حوارات ولقاءات

رئيس حزب الوسط الإسلامي يوسف الكودة: أنا مع الدولة المدنية ولهذا اعتقلني النظام.. ونحن مع المعارضة مهما ضعفت.. ولم آتِ إلا للحوار


مصطلح دولة مدنية نقصد به دولة المواطنة والحريات والتداول السلمي للسلطة عبر الديمقراطية والدولة المدنية لا تعني دولة علمانية، الدولة العلمانية تنادي بإبعاد الدين عن ميدان الحياة العامة.

* رئيس حزب الوسط الإسلامي يوسف الكودة:
* أنا مع الدولة المدنية؛ ولهذا اعتقلني النظام!!
* نحن مع المعارضة مهما ضعفت.. ولم آتِ إلا للحوار
* على الجميع أن يركز على أننا سودانيون بصرف النظر عن المكونات
* ليست لدي ضغائن أو مشاكل مع الجبهة الثورية
* المشكل السوداني يحتاج الى جهد.. وعلى البشير دور يلعبه
* على الدولة أن تفي بواجباتها وتوفير خدمات العلاج والتعليم
* الرئيس وعد بإتاحة حرية الخروج للجميع في حالة عدم الاتفاق

أثار رئيس حزب الوسط الإسلامي يوسف الكودة عاصفة من التساؤلات فور عودته إلى السودان من مكان إقامته في سويسرا بغرض المشاركة في مؤتمر الحوار الذي دعت إليه الحكومة وفقاً لخطاب الوثبة في يناير 2014، وما زاد من حدتها الانتقادات المضمنة في تصريحاته لموقف القوى المعارضة من مؤتمر الحوار الذي بدأت فعاليات مؤتمره في العاشر من أكتوبر الجاري، ومكمن هذه التساؤلات مواقف الكودة المعلنة من النظام الحاكم ومن سياساته التي أدت به الى غياهب الاعتقال بعد أن وقع ميثاق الفجر الجديد في باريس مع القوى المعارضة بالداخل والخارج في يناير من عام 2013، ومن ثم خروج الكودة من السودان وطلب اللجوء السياسي في الخارج الذي شن منه حملات شرسة على الخرطوم وقراراتها بشأن قضايا الحوار مع قوى المعارضة المدنية والحركات المسلحة.
وذكر الكودة أنه عاد الى البلاد بدعوة من الرئيس عمر البشير للحوار، وقال “ترددي أولاً لم يكن تردداً أو اهتزازاً في قناعتي بالحوار وإنما فقط بقصد اختيار الوقت المناسب للحضور”.
وقال “الانسحاب من الحوار غير واردٍ لطالما الحوار مستمر وبشفافية وعدم حجر للآراء والرؤى”.
في هذا الحوار مع الرجل تحاول “الجريدة” الحصول على مزيدٍ من الإيضاحات حول موقعه الحالي في الساحة ومواقفه من القضايا ذات الصلة ومنها الحوار وخيارات المعارضة.

*لماذا عدت الى البلاد بعد أن خرجت غاضباً بشدة من تصرفات الحكومة؟
عدتُ بدعوة من رئيس الجمهورية للحوار وترددي أولاً لم يكن تردداً أو اهتزازاً في قناعتي بالحوار وإنما فقط بقصد اختيار الوقت المناسب للحضور
*لماذا ترددت في عودتك؟ وما هي أسباب هذا التردد؟ ولماذا شاورت آخرين؟
الشورى أمرٌ ضروري وأنا حزب له مكتبه القيادي ومستشاروه وأصدقاوه وأحباؤه، فلابد من الاستنارة برأيهم
*هل تعرضت لضغوطٍ من أطرافٍ في الداخل والخارج للعودة الى السودان؟
لم أتعرض لأية ضغوط حتى الآن من أي طرفٍ من الأطراف.

