منوعات

ايداهور .. تفاصيل موت غير معلن ساندرا أرملة ايداهور تكتشف السر


بقلب واجف دخلت ساندرا الى غرفة رطبة وفي مخيلتها صورة لجثمان حبيب العمر زوجها ايداهور فلم تستطع حبس ادمعها وخيال الجسد المسجي الذي انتزعت روحه يغزو خيالها أكثر فأحست بمزيد من الخسارة التي لا يمكن تداركها فتهالكت فوق مقعد من المقاعد وطلبت كوباً من الماء أفرغته في جوفها وأعادته مليئاً بدموعها ثم حركت رأسها ببطء وخاطبت احدهم في تلك الغرفة الباردة وقالت له بصوت خفيض يقل عن الهمس ويعلو عن الصمت مسائلة: كيف تفتت صخرتي ما الذي جعل هذا الجبل ينهار فجأة؟ فقد علمت بأن طبيب المريخ ذكر أن زوجي لم يكن يعاني من أية مشاكل صحية من قبل وقد كان لائقاً طبياً منذ بداية لعبه بنادي المريخ وحتى وقت وفاته وقد اجتاز جميع الكشوفات الطبية الدورية السابقة التي اجريت بالنادي. لم يرد عليها احد فشعرت بالمزيد من الأسى وقالت بحزن:
أرجوكم أخبروني ما الذي حدث وصدقوني سأكون قوية وسأمتص الصدمة أية صدمة مهما بلغ عنفها.
نظر الآخرون الى بعضهم وسط صمت عميق وحزين وتقدم احدهم نحوها ببطء وهو يمد لها التقرير الطبي في نسخته المترجمة والذي حوى السبب الحقيقي للوفاة، التقرير الذي لم يخرج مطلقاً لوسائل الإعلام وظل طي الكتمان وصار أحد اهم أسرار موت السهم الهاري.
بيد مرتعشة تسلمت ساندرا ذلك التقرير بعينين فتحا عن آخرهما بادت ساندرا تقرأ التقرير الصادر عن إدارة الطب الشرعي تحت عنوان نتائج الفحص المعملي (ايداهور أندراوس) وكلما توغلت ساندرا سطراً في قراءة تلك الإفادة كلما شعرت بمزيد من الوهن والاضطراب يضرب كيانها وأوصالها وعندما أكملت قراءة الإفادة كانت على حافة الانهيار وسقطت الورقة من يدها فأسلمت رأسها إلى كفيها ودفنت كل ذلك بين رجليها وأخذتها نوبة حادة من البكاء شقت به صمت تلك الغرفة المغلقة النوافذ الموصدة الأبواب وسط مشاعر لا توصف من الحاضرين الذين قام احدهم بالتقاط الورقة من أرضية الغرفة بعد أن تلاعب بها هواء المروحة لتفاجئ ساندرا الجميع وتقول وكأنها تخاطب زوجها الراحل وتعاتبه:
كم حذرتك يا حبيبي ألا تقرب ذلك الشئ أبداً ولكن ما عساي أن أفعل الآن سوى أن اغفر لك فلكم سامحتني وغفرت لي لن أنسى أبداً قلبك النبيل.
بعد أن هدأت ساندرا رافقوها بهدوء وهي تسير بخطى الأسى والحزن خارج تلك الغرفة الكئيبة الباردة تمسح بكف دموعها بحزن وتضغط بالأخرى على فمها بحسرة.
تقرر نقل جثمان ايداهور بطائرة خاصة ليدفن في مسقط رأسه في نيجيريا برفقة وفد مريخي عالي المستوى يضم عدداً من أعضاء مجلس الإدارة والشورى والأقطاب وبرز اتجاه لأن يرافق النجم النيجيري المحترف في صفوف الهلال عثمانوا أمادو في الطائرة المغادرة إلى نيجيريا مع جثمان فقيد المريخ والكرة السودانية ايداهور على أن يعود اللاعب في نفس اليوم بعد إكمال مراسم العزاء هناك في نيجريا بالإضافة لأرملة الراحل السيدة ساندرا التي كانت تدعي التماسك والصبر إلا أنها انهارت وهي ترى بين الجموع وجهاً حزيناً وهو وجه والد زوجها الذي حضر للخرطوم اثر تلقيه النبأ فعانقته طويلاً وذرفت على صدره الدمع السخين وهي تقول له: الأمر لم يكن كذلك أبداً يا أبي ووالد زوجي سأخطرك بكل شئ داخل الطائرة الخاصة.

صحيفة حكايات


‫9 تعليقات

  1. لكم حذرتك من ذلك الشيء !!! … لافي بالناس صينية … تجارة رخيصة ليس إلا

  2. ما لنا إلا أن نقول
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    ستسألون عما خطت أقلامكم يوم القيامة
    هتك عروض الناس وحتي الموتي لم ترحمهم أقلامكم
    تجارتكم رخيصة ربما الأحياء يستطيعون يوما ما مسامحتكم
    ولكن الأموات لا يستطيعون ذلك
    والحمد لله علي نعمة العقل