حوارات ولقاءات

إبراهيم غندور: التحقيق حول زيارة الدبلوماسيين لأسر شهداء سبتمبر* ناقشت مع وزير الخارجية الهولندي قضية راديو دبنقا وقال إنه سينظر في الأمر


– نحن نواصل ما بدأه الذين سبقونا وآخرهم الأخ علي كرتي الذي بذل مجهودا واضحا جدا، وقضايا العلاقات الخارجية فيها كثير من الديناميكية، وهي قضايا متحركة، والعلاقات بين الدول يمكن أن تختلف في ثوان وتتغير، لدينا ملفات حاضرة لوقت طويل؛ هي الحوار مع الغرب، والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، والحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه بدأت منذ وقت ليس بقريب، لكن أستطيع أن أقول إننا الآن نسير في درب نتمنى أن نصل إلى نهاياته، وهو ليس طريقا هينا ولا سهلا، لكن الحوار فيه متاح، فالسودان دولة مهمة في المنطقة، والولايات المتحدة الأمريكية دولة مهمة بالعالم، بالتالي الرغبة مشتركة لإقامة علاقات طبيعية، وطالما هناك رغبة فلابد أن هناك طريقة لتحقيق هذه الرغبة المشتركة.. هناك عقبات هنا وهناك ربما تقف في طريقها لكنها يوما ما ستصل بإذن الله، وكذلك العلاقة مع أوروبا مرتبطة بالأمر الأول.. علاقاتنا مع دول الجوار الحمد لله جميعها متميزة.. كانت هناك إشكالات في العلاقة مع الجنوب أستطيع أن أقول إنها في طريقها للانفراج وأتمنى أن تستمر كذلك؛ أن يحل السلام في الجنوب ويكتمل السلام في السودان، وينعم البلدان بعلاقات طبيعية، لأن العلاقات الطبيعية ستفتح آفاق تعاون كبير جدا؛ ليس بين البلدين بل في كل المنطقة. وهناك من يتحدث عن علاقات اقتصادية قوية بين السودان وجنوب السودان وإثيوبيا ومصر، فما يجمع بينها كبير.. بل كل دول المنطقة في الشرق الأفريقي مرتبطة مع بعضها إثنيا وجغرافيا واقتصاديا وآفاق التعاون بينها يمكن أن تكون لمصلحة شعوبها التي تعاني الفقر والعوز وغيرها من أمراض التخلف.
* قال جون كيري إن بلاده ستنظر في رفع العقوبات إذا تحققت شروط جديدة عن الوضع في دارفور والمنطقتين، هل هناك بالفعل شروط جديدة على خلفية مقابلتك له في نيويورك؟
– أولا الحكومة السودانية هي الأكثر حرصا من غيرها على تحقيق السلام في المنطقتين ودارفور، الأمر الثاني الحكومة السودانية هي الحكومة الوحيدة في العالم التي تتفاوض مع حملة السلاح ضدها في أي منطقة في الدنيا ولا تترك حجرا إلا وترفعة من أجل الوصول للسلام، الأمر الثالث أننا لم نناقش أي شروط في الاجتماع لتحسين هذه العلاقة، رابعا نحن ناقشنا خارطة طريق بين البلدين من أجل الوصول إلى علاقات طبيعية بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية من أجل رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ونحن الآن في انتظار مقترح من الجانب الأمريكي حول هذه الخارطة وهناك حوار الآن بين سفارتنا والدائرة المعنية في الخارجية الأمريكية للوصول إلى هذه المقترحات.. اتفقت مع الوزير جون كيري بأن نتواصل معا من أجل الوصول إلى تفاهمات من أجل كيفية تنفيذ خارطة طريق متفق عليها. القضية ليست شروط وشروط مضادة. نحن لا نقبل بأي شروط من أي جهة كانت، وأن السلام بين حركة تحمل السلاح وتتمرد عليها وتقتل الأبرياء والحكومة أمر ليس بيد الحكومة وحدها، بيد من يحملون السلاح ضد تلك الحكومة، لأن الحكومة التي تسمح لحملة السلاح بتحقيق أجندتهم الشخصية والسياسية بالبندقية هذا يعني أنها تفتح أبواب جهنم عليها وتفتح الباب لحركات جديدة.
