الطيب مصطفى

غندور والحوار التحضيري


الحوار الصحافي الذي أجرته أميرة الجعلي مع بروف غندور في صحيفة (اليوم التالي) زادني اطمئناناً أننا نمضي إلى الأمام في طريق الحوار الوطني والتحول الديمقراطي، خاصة أنه جاء بعد خطوات جريئة غير مسبوقة أقدمت عليها الحكومة ألقمت بها المعارضة، ونحن جزء منها، حجراً كبيراً وقدمت بالفعل ما يزيد من مساحة الثقة ويجبر مخالفيها ومبغضيها مهما بلغت حدة معارضتهم على الاعتراف بأنه إنجاز ضخم لطالما انتظرت تحقيقه.
ندوتان في العراء والهواء الطلق نظمتا بدون أي عائق وقبلهما بفترة أزيلت الرقابة القبلية عن (الصيحة) وأعلنت الحكومة عن الموافقة على اللقاء التحضيري في أديس أبابا بعد تمنُّع غريب أثار دهشتنا ومخاوفنا وشكوكنا، وفتحت ممرات الإغاثة الإنسانية في مناطق سيطرة الحركات مع ضمان عدم الاختراق وإدخال الممنوعات من سلاح وخلافه.
سبق ذلك وقف إطلاق النار بمرسوم جمهوري والذي قابلته الحركات بإجراء مماثل.
إذن فإن المناخ أصبح مواتياً أكثر من أي وقت مضى بعد أن أنجزت معظم مطلوبات تهيئة المناخ وذلك ما يدعوني إلى أن أخاطب الأخ غندور الذي يقع عليه عبء ما تبقى من (فرقة) قصيرة جدًا لإنجاح الحوار وجعله شاملاً يجمع المقاطعين بمن فيهم الحركات المسلحة.
ما قرأته من إفادات غندور حول الحوار التحضيري، وعن لقائه بأمبيكي المحدد له اليوم في جنوب افريقيا حول مشاركة الحركات المسلحة في الحوار بحضور آلية 7+7 يحتاج إلى نصيحة منا، ذلك أن غندور يعلم السبعة الحقيقية الممثلة للمعارضة ولا ينبغي بأي حال أن (يعصلج) في من يمثل المعارضة سيما وأن أمبيكي وغندور يعلمان من هي الشخصية التي يمكن أن تؤثر في إنجاح الحوار التحضيري ومن هو الذي أبرم اتفاق أديس أبابا الذي أجيز فيما بعد كمرجعية للحوار مع خارطة الطريق؟ أليس هو غازي صلاح الدين؟
لذلك يرجى من غندور عندما يناقش الأمر مع أمبيكي ألا يجعل من قضية التمثيل فيمن يمثل المعارضة عقبة تحول دون إنجاح الحوار التحضيري ومن ثم الحوار الداخلي.
تكريم منصور خالد
أعتذر لمن أصابه رشاش كلماتي حول تكريم منصور خالد الذي لا أزال أعتبره أحد أكبر شياطين الإنس في السودان وأعترف أنه قد فات علي أن ما تعتزم لجنة التكريم فعله لرجل أراه قد أجرم في حق ربه ووطنه وشعبه لا يجعلني وصياً على ما ارتأوه سيما وأننا ندندن هذه الأيام حول الحريات التي تعتبر حجر الزاوية فيما نشتجر حوله في الحوار الجاري هذه الأيام، وقد لفت نظري إلى أن ما أقدم عليه أولئك النفر يقع في دائرة حرية التعبير ذلك البيان الذي أشارت فيه اللجنة إلى ما عانيته من تضييق على صحيفة (الصيحة)، وأرجو ألا أكون ممن يكيلون بمكيالين بحيث يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم.
قد لا يعلم من صاغ البيان ما يربطني حتى اللحظة ببعض من وردت أسماؤهم مثل بروف علي شمو الذي سميت أكبر استديوهات التلفزيون باسمه أيام كنت أدير التلفزيون، وهناك آخرون تضيق المساحة عن الاستطراد حولهم.
على أن ذلك لا ينفي البتة أن منصوراً كان محارباً لله تعالى في كتاباته بل هاجم الإسلام بعبارات لا تقبل التأويل وسأوردها نصاً مع براهين ساطعة أخرى عن ذلك، وعن عمالته للمخابرات الأمريكية منذ أًن كان طالبًا يافعًا وعن بذاءاته أما سلوكه الشخصي فسأكف عنه إلا ما أتى عرضاً.
رغم حق من قادوا تكريم ذلك الشيطان الرجيم فإن من حقي أن أقول إن الأولى بالتكريم أناس لم تحم حولهم مجرد شبهة في أي يوم من الأيام وأخلصوا لهذه البلاد وقدموا في سبيلها الكثير ولم يجدوا حتى الآن غير التجاهل ولا أحصي لكني أذكر مثلا ممن رحلوا من المؤرخين بروف أبوسليم وعون الشريف قاسم ومن الأحياء المؤرخ الكبير بروف يوسف فضل حسن ود. جعفر ميرغني وفي كل ضرب من ضروب العطاء والعلم والمعرفة ستجد أهرامات سامقة تستحق أن ترى قبل أن تغادر هذه الدنيا تقديراً وتكريماً من شعب يعرف أقدار العظماء، وأذكر الفيزيائي العبقري العالمي محجوب عبيد وعالمنا النحرير الحبر يوسف نور الدائم، بل إن محمد أحمد محجوب وما أدراك ما المحجوب حامل علم الاستقلال مع الأزهري لا أرى شارعاً يحمل اسمه حتى الآن في الخرطوم. أما منصور خالد فالأحرى في نظري أن يُكرَّم في دولة جنوب السودان التي خاض معها وفي سبيلها معاركها ضد وطنه تحت إمرة سيده قرنق، وكان جزءًا من مسيرة الموت الذي أردى خيرة أبناء هذه البلاد ومن أزمة الوطن الذي لطالما عانى من تآمره عليه مع الأعداء وما أكثرهم؟


تعليق واحد

  1. صدقت و سيادتك حامل لواء الاسلام و الوطنية و العلم في السودان .

    ترى لو لم تكن خال الرئيس هل كنت تملك ان تكتب في الصحف ولو في الصفحة الاجتماعية دعك من تنتقد قامات في الفكر و السياسة ؟؟ .