منوعات

اكتوبريات 
الشعر الوطني.. ملهم الوجدان السوداني


تمر الذكرى الخمسين لثورة أكتوبر الخالدة والتي إنتفض فيها الشعب السوداني في أكتوبر 1964 ومازال في وجدان الشعب كل معاني الحرية والديمقراطية والتطلع إلى سودان مستقر ومتقدم والشعب السوداني في ثورة أكتوبر قدم أنموذجاً للتغيير السلمي المتقدم يذكرنا عن الحديث بفعل الثورات العربية والتي عرفت الربيع العربي وكيف أنها غيرت كثيراً من المفاهيم ولكن التاريخ يقول إن الشعب السوداني متقدم على الشعوب العربية في وعيه وفهمه وإدراكه لذلك قاد ما يقوده اليوم قبل خمسين عاماً لييؤكد أن التجربة السياسية والثقافية في السودان متقدمة كثيرًا على العالم العربي وفي وحتى على المستوى الثقافي والفني والأدبي فقد وثقت الأغنيات الخالدات والتي عرفت بالاكتوبريات والتي دبجها الشعراء وغنها الفنانين فأصبحت خالدة في قلب الأمة السودانية وقد جاء الفن مسجلاً معبراً عن الشخصية السودانية وصوت محمد الأمين يهدر ويقول وينادي أكتوبر الممهور بالدم ويحييه بصباح الخير أهلاً مساء النور وينادي فيه الزمن الذي يجي وبيمرّ عبر كلمات النشيد المر وبصوتّ الغُنا الذي ينده وتنادي الشعب الصامد ليهبّ من ظلامه مثل هبّة الشمس من جوّة الجبّ ليضمِّد جراح الحب والخاطر المكسور وقد كان الشعب حين كان أكتوبر والشاهد هنا أن الأغنيات والكلمات ملهمة للشعوب وفي ذلك يقول الشاعر محمد عبد القادر أبوشورة إنهم كشعراء في تلك الفترة كتبوا الكثير من الكلمات النابعة من المشاعر الجياشة المليئة بالوطنية فكانت أشعارهم مستندة على ما كتب سابقاً من كلمات وطنية إبتداءً من مهيرة بت عبود وحماسياتها ضد المستعمر وكلمات بنونة بت عبود وصولاً إلى أغنية عازة في هواك لخليل فرح وأثرها العميق في الوجدان السوداني وكذلك أغنيات جدودنا زمان وصونا على الوطن لود القرشي وما كتبه بعده ذلك حسين بازرعة عن أرضنا الخضراء وبلادي أنا وتغنى بها عثمان حسين مروراً بأحمد المصطفى الذي غنى لي غرام وأماني.. وبعد أكتوبر تفجرت عبقرية الشعراء والفنانين فجاءت الإكتوبريات المليئة بالكلمات الحماسية والوطنية فغنى محمد الأمين إكتوبرياته الشهيرة وإنطلق صوته ملء الآفاق لشعر محمد المكي إبراهيم.. ويضيف أبوشورة أن للأغنية الوطنية دور كبير في إثراء الوجدان والشعور بحب الوطن إذا وجهت كلماتها نحو التمسك بالقيم والأخلاق والوطنية فهي حتماً ستنشئ جيل محب للوطن وعامل من أجله وليس ساخطاً عليه لأن ما يكتب ويغنى يظل محفورًا في ذاكرة الشعب بكل معاني الوطنية والإعتزاز ويضيف لقد كتبت في ذكرى أكتوبر العديد من الكلمات آخرها قصيدة بعنوان أكتوبر منارة تشع حرية وعبرت فيها عن معانٍ أصيلة ووصايا ينبغي أن يعمل بها وسبق أن كتبت حدق العيون ليك يا وطن أصبح مقر أصبح سكن وتغنى بها الفنان الهرم محمد وردي وهي الآن من الأغنيات الوطنية الخالدة ولا أنسى الشاعر فضل الله محمد من أصحاب الإسهام الشعري الكبير في ثورة أكتوبر المجيدة وقد تغنى له الفنان الكبير محمد الأمين أغنية (أكتوبر واحد وعشرين ويا صحو الشعب الجبار ويا لهب الثورة العملاقة يا ملهم غضب الأحرار) وهكذا الكلمات القوية تبقى راسخة غناء محمد وردي لكلمات الشاعر مرسي صالح سراج الذي كتب (هام ذاك النهر يستلهم حسنا فإذا عبر بلادي ما تمنى طرب النيل لديها فتثنى فاروِ يا تاريخ للأجيال أنا ثائر إذ هب من غفوته) قد سجل هاشم صديق اسمه مع العظماء من الشعراء بنشيد الملحمة، وقد ظل النشيد يردده الناس إلى يومنا هذا لجمال الكلمات وثوريتها ولمعانيها ودلالاتها ولجمال اللحن والأداء الغنائي.. وقد ظل شعراء السودان يسجلون المواقف التاريخية لأكتوبر ومنهم الشاعر عبد المجيد حاج الأمين وقد تغنى له الفنان عبد الكريم الكابلي في طريق الجامعة (هبت الخرطوم في جنح الدجى خمدت بالعزم هاتيك الجراح وقفت للفجر حتى طلع مشرق الجبهة مخضوب الجناح والتقينا في طريق الجامعة مشهداً يا موطني ما أروعه) والأمثلة تطول لكثير من الإكتوبريات التي رسخت في الأذهان من كلمات وشعر وأغنيات.. وعلى كلٍ فالتاريخ لا ينسى لكل من كتب حرفاً وتغنى للوطن سواء في أكتوبر أو على طول تاريخ السودان تبقى الأعمال الفنية والثقافية في ذاكرة الشعب وهي ملهمة للحس الوطني.
عيسى جديد
ليلة أكتوبر واحد وعشرين 2014م

 

 

 

السياسي


تعليق واحد

  1. خمدت !!
    ضمدت … وليس خمدت

    اكتوبر واحد وعشرين ثورة شعبية حاول الشيوعيون أن يسرقوها