* ما هي ملامح مقترحات خارطة الطريق التي اتفقتم عليها مع جون كيري؟
– لم نتحدث عن تفاصيل أصلا.. ربما يكون الوزير كيري قد قالها ضمنا كعموميات، هناك قضايا لابد أن يتم الاتفاق على حلها لكننا لم ندخل عن تفاصيل.
* قبل لقائك بكيري كان قد أطلق اتهامات بأن الحكومة السودانية تدعم رياك مشار؟
– هذا حديث ظل يردد في كل لقاءاتنا مع الجانب الأمريكي لكن ردنا عليهم على الدوام أننا نريد أي إثباتات تؤكد ضلوع السودان في دعم مشار، الأمر الثاني نحن نؤكد أن هذا اتهام يراد به التعمية من حيث أن حكومة الجنوب تدعم الحركات المتمردة في المنطقتين ودارفور وهذا يعترف به الجانب الأمريكي ولا يحتاج إلى سند لأن هذه الحركات تخرج من أراضي الجنوب بالتالي هو اتهام مؤقت وسينتفي، والسودان لعب دورا في دفع رياك مشار للموافقة على اتفاقية السلام بل إنه زار الخرطوم والتقى البشير في جنوب أفريقيا وفي الخرطوم أكثر من مرة وكان الرئيس البشير على الدوام يطلب منه الوصول إلى سلام مع حكومة الجنوب.
* لماذا لا يلتقي غندور ببعض صناع القرار داخل الكونغرس الأمريكي خاصة وأن الكل يعلم أن لبعضهم عداء تجاه السودان؟
– اللقاء بأعضاء الكونغرس ليست فيه مشكلة وليست فيه موانع إلا برغبة الطرفين في اللقاء، لكن لم يكن متاحا في زيارتي إلى الولايات المتحدة الأمريكية أن ألتقي بأعضاء الكونغرس لكن لعل رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر قد التقى ببعضهم ولعل بعض منهم قد يزور السودان خلال الأيام القليلة المقبلة وتكون فرصة للقاء، وأنا متأكد أن أعضاء الكونغرس الذين يهاجمون السودان ويحملون ضده بعض الأجندة سببها وصول معلومات خاطئة إليهم عبر جهات أغلبها سوداني وبعضها جهات مغرضة تستفيد من تأجيج الصراع في السودان بجمع الأموال والاستفادة منها في أوجه صرف مختلفة.
* بعد مقابلاتك المتعددة مع أوباما وكيري ودونالد بوث هل ترى متغيرات إيجابية على الأرض؟
– نحن الآن نتفاوض بجدية أكثر ولأول مرة نتفاوض عبر لجان فنية ولأول مرة نتحدث عن خارطة طريق ولأول مرة هناك حديث عن إمكانية رفع اسم السودان من الدول الرعاية للإرهاب.. هذه كلها في السابق لم تكن متاحة لكنها جاءت عبر حوار طويل استمر لسنوات.
* هل تم الاتفاق على فترة زمنية لانطلاق الحوار المباشر بين الخرطوم وواشنطون؟
– هناك حوار مباشر وآخره كان يوم 22 من الشهر الماضي في الخرطوم.
* هل هذا اللقاء كان بمثابة بدء الحوار بينكما؟
– قطعا كان في لقاء 22 سبتمبر المبعوث ومعه لجنة فنية من الأوفاك الجهة المعنية بالمقاطعة ووزارة التجارة وآخرون وكان الحديث حول الملفات المختلفة المعنية بالعلاقات بين البلدين.
