منوعات

أغنيات وأناشيد وثقّت لأحداث ثورة أكتوبر وصورت انفعالات الشعب


21 أكتوبر 1964م كان يوماً فارقاً في تاريخ السودان ويوماً فاصلاً في تاريخ الانتفاضات الشعبية التي تؤكد بأن الشعوب هي صاحبة السيادة ومصدر السلطة، 21 أكتوبر هو اليوم الذي اشتعلت فيه أول  شرارة للثورة والانتفاضة الشعبية في المحيط العربي والأفريقي والشرق الأوسط التي سبقت الربيع العربي بعشرات السنين، وهذه الثورة جعلت الرئيس الفريق “إبراهيم عبود” يسرع في إعلان إنهاء الحكم العسكري في 28 أكتوبر. وهذه الثورة الظافرة مثلما حركت الجماهير الهادرة للخروج للشارع مطالبين برحيل الحكم الاستبدادي، استطاعت أن تحرك المبدعين في مختلف المجالات الإبداعية للتوثيق لأحداثها وانفعالاتها بالكلمة المغناة، حيث برع العديد من الشعراء في كتابة ملاحم شعرية تمجد (أكتوبر الثورة). وفي عز حرارة ثورة أكتوبر اشتعلت ثورة الإبداع في دواخل شاعرنا الدبلوماسي “محمد المكي إبراهيم”، فكان ميلاد قصيدة (أكتوبر الأخضر) التي برع في تلحينها ومن ثم أدائها  الموسيقار “محمد عثمان وردي”.
باسمك الأخضر يا أكتوبر الأرضُ تغني
والحقول اشتعلت .. قمحاً ووعداً وتمنـي
والكنوز انفتحت .. في باطن الأرض تنادي
باسمك الشعب انتصر .. حائط السجن انكسر
والقيود انسدلت جدلة عـُرس في الأيادي
. .. ..
كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل
كان عبر الصمت والأحزان يحيا
صامداً منتصراً حتى إذا الفجرُ أطل
أشعل التاريخ ناراً فاشتعل
ثم توالت الأعمال الغنائية الوطنية بين “وردي” و”ود المكي” الذي كني بشاعر الأكتوبريات ومن بينها أنشودة (جيلي أنا) (من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى أن يعيش وينتصر) بعدها أتت (يا ثوار أكتوبر إنني أؤمن بالشعب حبيبي وأبي)، واستمر “وردي” في الغناء لأكتوبر، فكان لقاؤه بالشاعر الراحل “صلاح أحمد إبراهيم” عبر أنشودة (يا ثوار أكتوبر ويا صناع المجد)، وقدم للشاعر الراحل “علي عبد القيوم” نشيد (نحن رفاق الشهداء).

ثم قدم للشاعر “الطاهر إبراهيم” في (شعبك أقوى وأكبر) الذي يقول:
شعبك يا بلادي
شعبك أقوى وأكبر
مما كان العدو يتصور
— — —
الظلم… عـُمرو أتحدد
أيام أكتوبر تشهد
السكة الحالكة الماضية
تاريخـِك ما بتجدد

وبذات الانفعال الإبداعي الثوري كتب الشاعر الصحفي المخضرم والطالب وقتها “فضل الله محمد” قصيدة (أكتوبر 21) من داخل المعتقل، حيث تم توقيفه ضمن الطلاب الناشطين بـ(جامعة الخرطوم) الذين شاركوا في الندوة التي أقيمت بداخليات (البركس)، وكانت بمثابة الشرارة التي أشعلت الثورة و(أكتوبر 21) بعد خروج “فضل الله محمد” من المعتقل لحنها وتغنى بها الفنان “محمد الأمين”  ويقول مطلعها:
أكتوبر واحد وعشرين
يا صحو الشعب الجبار
يا لهب الثورة العملاقة
يا ملهم غضب الأحرار
—  — —
من دم القرشي وإخوانه
في الجامعة أرضنا مروية
من وهج الطلقة النارية
أشعل نيران الحرية
بارك وحدتنا القومية
وأعمل من أجل العمران
ولم يكتف فضل الله محمد” و”محمد الأمين” بتحية الثورة بعمل واحد بل واصلا ثنائيتهما بتقديم عمل ثانٍ (وابقوا عشرة على المبادئ)، ثم أتت أنشودة (شهر عشرة حبابو عشرة)، ثم جاءت بعد ذلك ملحمة الملاحم الغنائية الوطنية التي جمعت بين “محمد الأمين” والشاعر الثوري “هاشم صديق” (قصة ثورة) التي روى عبرها تفاصيل أحداث ثورة أكتوبر بالمفردات المبدعة
لما الليل الداجي الطوّل
فجر النور من عينا إتحول
كنا نعيد الماضي الأول
ماضي جدودنا الهزموا الباغي
وهدوا قلاع الظلم الطاغي
***
وفي ليلة وكنا حشود بتصارع
عهد الظلم الشبّ حواجز
شبّ موانع..
وجانا هتاف من عند الشارع
قسماً قسماً لن ننهار
طريق الثورة هـُدى الأحرار
والشارع ثار
وغضب الأمة إتمدد نار
والكل يا وطني حشود ثوار
وهزمنا الليل
والنور في الآخر طل الدار
والعزة اخضرت للأحرار
***
يا أكتوبر نحن العشنا
ثواني زماااااااان
في قيود ومظالم وويل وهوان
كان في صدورنا غضب بركان
وكنا بنحلم بالأوطان
نسطـِّر اسمك يا سودان
وعلى هذا النحو ظل مبدعو بلادي يتنافسون في تمجيد ثورة أكتوبر والتوثيق لها عبر الكلمات والألحان الثائرة والمعبرة، فغنى المطرب الكبير “عبد الكريم الكابلي” (هبت الخرطوم) من كلمات الشاعر الوطني الراحل “عبد المجيد حاج الأمين”:
هبت الخرطوم في جـٌنح الدُّجى
ضمدت بالعزم هاتيك الجراح
وقفت للفجر حتى طلعا
مشرق الجبهةِ مخضوب الجناح
يحمل الفكرة والوعي معا
فالتقينا في طريق الجامعة
مشهداً يا موطني.. ما أروعا
أما الفنان الذري “إبراهيم عوض” قدم أغنية (الثورة شعار) من كلمات رفيق دربه الشاعر “الطاهر إبراهيم”، والفنان “صلاح مصطفى” غنى من كلمات الشاعر الراحل “مصطفى سند” أغنية (في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر.. الشعب هب وثار.. أشعلها نار في نار).
أخيراً تبقى ثورة أكتوبر رمزاً للحرية والكرامة والديمقراطية  ومفجرة لثورة الإبداع الوطني.