*هل تعبر هذه العودة عن قرار للكودة بالابتعاد عن المعارضة في الخارج؟
لا تعتبر عودتي نهاية لمعارضتي للنظام فأنا لازلت معارضاً أتيت فقط للحوار ولم آتِ الى مشاركة في السلطة، فرق بين المشاركة في الحوار والمشاركة في السلطة هما بابان مختلفان تماماً.
*كيف استُقبلت من قبل الحكومة؟ ألم تسئل عن مواقفك وتصريحاتك في الخارج؟
حتى الآن لم أتصل بمسؤولٍ في السلطة ولم أحتج الى ذلك لكنني على اتصال دائم بالمسؤولين من الحوار.
*هل يمكن أن تنسحب عن المشاركة في الحوار إن شعرت بعدم جدواه؟
ـ الانسحاب غير وارد لطالما الحوار مستمر وبشفافية وعدم حجر للآراء والرؤى.
*هل سيُتاح لك الخروج من السودان بحرية؟
نعم ستُتاح الحرية للجميع للخروج في حالة عدم الاتفاق بلاشك حسب ما وعد به الرئيس من ضمانات ولا يوجد ما يدعي الى عكس ذلك، والنظام ما ناقص مثل هذه الأشياء كما يقولون.

*كيف ترى فرص الحوار كأحد الخيارات؟
نحن ظللنا ندعوا منذ وقتٍ طويل الى أن يتراضى السودانيون على الحوار وطالبنا بالابتعاد عن التفكير السلبي من أجل مصلحة السودان ومن أجل أن يتواضع السودانيون على حلولٍ لمشكلاتهم بشكل سلمي وبشكل يضمن أن تمضي هذه البلاد في طريق الاستقرار والتنمية والرفاهية لشعبها، ومن أجل كل ذلك ظللنا نحث على اعتماد خيار الحوار الجاد والحقيقي بمشاركة الجميع.
*برأيك هل يمكن أن يسهم المجتمع الدولي في حل مشاكل السودان؟
المعول ليس على المجتمع الدولي بقدر ماهو معول على الإرادة الداخلية من الطرفين، ولكن إذا رأينا من المجتمع الدولي جدية، فأنا مع إرادة المريدين.
* ميثاق الفجر الجديد، هل قدم قيمة مضافة لجهود حل المشكلة السودانية؟
ميثاق الفجر أين هو الآن.. لا أعرف له وجود ولا مكان.

*ما هي أوجه القوة في هذا الميثاق والتي يمكن البناء عليها مستقبلاً؟
ميثاق الفجر الجديد كأنه أُريد به فرقعة إعلامية لا أكثر ولا أقل..
*لماذا أغضب هذا الميثاق الحكومة بشدة فخرجت تلك الأفعال تجاهك وآخرين؟
الحكومة غضبت لأنها تعي جيداً اشتراك أمثالنا في تلك المبادرات يعني قطع الطريق وإبطال لما تستخدمه من حجج وأدلة تجاه خصومها من العلمانيين لذلك غضبت واعتقلتنا.
* كيف وجدت الحوار الوطني؟
ـ الحوار الوطني مستمر ونحن من الداعمين له بل نحن نراهن على الحوار عموماً في حل مشاكل السودان السياسية والفكرية إن لم يكن عبر الحوار الحالي فعبر حوارات أخرى لاحقة، ومن لديه مقدرة أو إمكانية لحل المشكل ونحن نتحاور أو بين فترات تلك الحوارات، فلن نكتف أياديه فليسعفنا بذلك ونحن وراءه دون شرطٍ أو قيد.

