جمال علي حسن

البرلمانية تفضح ملعب السيسي


المتابع لمشهد الانتخابات البرلمانية المصرية والإقبال الشعبي الضعيف جداً للمشاركة فيها والعزوف التام من الشباب المصري عن المشاركة في هذه المهزلة المخجلة.. من يتابع هذا المشهد يدرك يقيناً أن نظام السيسي لا يملك أي ظهير شعبي أو قواعد حقيقية تقف معه وتسانده.
وهذا هو الفرق بين واقع الانتخابات البرلمانية المصرية في ظل غياب المعارضة وغياب القوى السياسية الحية وبين واقع الانتخابات في السودان والتي تمت في ظل مقاطعة مجموعات كبيرة من القوى المعارضة، حيث أن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان والأحزاب المشاركة استطاعت تعويض الفاقد الجماهيري في انتخابات السودان في ظل المقاطعة من جانب الآخرين، يستطيع الحزب الحاكم تعويضه على مستوى الشكل العام للانتخابات بحكم امتلاك هذا الحزب الحاكم في السودان للظهير الشعبي المنظم الذي يمكنه من القدرة على تعويض حالة الزخم المطلوب في الانتخابات .
أما نظام السيسي فقد كشفت الانتخابات البرلمانية التي تجري حالياً ملعبه بشكل مخجل حيث ثبت للجميع أن هذا النظام يفقتد لأي مساندة شعبية حقيقية وكل الذي حدث أن مجموعات من النخب البرجوازية ورجال الأعمال الفاسدين كانوا قد أنتجوا ذلك التغيير الانقلابي الدرامي الذي منحوا دور البطولة فيه للسيسي .
والفرق بين الحالة السودانية والحالة المصرية أن النظام الحاكم في السودان ظل يدعو المعارضين للمشاركة في الانتخابات لكنهم هم الذين امتنعوا عن ذلك أو بعضهم، في حين أن السيسي بعد توليه الحكم في مصر قام بحظر نشاط الحزب السياسي الحائز على الأغلبية في الانتخابات التشريعية بعد ثورة 25 يناير، وقام باعتقال جميع قياداته البارزة وغير البارزة أيضاً حيث تمتلئ السجون والمعتقلات المصرية بقيادات هذا الحزب وتلك الجماعة التي اختلفنا أو اتفقنا معها لكننا يجب أن لا نحاول الإقرار بإمكانية توفير حالة سياسية شعبية أو ممارسة ديمقراطية في مصر في ظل حظر ومطاردة السلطة الحاكمة لحزب سياسي يمتلك كل هذه النسبة الكبيرة من المناصرين له في هذا البلد.
يعني على سبيل المثال لو افترضنا أن الحكومة السودانية أقامت انتخاباتها في ظل حظر لنشاط أحزاب المعارضة أو حظر لحزب مثل حزب الأمة القومي لما وجدت أحداً يناصرها أو يشارك معها في مثل هذه الإنتخابات، لكن لو فتحت الأبواب على مصراعيها أمام مشاركة الأحزاب وامتنعت تلك الأحزاب عن المشاركة فإن الوضع يختلف تماماً .
السيسي ليس لديه ولا لدى من أتوا به أية قدرة على خلق زخم شعبي وجماهيري لهذه الانتخابات من العدم، لذلك هو وحده يتجرع هذه القهوة الرديئة الصنع ولا يشاركه في مجلسها سوى مجموعة من الطبقيين والأرستقراطيين المستفيدين من هذا الوضع وآخرين يشاركون من باب الحفاظ على مصالحهم ومعايشهم .
وتكشف هذه المهزلة حجم الكذب والتضليل الذي يمارسه الإعلام المصري وسماسرة التزوير وتزييف الحقائق والذين فضحهم الشعب المصري بوعيه ومقاطعته لمسرحية الانتخابات النيابية التي لا تخص إلا السيسي وبعض المتمصليحن من حوله .

شوكة كرامة
لا تنازل عن حلايب وشلاتين.