تحقيقات وتقارير

البشير في البرلمان خطاب يُفسِّر هداة المشهد السياسي


غابت المفاجآت عن خطاب رئيس الجمهورية المشير عمر البشير الذي ألقاه أمس في فاتحة أعمال الدورة الثانية لأعمال الهيئة التشريعية القومية. فقد تناول الخطاب عموميات الأوضاع السياسية في البلاد وتطرق لخطط الجهاز التنفيذي المأمول تنفيذها خلال العام 2016م، غير أن الخطاب نفسه لمس العديد من القضايا مثل الحوار الوطني واتفاقيات السلام في دارفور والشرق، وأكد التزام الحكومة بتنفيذ مخرجات الحوار وإقامة استفتاء دارفور والاستمرار في تنفيذ مشروعات التنمية.

توقيعااااااااات

الخطاب أشار إلى تحقيق السلام وبسط هيبة الدولة ونحن في النيل الأزرق أحوج ما نكون للسلام ووقف الحرب.

عصام الدين إبراهيم

عضو برلماني

أطلب من رئيس الجمهورية أن يكون لجان متخصصة لتتابع تنفيذ مخرجات خطابه على أرض الواقع بما ينعكس على حياة المواطن

صلاح أحمد النور

برلماني مستقل

إن حرية الصحافة مبدأ أساسي لكن ينبغي أن تكون مقترنة بالمسؤولية

المشير عمر البشير

رئيس الجمهورية

البشير في البرلمان

غياب المفاجآت واللغة الحادة

استفتاء دارفور يتصّدر خطاب الرئيس

استهل المشير البشير خطابه في فاتحة أعمال الدورة الثانية لأعمال الهيئة التشريعية القومية، بالحوار الوطني قاطعاً بأنه نتج عن قناعة كاملة بأن الحوار يعد أول مناهج التراضي الوطني، بينما الحوار المجتمعي يفسح المجال أمام كل مكونات هذا المجتمع للمشاركة الفاعلة لرسم مستقبل السودان، مؤكداً التزامه بتنفيذ ما يفضي إليه الحوار من نتائج.

استفتاء دارفور

المشير البشير أشار لاهتمامه بقضية دارفور، لافتاً إلى أن تمديد اتفاق الدوحة لعام آخر سيشهد مزيداً من مشروعات التنمية وبث الأمن، تسهم جميعها في عودة النازحين إلى قراهم، قاطعاً بأن الترتيبات تمضي لإنجاز الاستفتاء الذي سينتظم كل ولايات دارفور خلال شهر أبريل 2016، ليرسي دعائم المستقبل المتسم بالممارسة السياسية الراشدة في الإقليم.

وأكد البشير أن للحكومة رؤية إستراتيجية واضحة في مجال السلام من ضمنها العمل لتوصيل خدمات الكهرباء للمرة الأولى هذا العام والذي يليه لنحو 600 ألف أسرة في شرق السودان، مؤكداً أن مخرجات الحوار الوطني ستكون خير داعم لرؤية السلام، بيد أنه أشار إلى أن الحكومة لا تطلب السلام من منطلق ضعفٍ أو إملاء من أحد، قاطعاً بأن السيطرة الميدانية كانت في صالحهم قبل إعلان وقف العدائيات بعد أن نجحت القوات المسلحة في تحجيم الأعمال العدائية للحركات المسلحة ومحاصرتها في جيوب ضيقة، مشدداً على أن العام القادم سيشهد بسط سلطان الدولة في كل أجزاء البلاد.

الإصلاح التشريعي

البشير لفت إلى أن مسيرة الإصلاح امتدت لتعم كل أرجاء البلاد بداية بالإصلاح التشريعي، كاشفاً عن تعديل ستين قانوناً خلال الأسابيع القادمة، تهدف جميعاً لزيادة فاعلية الأجهزة العدلية، وتيسير إجراءات التقاضي، ووضع الأحكام الرادعة في جرائم مستحدثة عبرت من خارج الحدود، مؤكداً انتظام الدولة في مراجعة عددٍ من المؤسسات، وإنشاء مفوضية مكافحة الفساد، متعهداً بمواصلة إصلاح المؤسسات لتحقيق النزاهة والشفافية ومراجعة تجربة الحكم اللا مركزي باعتباره الأسلوب الأمثل للحكم في السودان.

