منوعات

ايداهور .. تفاصيل موت غير معلن .. عبد الحميد السعودي يرى شيئاً مرعباً في وجه ايداهور


عندما بدأت الحافلة تتأهب لنقل لاعبي المريخ من مقر معسكرهم الإعدادي الذي أقيم بمنزل لاعبي المريخ المستأجر بمنطقة الخرطوم (2) إلى استاد المريخ بأم درمان للقاء فريق الأمل العطبراوي في الدوري الممتاز كانت الروح المعنوية عالية بين صفوف لاعبي المريخ غير أن الكدر أصاب الجميع عندما لاحظوا تلك الملاسنة والحدة التي تبادلها لاعب المريخ المحترف النيجيري كليتشي اوسونو مع سائق اللاعبين المحترفين دون أن يدركوا سبباً لتلك المشادة التي كادت تتطور الى تشابك بالايدي لولا تدخل اللاعب ايداهور الذي استطاع نزع فتيل ذلك الشجار بين الرجلين بحكمة ولطف وهذا بعض ما عرف عن هذا اللاعب الخلوق الذين كان يكرم العاملين من جيبه الخاص.
في غرفة الملابس بعد ان انتعل ايداهور حذائه الرياضي كان أبيض اللون، بدأ مع زميله اللاعب عبد الحميد السعودي في عملية إحماء، كان عبد الحميد آنذاك ينظر الى عيني ايداهور فيرى فيهما ألقاً وعزماً، ولم يكن يدري انه بعد قليل ستقع عيناه على مشهد مرعب لن يغادر مخيلته أبداً. بدا ايداهور أنيفاً في ذلك الزي والحذاء الأبيض ليكون ذلك الزي بعد ذلك هو آخر ما توشحه من ملابس في حياته، ولم ينزعها منه احد سوى طبيب التشريح، ليتسنى له فتح قفصه الصدري ابتداءً من المنطقة تحت الفك السفلي حتى المثانة وعندما استمر في عملية التشريح اكتشف احتقاناً ظاهراً بالمخ.
كما كان ايداهور يتوقع فقد دفع به المدرب كاربوني الى التشكيلة المريخية الهجومية، بينما جلس مواطناه اللاعبان كليتشي ووارقو مع البدلاء، وبدأت جماهير المريخ الوفية تصدر أصواتاً كالهدير يطير لها لب الجبان، ولم يمض وقت طويل حتى استحالت تلك الأصوات إلى احتجاجات خطيرة صاحبها شئ من الشغب عندما سقط ايداهور في الدقيقة الثالثة على العشب الأخضر، وذلك عندما توغل خطوة ونصف الخطوة داخل صندوق (التمنتاشر) الخاص بالفريق الخصم محاولاً التخلص من الرقابة المفروضة عليه من مدافعي فريق الأمل العطبراوي ليتأهب لاستقبال الكرة التي كان يستعد احد لاعبي المريخ لتنفيذ ضربها بعد أن احتسب حكم المباراة مخالفة لصالح فريق المريخ ارتكبت مع اللاعب أحمد الباشا بالجهة الشمالية الشرقية من الملعب بالقرب من خط التماس. ذلك السقوط المفاجئ دفع بمشاعر الغضب الى جمهور المريخ فظن بعضهم أن احد لاعبي فريق الأمل اعتدى على لاعبهم المحبوب وهو في ذلك الموضع الهجومي الخطير، وكرس مدرب الفريق البرازيلي كاربوني هذه المشاعر وهو يتهم بغضب أحد لاعبي الأمل بالاعتداء على ايداهور بضربه عن طريق الكوع على صدره، كان ذلك عند الدقيقة الثالثة عشرة من بداية المباراة. رقم شؤم أحال الملعب إلى كومة من المشاعر المتباينة واحدث فيها هرجاً ومرجاً.
في إمارة دبي كانت ساندرا زوجة ايداهور ترى هذا المشهد، فأحست بوخزة في جنبيها وعندما رأت الأسى في وجه ابنتها وهي تقول لها: أبي بطل قوي كيف يسقط؟ فقالت لها: هذا يا ابنتي يحدث كثيراً في ملاعب كرة القدم، فكم من مرة سقط بطلك ونهض، سينهض يا حبيبتي فلا تقلقي، قالت ذلك وهي تحس بنوع آخر من المشاعر التي دفعتها لحجب المشاهدة عن ابنتها، خاصة وهي ترى سيارة الإسعاف تقتحم الملعب، لم يستطع الجمهور أن يتخلص من مشاعر الغضب التي اجتاحته وبانت الدهشة في أوجه زماء اللاعب داخل المعلب، وتعمقت في نفوسهم الحيرة بعد أن أعياهم التخمين في البحث عن أسباب هذا السقوط وقد ملأهم التوجس، فهب بعضهم الى موضع سقوط اللاعب بقلوب واجفة بعد أن رأوا ايداهور وقد ارتجفت أوصاله قليلاً ثم همدت وهو منكفئ على الأرض بجسده ووجهه، فرفع اللاعب عبد الحميد السعودي رأس زميله برفق فرأى وجهاً بدا له خالياً من الحياة وعينين مرعبتين لا سواد فيهما فقط اللون الأبيض، فاستقام وأخذ يصرخ ويصرخ وهو يشير بيديه إلى طاقم المريخ الطبي للإسراع بالدخول لإسعاف اللاعب. بدخول عربة الإسعاف إلى الملعب ليحمل عليها ايداهور بدات حكاية المسكوت عنه في موت ايداهور.

صحيفة حكايات


‫2 تعليقات

  1. سبحان الله كل الزمن الفات السر دا كان مختفي
    ظهر الان في التوقيت الزي فيه انسحاب الامل

  2. حرام عليك ياراجل ..دي تعتبر تجارة بحرمات الموت.اىجو منكم وقف المقالات فورا