*هل تشارك في جلساته شخصيات ذات وزن ويمكن أن تحقق إضافة في القضايا المطروحة؟
الحوار صحيح بغيب عنه مشاركون مهمون نأمل أن يلحقوا بركبه لاحقاً
*اتجه البعض في محاولة تبريره لعودتك إلا أن الكودة اكتشف أن معارضي الخارج ليسوا بصادقين.. هل يصح ذلك؟
لا ليس هذا هو السبب، معارضة الخارج مهمة ومعارضة الداخل مهمة، ونحن مع المعارضة مهما ضعفت وأنا لم آتِ إلا للحوار.
*لماذا وجهت انتقادات لقيادات في الثورية من على الإذاعة وكان يمكن أن توجهها مباشرة؟
وهل لديك منبر غير أجهزة الإعلام أوصل به رسالتي للجبهة الثورية؟.. أنا أقول رأيي في خلافات الجبهة الثورية عندما أُسأل وليست لدي ضغائن أو مشاكل مع الثورية لكن حقيقة فجعت في سقوط عقار وياسر في أول امتحان ديمقراطي، كيف تطالب الثورية خصمها الحاكم أن يسلم السلطة، وهي عاجزة أن تسلم رئاسة تنظيم لأخ لها في النضال والكفاح؟.
*هل لازلت على قناعة بشمولية الأزمة السودانية وضرورة الحل الشامل من غير تجزئة للقضايا؟
نعم المشكل السوداني يحتاح الى جهدٍ جهيد لمعالجته ونحن نعتقد أن البشير له دور تاريخي عظيم في ذلك.

*طالبت بتحرير مصطلح الدولة المدنية لأنها ستخرج السودان الى بر الأمان.. هل من توضيح لهذه النقطة؟
مصطلح دولة مدنية نقصد به دولة المواطنة والحريات والتداول السلمي للسلطة عبر الديمقراطية والدولة المدنية لا تعني دولة علمانية، الدولة العلمانية تنادي بإبعاد الدين عن ميدان الحياة العامة، ولاشك أن ذلك أمر غير عملي تماماً، المجتمع المسلم بالتأكيد سيسأل من يحكمه عن حكم الإسلام في أشياء عديدة سياسية.
*ما هي رؤية حزبك الخاصة في قضية الهوية التي يطرحها البعض بشدة كمدخل لحل الأزمة؟
أن يتفق الجميع على أننا سودانيون بصرف النظر عن مكوناتنا (عربية كانت أم زنجية أفريقية) فلنركز على الناتج.. الناتج نحن سودانيون.
*ما هي رؤيتكم في الوسط لقضايا الحكم وشكل الدولة؟
أن يُحكم السودان فدرالياً
*وماذا عن رؤيتكم لقضايا الحريات؟
رؤينا واضحة في ضرورة توفر الحريات.

*هل يدعم حزبكم اقتصاد السوق بشكله الحالي أم ماذا؟
لا مانع من سياسة التحرير في الاقتصاد، على أن تقوم الدولة بواجباتها تجاه الأفراد فيما هو ضروري.. من علاج وتعليم وغيره.

*كيف كان تأثير مشاركتك على المعارضين..؟
في تقديري أية مشاركة لاي شخص له علاقة سياسية أو فكرية بهذا الشعب السوداني هي من شأنها أن تدفع بالحوار وتشجع الآخرين للانخراط فيه.
*هل تعتقد أن هذا الحوار يمكن أن يحقق نتائج مفيدة؟
الحوار مجرد بداياته فهو تحقيق لقيمة عظيمة فضلاً عما يرنو اليه الجميع من تحقيق الغاية الكبرى التي يهدف اليها الحوار، والتي تتحقق إذا ما قام كل منا بواجبه والدور المنوط به.

*هل سيكون هذا حوار الفرصة الأخيرة بالنسبة للجميع..؟
ـ الحوار لا سقف زمني له لطالما أنت مراهن عليه، ربما كان الوصول في جولة من جولات سابقة وساعة أبرك من ساعة كما يقولون، وإذا استغرب الناس من تكرار دورات الحوار وجولاته، فالأيدي ليست مكتفة عند من يرى حلاً خلال تلك الدورات فليأتنا بحل ونحن خلفه دون أي شرط.

 

 

حاوره: ماجد محمد علي
صحيفة الجريدة