احمد دندش

قصة (سوداني) هزّ عرش (ذا فويس).!


تناولت عبر هذه المساحة خلال الاسبوع الماضي تجربة المتسابق السوداني امجد شاكر في برنامج (ذا فويس)، وقلت بأنه (خوجنة) أمجد لصوته، تعتبر (تكراراً سخيفاً) جداً لتجربة نايل، وطالبته بأن يتجه لترديد الاغنيات السودانية في المراحل القادمة، وذلك لأنها تمتلك عنصر (الإدهاش) بسبب عدم إكتشافها كما يجب حتى الان، كما نصحته بأن يقدم اغنية من اغنيات الراحل سيد خليفة لأنها الاقرب لقلوب الكثيرين في ارجاء الوطن العربي.
لم يجف مداد ماكتبت خلال الاسبوع الماضي، حتى تفاجأت امس بمتسابق سوداني آخر اسمه محمد الطيب يقتحم بثقة غريبة مسرح ذا فويس، ويردد احدى الاغنيات الغربية، ليستدير كل من صابر الرباعي وشيرين، وهما في حالة من الطرب بذلك الصوت السوداني القوي والمميز.
(إلتفاتة) شيرين وصابر لمحمد الطيب تعتبر إلتفاتة عادية جداً وفق قناعاتهما بإمكانيات وصوت محمد الطروب، لكن مااستوقفني كثيراً، كان إلتفاتة (القيصر) كاظم الساهر بعد ان عرجّ محمد لتقديم اغنية (انا مالي ومالو)، تلك الاغنية التى (استفزت) مشاعر كاظم، وجعلته يضغط زر الاختيار إعجاباً بهذا الفن السوداني (الغير مكتشف) حتى الان.
نعم، محمد الطيب استطاع بذكاء يحسد عليه ان ينتزع إعجاب لجنة التحكيم، وإعجاب كل السودانيين كذلك وهو يمثلهم خير تمثيل عبر حنجرته المعطونة بالشجن والقوة، ليؤكد ايضاً ان فننا السوداني قادر على المنافسة وقادر كذلك على منح التميز في اي مكان واي زمان واي مسرح كان.
لن اجد بعد اليوم اي مبرر لترديد اي متسابق سوداني في مثل تلك البرامج للاغنيات الغربية، فمحمد الطيب اكد لكم جميعاً وبالدليل والبرهان ان اغنيتنا السودانية تمتلك عنصر (الدهشة) وتحظى بالكثير من الروعة والتفرد، الى جانب انها تمتلك القدرة على صنع الفارق وتمتلك القدرة على صنع الدهشة وإنتزاع الاعجاب.
شكراً محمد الطيب وانت تؤكد لكل العالم ان السودان يمتلك غناء جميلاً مقنعاً، شكراً لك وانت تمثلنا خير تمثيل في ذلك البرنامج الضخم والذى يتابعه كل العالم العربي، شكراً لك وانت تمنحنا (الامل) في وصول اغنيتنا السودانية الى مصاف العالمية، وشكراً لك وانت تختار الحضور (السوداني) في زمان غاب فيه السودانيون انفسهم عن مواقيت الحضور.
جدعة:
سخر مني الكثيرون الاسبوع الماضي عندما طالبت امجد شاكر ان يبتعد عن (خوجنة) صوته وان يقدم فناً سودانياً، وامس ، لم يتوقف هاتفي عن الرنين والكل يبدي دهشته وانبهاره بما قدمه محمد الطيب، ذلك الفتى الذى هز عرش (ذا فويس) بـ(انا مالي ومالو).
شربكة أخيرة:
محمد الطيب هو الاحق بالدعم والمؤازرة، لذلك فلنقف جميعاً خلفه حتى نيله للقب البرنامج، و…(لنا عودة).