الطاهر ساتي

قصة النقاب ..!!


:: أن ينهضوا للفاتحة وتلقي العزاء ثم يجلسوا ثم ينهضوا، طوال ساعات اليوم، رغم أنها رياضة مُرهقة، فأنها لاتزعج أهل المرحوم..ما يُزعجهم هو السؤال التقليدي : (المرحوم مالو؟، كان عيان ولاشنو؟)، وتتكرر الأسئلة بمعدل ثلات مرات في الدقيقة، فتشرح لهم قصة مرض المرحوم و رحلة العلاج والوصية في البداية بحماس، ثم تستاء وتختصر القصة أوتختصرهم بعدم الرد..وأحدهم – وكان التمساح قد إبتلع فقيده – لم يحتمل الأسئلة التقليدية، وعندمأ سألوه بعد الفاتحة مباشرة : ( طيب التمساح ده أكل ولدك وين؟)، رد عليهم ببرود إنجليزي : ( في المطعم الجنبنا ده)..!!
:: وهذا حالنا مع الأصدقاء والمعارف منذ أسبوع، أي عقب إنتشار زاوية – قديمة جداً – في وسائل التواصل ومواقع الإنترنت والواتساب.. وأصل الحكاية يا أحباب، بتاريخ 23 نوفمبر 2008، وتحت عنوان لوائح لمكافحة النقاب، سردت قصة طالبة منقبة رفضت إحدى الكليات الوطنية قبولها بسبب نقابها رغم إنها مستوفية لشروط القبول الأكاديمية..وبعد سرد معاناة الطالبة وأسرتها مع لائحة الكلية، ناشدت إدارة الكلية وسلطات الدولة لحل أزمة الطالبة بلا ضرر أو ضرار..فالنقاب أيضاً – بغض النظر عن إختلاف العلماء – حرية شخصية ..ومن الأخطاء الشائعة إختزال حدود الحرية الشخصية في (التبرج)، أو كما يفعل بعض بلهاء الغرب وأتباعهم ..!!
:: والمهم.. بعد نشر تلك الواقعة بأيام، أي بتاريخ 28 نوفمبر 2008، وبتوجيه مسؤول صادر عن مولانا عبد الدائم زمراوي الوكيل السابق لوزارة العدل، عقد مولانا ميرغني عبد الرازق كننه، كبير المستشارين ورئيس نيابات أمن المجتمع، إجتماعاً مثالياً مع السادة بادارة الكلية و التعليم العالي وأسرة الطالبة، ثم عقبوا على الزاوية بما كان حلاً عادلاً لأزمة الطالبة وكل الطالبات المنقبات، بالنص الآتي :
أولا : صحة ما جاء في المقال من معلومات.
ثانيا : أكد القائمون على أمر الكلية المذكورة حرصهم وغيرتهم على دينهم، وهذا ما لمسناه من حديثهم وايضاحهم.
ثالثا : وافقت إدارة الكلية بالسماح للطالبة المذكورة بإكمال إجراءات التسجيل.
رابعا : وافقت إدارة الكلية على رفع توصية إلى مجلس الكلية لدراسة اللائحة وإزالة أي تعارض بين اللائحة وأي أمر معلوم في الدين أو أي قانون آخر.
خامسا : التزام الإدارة القانونية بوزارة التعليم العالي بمراجعة اللوائح الداخلية بالكليات الخاصة التي تتعارض مع القانون.
:: هكذا تم حل قضية الطالبة المنقبة و زميلاتها – بكل الجامعات والكليات – بما لاينتهك حقوقهن و يصادر حرياتهن..في ذات الأسبوع، وفي ذات العام (2008)، تم نشر الحل العادل مع شكر السادة بوزارتي العدل والتعليم العالي.. فمن؟، ولماذا تم نشر هذه القضية القديمة – بلا حلها – في مواقع الإنترنت و الواتساب بكل هذا الإنتشار لحد تناولها في بعض خطب الجمعة الفائتة؟..بعض أصدقاء الدكتور عصام أحمد البشير إتصلوا و (تبينوا)، قبل تحريضه..ولكن بعض الشيوخ إستنكروا قبل أن (يتبينوا)، فأصابوا سادة الكلية..وعليه، ثورة الإتصالات (سلاح ذو حدين)، فتبينوا ما يرد عبرها حتى لاتصيبوا بعضكم بجهالة وتصبحوا على ما فعلتم نادمين ..!!