السودانين يمتلكون ميزة خاصة دون سائر الشعوب هي انهم اذا جلسوا مع بعض في اي من القضايا حيتفقوا مهما كانت الخلافات عميقة .
المسألة جعلت بعض العسكرين مثلما عبدالله خليل لما كان في ثورة 24م انهم فجعوا في موقف العسكرين المصرين الحكومة المصرية مشى واصبح سكرتير حزب الامة اكبر الخصوم السياسين للمصرين لدرجة انو قال لي بابكر كرار وقال ليه انت قايل الاستقلال ده جبناه بالهين والله اتعاملنا فيه مع اسرائيل قال ليه ادونا مشاريع للقطن ومشينا فرنسا نبيع القطن جونا اليهود قالوا لينا بنشتريه منكم اكثر من سعر البورصة العالمية قلنا ليهم ليه قالوا لانكم ضد جمال عبدالناصر قلنا ليه مابنبيعه ليكم قالوا لينا ياخي انت داير تبيع قطنك ول تسألنا وفي النهاية وافقنا وهي نوع من المفارقات في السياسة السودانية .
*معذرة … بهذه الصورة ماذا لو خرجنا قليلا للحديث عن موقف يحمل نوعا ما من المفارقات في السياسة السودانية مثلا؟
واذكر في سنة 1967م وهو تاريخ اذكره جيدا اني كنت قاعد امام ديوان بابكر كرار وفي عنقريب حبل لشقيقه ابراهيم الذي كان يقوم بتركه خارج الغرفة للشمس ، وبالمساء دخل علينا نميري و على ما اظن ان الكهرباء قاطعة فجلس على يميني وكان عنده قضية ضد جريدة الميثاق الاسلامي ورئيس تحريرها يسين عمر الامام ومضمون التهمة هي ان الجريدة كتبت – نميري ضابط شيوعي –وأوردته في الصفحة الاولى وفي اثناء الحديث حضر عبدالخالق محجوب وجلس الى يساري واصبحت اتوسط اثنين لتمر الايام (ده قلب ده وده قتل ده ) وهذا طبعا حدث في المستقبل ، والقضية كان ماسكها بابكر كرار ، وبابكر هذا كان يمشي بسياسة الباب المفتوح مثلما قال ليه عوض عبدالرازق اول سكرتير للحزب الشيوعى قبل عبدالخالق وعلى فكرة بابكر كرار هو مؤسس الحركة الاسلامية وليس حسن الترابي و أول من يعترف بذلك الترابي نفسه ، وعبدالخالق دخل في حوار مع نميري على اساس انولابد من ان يكون عنده مستشارين .
والقضية تم حلها ؟
نعم الصحفي كشف عن مصدره .
*باي طريقة كشف عنها عن طريق ممارسة الضغوط ام في اطار التسويات ؟
سأله رئيس التحرير عن مصدره واخبره بانه الصادق المهدي رئيس مجلس الوزراء
*ماذا عن نشأت مايو؟
اندلعت في ظروف حساسة والوضع كان محتقن في المحيط العربي وفي ذلك الوقت لم يكن مهم انهم شيوعين ام غيرهم يتولى الحكم ، وعلمنا عن تفاصيل قيام مايو بصورة اكثر بعد داك من عبدالخالق وخلف الله بابكر الذي كان اول وزير اعلام وهم كانوا بجتمعوا في منزله لتحضير الانقلاب وطلعوا قيادة الحزب الشيوعي يحملون البيان الانقلاب ومن ذهب به الى الاذاعة هما بابكر عوض الله وجعفر نميري
نعود الي قيام الثورات – ثورة الفاتح من سبتمبر ؟
ليبيا قامت في فترة هزائم لحقت بالقيادات السياسية في العالم والهزيمة الكبرى التي لحقت الجيش المصري وضرب في الارض واحتلت الاراضي على يد الاسرائيلين واسرائيل احتلت الاراضي السورية، و الضفة الغربية للاردن وجزء من لبنان ، المهم هذه المسألة سبقتها احساس بفشل الانظمة الليبرالية ،واصبح الناس يشكوا في الانظمة العربية وضرورة تغيرها ومثلما قلت ان مايو جاءت نتيجة لافرازات الجو السائد ، غض النظر عن انهم شيوعين ، وفي ليبيا بعد عمر المختار الذي كان بالنسبة للعرب والمسلمين والمناضلين صورة للبطولة العربية والمقاومة للاستعمار الايطالي وليبيا كانت مسرح للحرب العالمية الثانية ، بمشاركة السودانين ، في هذه الفترة بدأ التعليم في سبها عاصمة الجنوب الليبي ، ومعمر القذافي وزملاؤه كان في المدرسة الاعدادية وهم كانوا شباب صغار لكن متعلقين بجمال عبدالناصر وبأفكاره ومؤمنين بالوحدة العربية وضرورة التخلص من الاستعمار البريطاني والمعاني التي كانت تشغل الشباب العربي في تلك الفترة فشكلوا معا تنظيم اسمه (الوحدوين الاحرار ) على اساس الوحدة مع مصر ولم يكن رئيسهم معمر القذافي وانما محمد الذوي بدليل انه لما معمر القذافي احتفل بالذكرى الاربعين للوحدوين الاحرار محمد الذوي هو من خاطب الحشود الضخمة حوالي 50 الف مواطن وهو كان وزير الداخلية وسفير في امريكا وبريطانيا وفي المغرب لأن خاله كان كبار وزراء الملك ، وبلدهم سبها واجتمعوا الوحدوين الاحرار و قالوا والله ماعندنا طريقة الا نعمل ذي ناس عبدالناصر ندخل الجيش ، ونصبح ضباط ونعمل انقلاب ومحمد الذوي قال ليهم اها بعد ما تنفذوا انقلابكم ده ماعايزين ليكم مستشار قانوني لحكومتكم ، وقال ليهم انا ماشي القاهرة ادرس قانون وفعلا مشى القاهره ودرس القانون وهم دخلوا الجيش فوجدوا بداخله تيارات كثيرة بينهم شيوعين وبعثين وضموا التيارات الموجوده في الجيش الى حركتهم وسموها ( الضباط الوحدوين الاحرار) والتي ضتم وطنين وتشكلت منظمة جديدة بنفس نهج حركة جمال عبدالناصر،و التي كانت فيها نفس التشكيلة من اخوان مسلمين وشيوعين ناس خالد محي الدين وفيها وطنين مثل عبدالناصر وفيها ارهابين مثل انور السادات ومتدينين مثل حسين الشافع وهم نقلوا الصورة طبق الاصل للتنظيم الذي نشأ في ليبيا وفي الجيش الليبي وكانما احتذوا المسألة بل لما قامت الثورة في ونجحت وحصل لقاء بين عبدالناصر ومعمر القذافي قال ليه الثورة دي نحن جبناها هدية ليك انت وعبدالناصر اخر زيارة له لليبيا قال ليهم اودعكم وانا اقول ان اخي معمر القذافي هو الامين على القومية العربية هذا المناخ الذي ولدت فيه ثورة الفاتح من سبتمبر في ليبيا .

السياسي