مقالات متنوعة

خالد حسن كسلا : لكن متى يا غندور استرداد حلايب؟


> لو يحدّثنا وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور عن أن إجراء انتخابات مصرية في حلايب «المدينة السودانية» لا يغير حقائق الجغرافيا والتاريخ وعن أنهم متفقون مع السيسي «الحاكم العسكري المصري» على ألا تكون حلايب سبباً لتعكير صفو العلاقات بين البلدين، فإن ما لم يقله في غياب السؤال حول وقت حسم الاحتلال المصري لحلايب هو تحديد ساعة صفر الصبر الجميل.
> فهل بعد عشرة أعوام أو بعد مائة عام ستقول الخرطوم ما تقوله اليوم وهو أن «إجراء الانتخابات المصرية في حلايب وشلاتين لن يغير حقيقة التاريخ والجغرافيا؟! أم أن المقصود والمراد هو أن يكون تحرير أو استرداد حلايب وشلاتين بالحسنى في برنامج مرحلة قادمة بعد أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً، مثلما كان برنامج الفتوحات الإسلامية في عهود أمراء المؤمنين عمر وعثمان وعلي ومعاوية، ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
> تلك فتحوات تنبأ بها الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته المُحزنة.. وفي عهد سيدنا عمر فتحت مصر ولم يكن إقليم البجا من حلايب وشلاتين إلى جنوب جبل التاكا.. وإقليم النوبة من أسوان إلى دنقلا جزءاً من مصر أرض الشعب الأبيض «الأقباط».
> وفي عهد سيدنا عثمان فتح السودان ممثلاً بإقليمي النوبة والبجا، الأول يبدأ من أسوان أو شمالها.. فحتى أهرامات الجيزة ترقد تحتها جثامين نوبية سمراء. والثاني يبدأ من شمال حلايب وشلاتين.. هذا هو التاريخ الذي أشار إليه بروف غندور.
> أما الجغرافيا، فإنها قد ظلمت السودان حينما شقت الحدود المصرية السودانية التي رسمها مستر بول إقليم النوبيين السوداني.. فلم يكن من طبيعة الأشياء ان تقع مناطق نوبية مثل قسطل وغيرها خارج خريطة السودان.
> لكن لأن الأمم المتحدة أقرّت هذا الظلم الجغرافي صمت السودان أو لم ينتبه لأبعاد مناطق نوبية عن الخريطة لتجعل أبناء العمومة من النوبة في دولتين.. وهذا غريب وقد فعلته أيضاً سلطات الاحتلال الأوروبي في الحدود مع تشاد وفي الحدود مع يوغندا التي لم تعد جارة منذ 2011م عام إعلان انفصال الإقليم الجنوبي.
> والحدود السودانية اليوغندية تشق مناطق قبيلة الأشولي.. وفي الحدود السودانية التشادية هناك «الطينة السودانية».. والطينة التشادية.
> لكن اذا كان السودان قد صمت عن تتبيع مناطق نوبية إلى مصر باعتبار ان الأمم المتحدة قد أقرتها بعد ان قدمها مستر بول.. لماذا لم تحترم مصر الترسيم الطبيعي للحدود في منطقة حلايب وشلاتين؟!.. ألم يكن ايضاً ترسيماً دولياً معترفاً به؟! مصر أخذت جزءا من النوبة لتمتلك بدون وجه حق مناطقهم.. ثم تهمشهم تهميشاً وتضطهدهم كما يحدثنا عن ذلك على الأقل بعض مشاهد المسلسلات والأفلام المصرية.
> الآن تأخذ في مخالفة للأمم المتحدة مناطق البشاريين السودانيين السُمُر حلايب وشلاتين وأبو رماد.. حاولت احتلالها عام 1952م بعد سنوات حسم عبد الله خليل الأمر واسترد المناطق المحتلة برفع السلاح. هكذا يحدّثنا تاريخ العزة والكرامة والشرف الوطني. وإن كان بروفيسور غندور يقصد بالتاريخ والجغرافيا ما قلنا هنا آنفاً.. فإن تأجيل استرداد الحقوق السيادية لا داعي له.. وأن تحريك الإجراءات القانونية يمكن أن يمضي مع تحسين العلاقات بين البلدين في اتجاه واحد.
> لكن ألا نرى تحريكاً للإجراءات القانونية ولا نرى ضغطاً بكرت الدبلوماسية على الأقل.. فإن هذا جعلنا نرى البعض الآن يطالب بتجميد الحريات الأربع مع مصر. ومثل هذه المطالبة يمكن ان تتطور إلى «كراهية إقليمية» يكنها الشعب السوداني للحكومة الانقلابية في القاهرة بقيادة من غدروا بأول ديمقراطية ودمروها تدميراً مثلما قال الصادق المهدي متهماً صهره الترابي.. كان قد قال: «الترابي دمّر الديمقرطية السودانية تدميراً» طبعاً الآن الخوف على الحوار الوطني.
> هذا لا يهمنا هنا.. فالمهم في الأمر هنا هو ان تحسب القاهرة ألف حساب لرد الفعل عند الشعب السوداني… فلا نريد تفريخاً لمتطرّفين غيرتهم زائدة على الوطن. نريد حكمة مصرية تجعل الشعب السوداني في وقاية دائمة من «الكراهية الإقليمية». والشعب السوداني يكره الكيان اليهودي لأنه يحتل ارضاً عربية مسلمة. ومصر تحتل الآن أرضاً بجاوية سودانية.
«غداً نلتقي بإذن الله»


تعليق واحد

  1. يجب ان يتم سحب السفير وقطع العلاقات ولو دعا الداعي اقامة علاقات مع إسرائيل