 

 

 

المجهر السياسي


‫8 تعليقات

  1. ثار الشعب ضد الرئيس ” عبود ” الرجل النزيه !!

    ولكن حكى لنا آباؤنا أنهم ندموا ندامة الكسعي
    وكان الناس عندما يرونه يقضي بعض أموره في المحلات العامة كانوا يهتفون له ” ضيعناك يا عبود وضعنا وراك يا عبود ”
    فكان رده مجرد ابتسامة صغيرة
    هكذا هو الشعب السوداني ….شعب ملول …سرعان ما يرغب في التغيير

    سينبري لي البعض قائلا : وكيف صبر ” 26 ” عاما ؟
    نعم ملول …. لكنه شعب واعي …يدرك أن البديل سيء سيء سيء

    **
    وهذا ما عرفه الشعب المصري بعد خراب مالطة
    ضيعوا مرسي والآن يبكون عليه مر البكاء

    1. (( كانوا يهتفون له ” ضيعناك يا عبود وضعنا وراك يا عبود ”))……. وهذه الجملة تختزل عمر السودان منذ أن خرج المستعمر وإلى يومنا هذا ،وعندما كانوا يقولونها كانت تعبيراً عن ندم دفين في القلوب لن تُجلِيه التحسينات المظهرية والوعود الجوفاء البرّاقة، وعندما كان عبود يرد عليهم بإتسامة صغيرة ، أعتقد أنّه كان يتمنى لهم حياة سعيدة خالية من الإنقلابات ، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.

  2. شعب اتغش كم مرة وما أظن يتغش تاني.. والله عبود زيو مافي .. ي ريت كان يرجع الزمن ..

  3. ما شين في عد عكسي … كل ما تجي حكومه بتكون اسوء من القبلها عشان كده حكومة عبود كانت كويسه بس دقست في الموافقه علي انشاء السد العالي واغراق مدينة حلفا

  4. كانت اكتوبر بداية ضياع السودان وما زال المسلسل مستمرا مع بقاء ديناصورات السياسة ومدعي ثوار اكتوبر بأفكارهم التي أكل عليها الدهر وشرب على رأس الأحزاب والتنظيمات السياسية.. البلد حبلى بالشباب المستنير القادر على العطاء والذي قلبه على البلد ولا شيئ غير البلد فلماذا لايجدون الفرصة لقيادة البلد ؟ كفانا عداوات فالبلد يسع الجميع.

  5. بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام عليك يا حبيبي يا رسول الله …… السودان وشمال السودان بالذات هم أول من هاجروا إلى بلاد الغربة والسبب الأول من وراء تلك الهجرة كان هو نظام عبود النظام الذي ضرب وكسر أعناق السودانيين في الشمالية عندما كانوا إذا حفروا حفرة متر واحد فقط أو أقل كنت تحصل على ماء الشرب وفعل عبود ما فعل في مياه النيل وخُدِع من قبل المصريين خداع لا ولن يُغفر له أبدًا وهذا هو المعروف في تاريخ عبود …. ودمار السودان بدأ بعبود وإخوانه اليوم ينهون ما تبقى من السودان .. والله أكبر عليكم ولا نامت أعينكم أيها الجبناء الخونة …..والله أكبر عليكم …