* في أول مشاركة لك كوزير خارجية في الجمعية العامة للأمم المتحدة قابلت عددا من وزراء الخارجية.. لكن في أمر العلاقات الأوروبية ماذا دار بينك ووزيري الخارجية النرويجي والهولندي؟
– التقيت بالوزير النرويجي والوزيرة السويدية والهولندي وغيرهم من الوزراء الأوروبيين وربما أزور النرويج قريبا وتم تحديد التاريخ لكن ظروف المشاركة مع الرئيس البشير في قمة أمريكا اللاتينية العربية في الرياض حالت دون تنفيذها في الوقت المقترح يوم 9 نوفمبر المقبل.. النقاشات انصبت في العلاقات بين البلدين في عمومياتها خاصة وأن لدينا لجان تشاور مشتركة انعقدت مع السويد قبل أيام وربما تنعقد مع النرويج قريبا، بعض المشاروات انصبت على العلاقات الاقتصادية والاستثمار في السودان وبعضها بغرض دعم هذا البلد في انتخابات مشتركة، كذلك التقيت بالوزير الإيطالي وناقشنا نتائج زيارتي الأخيرة إلى روما بالتالي هي ملفات مختلفة ما بين العلاقات الثنائية وبين قضايا إقليمية ودولية يرغبون في معرفة رؤية السودان حولها.
* هولندا معروف أنها من البلدان التي تحتضن المعارضة السودانية وراديو دبنقا والمحكمة الجنائية؟
– المحكمة الجنائية محكمة دولية أوروبية تعطي صفة دولية هولندا تستضيفها ولا علاقة لها بها، لكن ناقشت مع الوزير الهولندي قضية راديو دبنقا بصورة مباشرة وأفادني أنه لا يعلم عنه شيئا لكنني شرحت له أنها إذاعة موجهة ضد الحكومة السودانية تنطلق من الإذاعة الهولندية مباشرة وهذا يعتبر عملا معاديا بكل المقاييس الدبلوماسية وغيرها وكنت واضحا معه في هذا الأمر.
* وبماذا وعد؟
– قال إنه سينظر في الأمر لأنه لا يعلم عنه شيئا.

* أطلقت الخارجية تهديدات باتخاذ إجراءات حيال القنصل الفرنسي والقائم بأعمال السفارة البريطانية لزيارتهما أسر شهداء سبتمبر.. إلى أين وصل التحقيق في الأمر؟
– يكاد يكون التحقيق انتهى وقد التقي وكيل الخارجية بالسفيرين لكن السودان لن يترك الأمر يمر هكذا.
* هل يمكن أن تصل الإجراءات إلى طرد السفيرين؟
– سنتخذ الخطوة المناسبة التي تحفظ للسودان كرامته وعدم التدخل في شؤونه لأن هذا الأمر مرفوض.
* فشل كل وزراء الخارجية السابقون في تطبيع العلاقات مع بريطانيا، هل سيفشل غندور أيضا؟
– انا أعكس الأمر تماما فشلت بريطانيا في الوصول مع السودان لعلاقات طبيعية لأسباب لا نعلمها، الآن أستطيع أن أقول وأنا متابع للعلاقات الخارجية منذ فترة طويلة بريطانيا تعادي السودان وتتعقبه في كل مكان دون أسباب واضحة لم يقولوا لماذا، وهذا السؤال وجهته لعدد من السفراء البريطانيين الذين التقيتهم خلال عملي السياسي في السنوات الماضية ولم أجد إجابة، لعل الأمر الغريب أنه من المفترض والبديهي أن تكون علاقات السودان مع بريطانيا من أفضل العلاقات بين السودان ودولة أوروبية غيرها باعتبار أننا نعرف بعضنا جيدا والسودان كان مستعمرا من قبل بريطانيا لكن بريطانيا توجه كل عدائها للسودان دون أسباب معلومة بل تقود كبر هذا العداء وهذا أمر غير طبيعي حتى الآن لا أجد له أسبابا مقنعة.
* هل نتوقع أن يكون هناك لقاء قريب يجمع بين غندور ووزير الخارجية البريطاني؟
– ليس هناك ما يمنع ذلك ووصلتنا دعوة من وزير الدولة للشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية البريطانية لزيارة بريطانيا ولم نحدد موعدا لتنفيذها حتى الآن.
* أيضا علاقات السودان مع فرنسا لم تراوح مكانها ولازالت متوترة؟
– فرنسا. نعم، لكن اعتقد أننا نحتاج إلى تفاهمات حول هذا الأمر في العلاقات السودانية الفرنسية.
