محمود الدنعو

انتفاضة السكاكين والفيسبوك


برغم أن مارك زوكربيرج مؤسس موقع التواصل الاجتماعي الأشهر في العالم (فيسبوك)، وهو من أصول يهودية، قد أعلن مراراً أنه لا يتبع ملة آبائه، وأنه ليست له ديانة، إلا أنه عندما نشر صورة زواجه من صديقته الآسيوية بريسيلا تشان التي تخرجت لتوها من كلية الطب في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، قام نشطاء يهود في منظمة (لاهافا) الإسرائيلية، التي تعمل على منع زواج اليهود من غير اليهود، على استخدام صفحات (فيسبوك) لتوجيه رسالة ضد مؤسسها، مطالبين إياه بتطليق المرأة التي تزوجها لأنها ليست يهودية.
أحد نشطاء المنظمة اليهودية وإمعانا في تأكيد يهودية مؤسس فيسبوك ناداه باسمه اليهودي (مرداخاي) وليس مارك، مذكرا إياه بما قالته جولدا مائير التي قالت إن اليهود الذين يقدمون على زواج مختلط هم شركاء في المخطط النازي، لأن زواجا من هذا النوع سيقضي على المليون السابع من اليهود.
مؤسس فيسبوك لم يرتكب فقط خطيئة الزواج من غير اليهودية، بل ومن خلال تلميح واضح من رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بأنه مشارك في إشعال فتيل الانتفاضة الثالثة أو هبة (السكاكين) الحالية في فلسطين المحتلة، فقد اتهم نتانياهو، وسائل التواصل الاجتماعي بلعب دور واضح في إثارة ما وصفه بـ (موجة العنف الفلسطيني)، التي اندلعت مؤخراً في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكد نتانياهو أمام أعضاء حزبه (الليكود) أن إسرائيل تواجه تعبير (قوى التطرف) عن ذاتها على شبكة الإنترنت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتحديدا فيسبوك
الانتفاضة الثالثة جاءت مختلفة على سابقاتها، فإن كانت الانتفاضة الأولى تميزت بالحجارة والثانية بحافلات الجحيم فإن انتفاضة (السكاكين) جاءت باستخدام واسع لمواقع التواصل الاجتماعي، وبالطبع في مقدمتها فيسبوك ومؤسسه اليهودي، ولكنه أصبح سلاحاً فتاكاً في الانتفاضة الثالثة، فأكثر من وسم وهاشتاق يحمل اسم الانتفاضة، ويحشد لها الشبان الفلسطينيين ويكسبها المناصرة والدعم من الخارج، حتى وإن كان افتراضياً من خلال (لايك أو إعجاب) كأضعف الإيمان، وحظيت هاشتاقات ووسوم مثل (الانتفاضة انطلقت)، (الانتفاضة الثالثة)، (انتفاضة القدس)، (انتفاضة السكاكين)، (قبل الطعن، سمّم السكين) بمتابعات واسعة وتفاعلات كبيرة.
ولعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً جديداً في توثيق جرائم الاحتلال، من خلال مقاطع الفيديو الحية التي يصورها الشبان لبعض انتهاكات العدو، ويبثونها على الشبكة الدولية، لتنهض كأدلة دامغة جديدة على وحشية تعامل الاحتلال مع الشباب الفلسطينيين المنتفضين بعد أن اقتحمت قوات الاحتلال الأقصى.
ومنذ اندلاع الانتفاضة الثالثة سعت إسرائيل إلى مراقبة مواقع التواصل الاجتماعي والحصول عبر إرسال طلبات صداقة وهمية للناشطين الفلسطينيين على معلومات حول تحركات شباب انتفاضة السكاكين!