جرائم وحوادث

بعد سهرة ممتعة .. يحرق صديقه وينال عقابه


أصدرت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات بدبي، صباح اليوم الأربعاء، حكماً بالإعدام بحق عامل آسيوي، هارب من وجه العدالة، لإدانته بقتل زميله في العمل بعد أن أقدم على حرقه بمادة الجازولين أثناء تواجده في مستودع الشركة التي كانا يعملان بها.

وفي وقائع الجلسة صدر الحكم غيابياً، بإجماع آراء القضاة، فيما كانت النيابة العامة قد طالبت بعقوبة الإعدام بحق المتهم، مشيرة إلى أنه “وضع الجازولين على الضحية ثم أشعل النيران به بواسطة ولاعة”.

وكان العامل الآسيوي قد بيت النية وعقد العزم على قتل زميله، بان سكب عليه مادة بترولية بينما كان يقوم بعمله داخل مستودع تابع لإحدى شركات المقاولات في منطقة جبل علي، ثم اوقد النار فيه وفي محتويات المستودع.

كما شرع المتهم في قتل مجنيّ عليه ثانٍ كان متواجدا في المكان نفسه، بأن سكب على البطانية التي كان يلف نفسه بها اتقاء للبرد، المادة المشتعلة ذاتها، الا انه لم يتمكن من قتله بعدما تمكن الاخير من خلعها والتخلص منها والفرار من المكان.

المثير في هذه الجريمة وفق ما يتبين من اوراق ملفها، ان الاسباب التي دفعت المتهم الى ارتكابها ليست واضحة، وأن المغدور اكد قبل وفاته، انه لم تكن هناك اية خلافات مع القاتل، وهو ما اكده كذلك المجني عليه الذي قال هو الاخر ان المتهم لم يكن على خلاف معه، بالرغم من ان تحقيقات الشرطة توصلت الى ان ثمة خلافا قديما كان بين القاتل والمقتول.

ودلت التحقيقات ان المتهم توجه الى مستودع الشركة الذي كان يتواجد فيه المغدور والمجني عليه، وجلس معهما نحو ساعة قضوها في الحديث والضحك والود، ولم يصدر منه اي شيء مثير للقلق او المشاكل او الخوف، او ربما ما يعكر المزاج ويحرك سكون المكان، وبعد ان قضى تلك الساعة غادر المستودع ثم عاد اليه بعد نحو خمس دقائق حاملا معه دلوا فيه مادة بترولية سريعة الاشتعال، سكب بعضا منها على جسم المقتول وعلى ارض ومحتويات المستودع، ثم اخرج ولاعة من جيبه وقربها من جسم المغدور الذي سرعان ما اشتعلت فيه النيران، وانتشرت بسرعة في المكان، واتت على البطانية التي كان يلفها زميله المجني عليه على جسده دون ان تنال منه.

وقال المجني عليه في تحقيقات النيابة انه لا يعرف مقصد وهدف المتهم من حرق وقتل زميله، والشروع في قتله بالطريقة نفسها، موضحا ان علاقته والمقتول مع القاتل، كانت طيبة ولا توجد اي مشاكل معه، في وقت قال فيه انه سمع الجاني يقول قبل مغادرته المستودع بعد ان اشعل النار فيه: “موتوا جميعا في الداخل”.

وافاد شاهد اثبات آخر وهو حارس في الموقع الانشائي انه بينما كان على راس عمله على البوابة التي يحرسها سمع صراخا عاليا ونحيبا من شخص يجري بسرعة ويستنجد قائلا :” ساعدوني ساعدوني:” وكان ذلك الشخص عبارة عن كتلة نارية متحركة، مشيرا الى انه سارع الى اطفاء النار المشتعلة به قبل ان يقع على الارض مغشيا عليه، ويصار الى نقله الى المشفى الذي توفي فيه بعد نحو اربعة ايام نتيجة الحروق الشديدة التي لحقت به، فيما تمكن زميله المجني عليه من الخروج من المستودع بعد كسر الحائط الخشبي الخاص به، ونجح في تخليص نفسه من البطانية المشتعلة دون ان يصاب بأذى.

واشار مشرف عمال الى انه سمع المقتول يقول ان المتهم سكب عليه بنزينا وانه لا توجد بينهما اية عداوة، ومن ثم فقد وعيه.

ويبين مشرف عمال في الشركة ان المتهم كان حسن السيرة والسلوك، وملتزما بصلواته وواجباته، ولم تبد منه اية تصرفات وسلوكيات غريبة اثناء عمله.

البيان