فدوى موسى

كلمة


هي في السنة النهائية من كلية الطب، كان خطيبها عندما تقدم لخطبتها موافقاً على أن تعمل بعد التخرج، ولما حان الميعاد تراجع عن الكلمة قال إنه على استعداد أن يدفع للأب تعويضاً عما صرف في دراستها، فصرخ الأب هل يمكن أن يعوض لابنته سنين دراستها قال لها الخطيب، ما رأيك العمل أم أنا.. قالت ليس أمامي اختيار مادمت وضعتها صريحة كلمة اختيار، فصدمة الحب تشفي مع الوقت أما صدمة المبدأ والكفاح لا شيء يعوضها في الحياة، بالكلمة تبني أسرة وبالكلمة تهدم أسرة، يقول بعض الناس أن كثيراً من الكلمات فقدت رونقها لفرط ما لاكتها الألسن.. تعد كلمة (أحبك) تحمل هذا الواقع الساحر نشتاق لسماعها وعندما تقال لا نصدقها، الكلمة هي التي تحدد مصير الإنسان، تصنع سعادته وشقاءه، تصنع أصدقاءه وأعداءه، فهل يفهم كل الناس خطورة وأهمية وضرورة الكلمة، يقول الكاتب والشاعر الروسي المسلم رسول حمزة نوف، ربما نتساءل لماذا أعطى الإنسان عينين وأذنين ولسان واحد، فالسبب لابد أنه قبل أن ينطق اللسان بكلمة.. لابد أن تقوم العينان ببعض الرؤية والأذنان ببعض الاستماع، لكن هنالك بعض الناس يتكلمون لا لأن لديهم أفكار جيدة أو كلمات صادقة لكن ألسنتهم تأكلهم.
مع تحياتي
صالح محمود عبد الله (الجرافة)