* بصورة عامة صف لنا العلاقات السودانية الأوروبية وأين تقف الآن؟
– أنا أقول إنها علاقات تشاور وقد التقيت قبل أيام بالمبعوث الأوروبي وسفير الاتحاد الأوروبي في السودان وسألتقي بالسيدة موغريني الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية والأمنية في وقت قريب كان من المفترض أن أزور بروكسل يوم 20 من الشهر الجاري للمشاركة في مؤتمر حول الصومال والالتقاء بمورغيني وآخرين.. وصلت الدعوة في وقت كانت لدي فيه ارتباطات أخرى فاعتذرت لكن ربما ألتقي بقيادات الاتحاد الأوروبي قريبا وربما نبدأ قريبا الحوار السوداني الأوروبي والآن نحن في طور الاتفاق على أجندته وهم كتبوا الأجندة التي يريدون نقاشها ونحن لدينا لجنة لدراسة هذه الأجندة وأيضا اقتراح أجندة نرى أنه لابد من أن نناقشها في هذه اللقاءات.
* ألمانيا الآن تلعب دورا لتقريب وجهات النظر بين الأطراف السودانية هل تثقون في المبادرات التي تطرحها الحكومة الألمانية؟
– الحكومة الألمانية والخارجية الألمانية تلعب دورا إيجابيا في كل قضايا السودان وما يميز الألمان عن غيرهم أنهم واضحون جدا في علاقتهم وأنهم يتشاورون معنا في كل تحركاتهم ويتحركون بعلمنا ومعرفتنا وهذا عين الدبلوماسية الصحيحة بينما الآخرون يلتقون من خلف الكواليس وينحازون في كثير من الأحيان وتحاول الحكومة الألمانية الوصول إلى توافقات وتفاهمات وبالتالي هذا هو الفرق بين الجهود الألمانية وجهود عدد من الدول الأوروبية الأخرى وليست كثيرة.
* هل تعتقد أن التعاون بينكم والحكومة الألمانية يمكن أن يسهم في حل المشكلة السودانية؟
– أستطيع أن أقول إن التعاون المشترك يمكن أن يحل بعض المشكلات باعتبار أن هذه الأطراف المعارضة يمكن أيضا أن تلتقي بعض القيادات في الخارجية الألمانية في بعض الأحيان.
* على صعيد العلاقات العربية لماذا شارك السودان في عاصفة الحزم وهل هذا من أجل العلاقات مع السعودية أم أن هذا تحالف عربي جديد؟
– عاصفة الحزم قرار الجامعة العربية هو بدأ كتحالف بين عدد من الدول على رأسها المملكة العربية السعودية ودول الخليج والسودان ولكن الأمر مباشرة دعم بقرار الجامعة العربية.. كل الدول العربية تعتبر إما شريكا أصيلا ومباشرا في عاصفة الحزم أو داعما لها بطريقة غير مباشرة، بالتالي السودان بهذا التحرك هو موجود في محيطة العربي بقرارات عربية مشروعة وأيضا بمبادئ إثبات الشرعية في اليمن.
* ذكر وزير الدولة برئاسة الجمهورية الفريق طه أن السعودية التزمت في استثمار فائض مياه السودان لتوفير الأمن الغذائي وهناك حديث عن استغلال ثروات البحر الأحمر هل هذا تطور اقتصادي جديد في العلاقات أم أنها وعود تذهب مثل سابقاتها؟
– هو تطور اقتصادي مهم لكن المملكة العربية السعودية ظلت على الدوام تدعم السودان وتستثمر فيه وأرجو أن أشير لأن استثمارات السعودية الآن في السودان بين (11 إلى 12) مليار دولار والحديث عن وصولها إلى 15 مليار دولار هو تطور لكنه تطور طبيعي إذا نظرنا إلى الرقم الأول مقرونا مع الرقم الثاني، العلاقات الاقتصادية والاستثمار السعودي أفرادا وحكومة أو شركات حكومية في السودان ظل مستمرا طوال الفترة الماضية، الجديد فيه هو العلاقات القوية بين القيادتين الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين والرئيس عمر البشير والتشاور المستمر في قضايا إقليمية ودولية بين القيادتين.

اليوم التالي


تعليق واحد