عمر الشريف

الآن الكورة فى قدم الشعب


بعد أن ثبت للشعب بالدليل القاطع والقناعة التامة فشل الحكومة فى التنمية والإستقرار ووقف الحرب وحل مشكلة الديون الخارجية والغلاء وتطوير التعليم والاهتمام بالصحة ومحاربة الفساد والقبلية والحزبية وبعد أن أتضح للشعب بالدليل القاطع والقناعة التامة نوايا المعارضة وخيانتها لوطنها وبيعها لشعبها وعدم التفريق بين مشاكل الوطن وهموم المواطن وبين معارضة الحكومة ومحاربتها بقتل وتشريد المواطنين الذين هم الضحية ، أصبحت الآن الكورة فى قدم الشعب ليحكم وينفذ.

فشل الحكومة فى التنمية والإستقرار يثبته الهجرة من الريف والمدن الى العاصمة و الهجرة للخارج وخاصه الكفاءات والخبرات وتدمير المصانع وإهمال المشاريع الإنتاجية وإنهاء التعليم والصحة وعدم توفر مياة الشرب والزراعة والخدمات وعدم فتح باب الاستثمار بشروط ميسره ومرضيه وعدم القضاء على حركات التمرد والعصابات ومحاربة الفساد . فشل الحكومة فى قف الحرب بالإهتمام بالتنمية والتعليم وتوفير الخدمات للمناطق التى تعانى بشده وذلك بتشجيع الاستثمار والقروض الميسرة وتحسين العلاقات الدبلماسية الدولية لضغط على الحركات وعدم دعمها .

فشل الحكومة فى حل مشكلة الديون التى تتراكم وتزيد فوائدها كل يوم بالتحرك الدبلماسى والشعبى للدول الدائنة لتوقيف الفوائد على الأقل والإستفادة من المنح وكذلك استغلال وعود فصل الجنوب بشطب الديون . أما مشكلة الغلاء رغم انها اصبحت مشكلة عالمية لكن لدينا بعض المقومات التى تقلل منها حيث أن ثلثى السكان يعتمدون على المنتجات المحلية مثل الذرة والدخن والويكة والعدس والمنتجات الحيوانية وصناعة السكر ولدينا مشاريع مروية ومطرية يمكن الاستفادة منها فى توفير تلك المحاصيل والمنتجات الحيوانية .

اما من ناحية تطوير التعليم ، الحمدلله المعلم السودانى مشهود له بالكفاءه داخليا وخارجيا وكان خريجوا المدارس المتوسطة فى زمن هيبة التعليم ينافسون اليوم حملة الماجستير والدكتوراه مع احترامنا لهم ، لكن للأسباب إقتصادية وسياسية وإجتماعية أصبح التعليم ليس له قيمة وفائدة أخلاقية وتعليمية . والصحة لا تقل عن التعليم حيث أثبت أطباءنا تميزهم ومكانتهم العالمية فى هذا المجال ، لكن لنفس الاسباب اعلاه .

أما الفساد فحدث ولا حرج أصبح شىء طبيعى وحق وواجب لكل من يجد فرصه والحكومة تغض الطرف عن ذلك وعلمائنا تحركهم محدود . ففساد خط هيثروا والاوقاف السودانية والاقطان ومكتب الوالى وآخرها مكتب مدير الجمارك وغيرها الكثير الذى لم يكتشف بعد ومنها ما تم إكتشفه والتغطيه عليه ولكم فى بعض موظفى الاراضى والمرور مثالا حتى الشرطة التى تحفظ الأمن والأمان بعد الله سبحانه وتعالى لم تسلم من ذلك . أما القبلية والحزبية هى التى تسببت فى الفساد والتعليم والصحة وتغيرأخلاق المجتمع وتقسيم المجتمع الى طوائف وظهور عصابات ذات نفوذ تفرض سيطرتها على الضعفاء .

أما المعارضة التى خانة وطنها وباعت شعبها ورهنة نفسها لدول أخرى مقابل المال والسلاح واصبحت تبيع قضية الوطن وهى تعيش خارج حدوده تنعم بالنوم فى افخم الفنادق العالمية وتشبع جوعها بما لذا وطاب من موائد الخبث والخيانة وهى تنادى بالدفاع عن الوطن وتحريره ونصر الشعب ، لكنها تقاتل وتشرد هذا الشعب وتبيع الوطن وتطلب من الشعب الوقوف معها ومناصرتها ، ماذا قدمت لهذا الوطن ؟ غير الدمار والمقاطعة والحروب . ماذا قدمت لهذا الشعب ؟غير التشريد والتخلف العلمى بوقف الدراسة بسبب الحرب والمرض بمهاجمة مبانى الخدمات العلاجية والغلاء بهجر الزراعة وصرف الحكومة على الحرب على حساب الخدمات الاخرى. أين هم ؟ لم نجدهم فى سواكن ولا القضارف ولا عطبرة ولا الجنينة ولا الفاشر بجنبا لجنب مع الشعب وإنما نجدهم فى القاهرة وباريس وواشنطون ونيويورك ولندن وتل أبيب وأسمرة وجوبا وأديس أبابا وكمبالا . تلك هى المعارضة التى ننتظرها ، لقد أساءت اسم المعارضة التى كان يقودها أصحاب وطنية وإخلاص وهمه من داخل وطنهم ووقوفهم مع شعبهم . قبل أن يُطلق الحَكم صافرته معلنا إخراج كرت أحمر لكل الشعب علينا أن نسبقه بتسجيل هدفنا والكورة تحت أقدامنا . فهل زاد التصفيق والتشجيع ليتحرك لاعبونا من وسط الملعب الى منطقة الدفاع والتهديف من غير عنف وشتم .