تحقيقات وتقارير

المضادات الحيوية.. سموم في بيتي


حذرت وزارة الصحة الاتحادية من الاستخدام العشوائي والمفرط للمضادات الحيوية وعلى حسب حديث ممثل المجلس الطبي السوداني الخاتم الياس فإن ما بين 40 إلى 75% من المضادات الحيوية يتم صرفها دون وصفة طبية واتبع بقوله التناول غير الرشيد للمضادات الحيوية تسبب في انتشار الإلتهابات بصورة كبيرة نتيجة للاستخدام العشوائي مضيفا للأسف المواطن يستخدم المضادات الحيوية خاصة الأموكلان كاستخدامه للماء تماما.
وعلى حسب حديث عدد من الصيادلة فإن المواطن يفضل الذهاب مباشرة للصيدلية لأخذ حاجته من الدواء على الذهاب لعيادات الأطباء لتجنب تكاليف الفحوصات ورسوم المقابلة في حالات الأمراض التي يظن أنها بسيطة متهمين بعض الصيادلة في تعميق ونشر مثل هذا السلوك الخاطئ لدى المواطن باستجابتهم له في صرف الدواء، رغم علمهم بخطورته على المدى البعيد، فى ذات الوقت الذي استبعدوا فيه إحداث آثار صحية سالبة ما لم يستمر المواطن في مواصلة تعاطي المضادات،
إلا أن الصيادلة أنفسهم لا يرون أن في ذلك غضاضة لجهة أن الطبيب الصيدلي وإن اختلف تخصصه على علم تام بالأمراض والأدوية المضادت على حسب ما توفر له من خلال الدراسة والممارسة لها نافيا أن يكون هنالك تداخل ما بين تخصص الطبيب والصيدلي، مشيرا لضرورة تكامل الأدوار بينهم.
وباء
بذلت وزارتا الصحة الاتحادية والولائية، جهودا مقدرة كل منهما بطريقتها في نشر التحذيرات المكتوبة عبر المنشورات الصحية في المؤسسات العلاجية الحكومية والخاصة، وعبر المنشورات من الإفراط من تناول المضادات الحيوية في ذات الوقت الذي تشير فيه الدراسات المعدة من قبل الوزارة نفسها لارتفاع نسبة الإصابة بالالتهابات نتيجة للاستخدام العشوائي للمضادات.
من جهته حذر وكيل وزارة الصحة الاتحادية الدكتور عصام عبدالله، من أن تؤدي المشكلة لحدوث وباء ما لم يتم التدخل وإيجاد حلول جذرية ووسيلة لضبط استخدام الدواء، قائلا الوصفة الطبية وصرف الدواء يشكلان قضيتين أساسيتين يؤثران مباشرة على صحة المواطن محملا في الوقت نفسه الأطباء والصيادلة مسؤولية تفاقم المشكلة على أساس أنهم الجهة المسؤولة عن وصف وصرف الدواء.
نقص
وسبق لوزارة الصحة الاتحادية أن اقرت في وقت سابق بعدم وجود صيدلية سريرية، مشيرة إلى أن 99% من المستشفيات الحكومية تعاني من نقص الاختصاصيين في هذا المجال خلال مطالبتها بالمسارعة في تنفيذ إجازة السياسة القومية الجديدة للمضادات الحيوية، مشيرة لإشكاليات وتحديات كبيرة تواجه إنفاذها لاعتمادها على جوانب ضعيفة في النظام الصحي خاصة صيدليات المستشفيات.
في وقت دعا فيه الأمين العام للمجلس القومي للأدوية والسموم، محمد الحسن، إلى وضع تشريع خاص بضبط وصرف واستخدام المضادات الحيوية، لافتا إلى أن 60% من الأدوية التي يتم التعامل معها مضادات حيوية مما يتطلب تميزها اسوة بالأدوية المخدرة لخطورتها على الصحة.
خطورته
وعلى حسب الدراسات التي تمت بشأن المضادات الحيوية لتبيين خطورتها فإن الاستخدام العشوائي دون وصفة طبية من أكثر الأشياء خطورة على صحة المواطن لجهة أن تناول الدواء بكميات غير محددة في أوقات متفاوتة وبدون تحديد مدة العلاج قد تتسبب في حدوث الكثير من المشكلات الصحية أكثرها ضررا على الجهاز الهضمي حيث تتسبب في الإصابة بالإسهالات وآلام المعدة.
وأشار الباحثون إلى أن المضادات الحيوية تقضي على البكتيريا المفيدة الموجودة في الجهاز الهضمي، حيث إنها لا تفرق مابين البكتيريا الضارة والبكتيريا النافعة التي تنمو بنسبة 80% في الأمعاء الدقيقة ويقع على عاتقها مهمة توفير المناعة للجسم.
وأشار الباحثون لإمكانية تسبب المضادات الحيوية كذلك في الإصابة بالأمراض المزمنة والشيخوخة والسرطانات، ناصحا بضرورة تجنب استخدام المطهرات المنزلية التي تحتوي على مضادات حيوية حتى لا يؤدي ذلك إلى تكوين أنواع من البكتيريا المقاومة.

 

 

التيار