العلاقات الخارجية

البشير أكد أنهم ماضون في تعزيز الشراكات الإستراتيجية على صعيد العلاقات الخارجية مع بعض الدول الصديقة مثل الصين وروسيا وتركيا والهند، فضلاً عن تواصل الحوار مع أوروبا وأمريكا لحل القضايا العالقة، والعقوبات الاقتصادية الأحادية المفروضة على السودان وإعفاء الديون، وفك المساعدات التنموية المستحقة للسودان، قاطعاً بأنهم سيسلكون كل قنوات التواصل الثنائي والإقليمي لإقامة شراكات إستراتيجية تخدم مصالح جميع الأطراف.

إدانة الإعلام الوطني

حمّل البشير الإعلام الوطني مسؤولية جسيمة تجاه الأمة السودانية، وطالبه بنشر ثقافة السلام وتمتين النسيج الاجتماعي وما يعين على تجاوز الكثير من الممارسات السالبة التي قال إنها عمقت جراح الوطن وأوقدت نار الفتنة بين أبنائه تحت دعاوي التهميش وتعميق الإحساس بالغبن وإثارة التعصب القبلي والجهوي، مشيراً إلى أن حرية الصحافة مبدأ أساسي، إلا أنه رجع وقال إنها مقترنة بالمسؤولية، مشيراً إلى السعي المستمر لتقوية نطاق البث الإذاعي والتلفزيوني ودعم الصحافة المطبوعة، وطالب الإعلام بكل اتجاهاته بالعمل الجاد على دفع عجلة الوحدة الوطنية.

الإصلاح الاقتصادي

واعتبر البشير أن جهود الإصلاح الاقتصادي التي تقوم بها الدولة بدأت تؤتي ثمارها، واصفاً التحصيل الإلكتروني بأنه عمل كبير بدأ يساعد على بسط ولاية وزارة المالية على المال العام وأتاح منفذاً واسعاً لمبدأ الشفافية، وسد كل منافذ التعدي وأخذ أموال الناس بغير حق، متعهداً بخفض وترشيد المصروفات العام المقبل، فضلاً عن زيادة الصادرات وتقليل الواردات، بما يحقق التوازن الداخلي المطلوب، ومعالجة العجز في ميزان المدفوعات والمحافظة على سعر العملة الوطنية، مؤكداً إيلائه قطاع النقل اهتماماً خاصاً، كاشفاً عن تنسيق مع بعض الدول الشقيقة لإطلاق قدرات هذا القطاع ودعمه بإمكانات إضافية تزيد من سعة النقل البحري والجوي والحديدي.

الشأن الثقافي

ولم يهمل خطاب رئيس الجمهورية الشأن الثقافي والخدمات، لافتاً إلى أن الثقافة واحدة من أهم مقومات الوحدة الوطنية، وأداة ناجعة في تحقيق تجانس المجتمع، مشيراً إلى أن الدولة أولت الثقافة اهتماماً كبيراً، لتنهض بوظيفتها في شحذ قيم العمل والإبداع في كل قطاعات العمل التنفيذي، ولتسهم في ترسيخ التنمية القومية على هدى من روح التوافق والإخاء بين مكونات المجتمع السوداني، وأشار البشير إلى أن الحكومة تعمل على تفعيل سياسات وآليات الدعم الاجتماعي المباشر للفقراء، بالتوسع في البرامج الهادفة إلى تخفيف حدة الفقر عبر التدخلات المطلوبة، وتوجيه التمويل الأصغر للقطاعات المنتجة والقطاعات المساعدة للإنتاج، وتقوية آليات حماية الأسرة والطفولة، فضلاً عن العمل على تحسين صحة الأمهات والأطفال، ومكافحة الأوبئة والأمراض السارية، وتعزيز حصول المواطنين على الأدوية الفعالة والميسورة التكلفة.

إصلاح الدولة

البشير اعتبر أن الخدمة المدنية مدخلاً لإصلاح أجهزة الدولة لذا فقد تعهد بتقوية معايير الترقي في الوظيفة العامة، وتطبيق نظام عمل مؤسس على الكفاءة والحيدة والنزاهة والشفافية والمحاسبة، وتأمين عدالة شروط الاستخدام واستحقاقات ما بعد الخدمة لتتناسب مع المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية.

الصيحة