رأي ومقالات

شيخا بمسبحة وذقن بهية كان يتابعنا بفضول حتي كاد ان يقحم راسه في بشكير النجم الصغير فقلت تعال اذن يا مولانا


رفقة في حين عسرة نقلتني مع صديقي (نزار) الي مستشفي القابلات بامدرمان ؛ الرجل تقلد مكالمة ملتاعة تنذره بان حرمه نقلت علي عجل الي مستشفي الولادة حيث ستنجب (باكورة انتاجهما) وهو تعبير فج يثير الجيوب الانفية خاصة في تهاني الصحف ! كنا معا نقضم بعض الحديث ووجبة خطرة مشبعة بالدهون من ساندوتشات احضرت حارة كانها اتت من قاع الجحيم حينما التقط هاتفه ليهب كالملدوغ يجمع شتات اغراضه وثرثراته دون ان يفصح عن فحوي الحديث ! بدا خليط من الذعر والارتباك حتي ان الحاضرين معنا من بقية جمهرة زبائن المكان طالهم شئ من الجزع عليه ؛ طلبنا الحساب علي عجل وهو يتحرك في كل المكان اتحرك .. اتحرك .. اطلع ! حينما تاخر النادل جرني صاحبي جرا للخارج وصاحب المطعم ينظر باشفاق نحونا ثم ما لبث ان امر عامله بعدم اخذ حسابه معللا بان (شكلهم عندهم وفاة ) وهو الاحتمال الذي رجحته من هول توتر مرافقي حينما وصلنا للعربة فهمت منه ان (المدام بتضع) قلت له تماسك هي دقائق وستكون بالمستشفي التي حينما وصلناها كان قسم الطؤاري قد استلم الحالة وحجزنا مثل بقية الرجال في صالة انتظار اسمها (قلاية بن) اذ لحظت ان السيدات المرافقات وسمتهن يشي بكبر العمر وهن ام انهن (حبوبات) سابقات او مرتقبات ؛ كن في غاية الهدوء مع قلق حذر يبدد بالابتسام الوقور وانعقاد حلقات التهاني المربوطة بالفة السودانيين في مثل هذه الظروف حينما بتراص الجميع كأنهم اهل واصحاب عشيرة اسمها التعاضد ؛ زغرودة تنطلق ثم تدور علب الحلوي حسب ظروف الاسرة فقد تنال حلاوة (بقرة) وقد تذوب في فمك شكولاته وقد تاتيك قطع من التمر ؛ يطوف الشخص عادة بحلاوه وابتسامة الرضا علي محياه مرة ياتيك عامل بابروله ومرة من نظامي تتراص الانجم علي اكتافه وحينا من افندي مغلول بربطة عنق ؛ لا مقامات هنا سوي مقام الحمد والمساواة فالكل واحد ؛ كما قلت لحظت ان النساء جلدات في هذا الموقف والرجال جزعون ؛ صديقي وبعض اباء مبشرون بزينة الحياة الدنيا من البنين بدوا اقرب للانهيار ؛ مصلي المستشفي لا يخلو من قائم بالدعاء واما صالة الانتظار فقد تحولوا فيها لحالة طواف دائم ؛ وهذا يخرج القميص من (الشكة) وذاك ان رن هاتفه جفل واخر كل ثانية يمد راسه الي مدخل قريب من غرفة داخلية مغلقة فتزجره احد القابلات وتغلظ عليه فيرتد الينا مثل طفل ضبط بجرم ؛ لحظات ولادة الزوجات تهد وقار الاشداء وتختبر عزمهم ؛ صديقي كان علي حافة البكاء شعرت به يرغب في اللطم ؛ كلما اقتربت منه امه وام زوجته كان يسالهما (اتاخرو ..مش ) فتطلبا منه الهدوء فيركن للجلوس ثم ينهض بعد نصف دقيقة ليقول ذات السؤال ويعيده ؛ مررت له صحيفة فاحسست به مثل ماسح ضوئي اذ في غضون خمس دقائق نحي صفحاتها علي الارض ؛ سألني الضهر اذن قلت له تجلد يا رجل نحن علي مشارف المغرب ؛ ثم اتي الفرج وزف اليه النبأ السعيد ؛ شعرت ان ماء باردا صب علي نيران قلقه ؛ جري مثل مطارد الي الخارج فاتي بالحلوي والبشارات ثم فتح هاتفه ينقل التفاصيل لاشخاص بالجهة الاخري اظنهم اشقائه كان مزهوا بان مولوده (ولد) واضاف بفخر (ولييد ) حتي خفت ان يقول (اقرن ) كالكبش ؛ ثم استدعي بنداءات الحاضرين ليؤذن في اذن المولود ؛ تقدمت معه الي شباك مد منه الطفل الينا وهو ينظر الينا باعين مثل ماء قاع البئر من الصفاء والزرقة ؛ استلمه والده بخوف حتي كاد ان ينزلق منه ؛ اقترب فمه من اذن الصغير وظننت انه سيشرع في الاذان ثم ارتج عليه فمد لي الطفل الملفوف وحرت ما افعل اذ ارتج علي انا ايضا لاسيما ان اعين الحاضرين تسمرت علينا فالتفت خلفي لاجد شيخا بمسبحة وذقن بهية كان يتابعنا بفضول حتي كاد ان يقحم راسه في بشكير النجم الصغير فقلت تعال اذن يا مولانا

الخرطوم: محمد حامد جمعة


‫4 تعليقات

  1. مالكم ؟؟؟ نسيتوا الاذان ؟؟ واقامه الصلاه البيقولها منو

  2. طيب انت متضايق مالك .. مولانا معاهو حق .. شافكم عرفكم ما ناس آدان .. قال يقوم بالواجب .. كتر خيرو يا خي .. مش فكاكم من ورطة .. كان ح تضظروا تدوهو لي حبوبتو عشان تأذن ليهو !!

  3. ﻛﻠﺎﻣﻚ ﺣﻖ ﻭﺍﻟﻠﻪ . .ﻟﻜﻦ ﻓﻴﻪ ﺧﺒﺎﺛﺔ ﺷﺪﻳﻴﻴﻴﺪ ﺿﺪ ﺍﻟﻤﺘﺪﻳﻨﻴﻦ و ﻟﺎ ﺃﺩﺭﻱ ﺃﻫﻮ ﺗﺸﺒﻴﻪ ﺍﻟﺬﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﺸﺒﻪ ﺍﻟﻤﺪﺡ ﺃﻡ ﻟﺎ !! ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺭﺑﻨﺎ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻘﻠﻮﺏ . .
    و ﺍﻟﺈﺳﻠﺎﻡ ﻳﻆﻞ ﻫﻮ ﺍﻟﺈﺳﻠﺎﻡ و ﻣﻦ ﺃﻫﻢ ﻗﻮﺍﻋﺪﻩ ﺍﻟﻤﻆﻬﺮ ﺍﻟﺈﺳﻠﺎﻣﻲ ﻟﻠﻤﺴﻠﻢ ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ و ﺍﻟﺘﺴﺒﻴﺢ و ﺍﻟﺜﻮﺏ