أبشر الماحي الصائم

مبيريكة تهدد أمريكا


كان ذلك على أيام (صيف العبور)، عندما بلغت أشواق وهمة السودانيين الثريا، وهم يومئذٍ يستلهمون همة غزوة الخندق، عندما لم يلتفت الصحابة رضوان الله عليهم إلى مقولة.. “نحن لم نجرؤ على قضاء حاجتنا حول الخندق ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرنا بأيوان كسري وملك قيصر”!! ثم لم يلبث طويلا حتى بلغ هذا الدين والدعوة إلى الله ما بلغ الليل والنهار، ففي البدء دائماً كانت الهمة والإرادة .
* والشيء بالشيء يذكر، يومها ركب مواطنو قرية مبيريكة على متن تلك الهمم الكبيرة وتدثروا بأشواق أهل الخندق، في طريقهم إلى عاصمة المحلية بربر، وهم يشهرون لافتة شهيرة كتب عليها، (مبيريكة تهدد أمريكا)!! كما لو أنهم لحظتئذ في هجانة بربر يجبرون التأريخ إلى أن يعيد نفسه.. فما أشبه الليلة بالبارحة.. وسبحان الله أوجدت الأقدار من يقول لهم.. (أنتم أقل من حمولة خمسة لواري).. فأنى لكم هذه الجرأة الباهظة!! فيومها لم تعرف المنطقة الأسفلت والحافلات السياحية فكان الحديث والسفر باللواري!! صحيح كانت حمولتهم أقل، ولكن كان حلمهم أكبر مما يتصور ذلك الرجل !!
أستدعي تلك الواقعة على طرافتها ودلالاتها، وأنا أتلقى من (رابطة أبناء قرية مبيريكة) دعوة للمشاركة في ختام الدورة الرياضية التي تقيمها الرابطة في عقر دارها، بين فرق حلال وقرى المنطقة، التي تتشكل من، الشاطئ (جزيرة ملو)، والنيل (السويقيات)، الأهلي (أمطرفي)، الكفاح (باردة)، والترسانة (مبيريكة)، بحيث تدار هذه المباريات الجماهيرية بطاقم حكام من اتحاد الكرة بربر، وتمنيت، والحال هذه، من محلية بربر ومعتمدها الهمام الأخ الأستاذ صلاح حسن سعيد، وهو يومئذ ينتمي إلى أسرة رياضية جهيرة السيرة، إن لم يتيسر له المشاركة شخصياً في مباراة الكأس التي ستُجرى بمشيئة الله عصر الجمعة القادمة بملعب (الترسانة مبيريكة)، فليس اقل من أن يرسل مندوبا من المحلية، وأن يحيطهم بالدعم المعنوي والمادي، فمثل هذه المناشط تشجع استقرار الشباب في الريف السوداني، مما يكون له كبير الأثر في عمليات التنمية والإنتاج وتقوية دعائم الحكم الاتحادي .
* ذات الهمة التي حملت أبناء قرية مبيريكة إلى إشهار تحذير (الإمبراطورية الأمريكية) من مغبة التدخل في شأن بلاد النيل والشمس والبطولات، قد دفعتهم إلى امتلاك قطعة أرض بولاية الخرطوم محلية شرق النيل، بحي النصر الثري بشرق النيل، ولم أندهش وأنا أطلع على خريطة البنيان التي تتشكل من عدة طبقات، على أن رأس المال الحقيقي (المدفوع) من (رابطة أبناء منطقة مبيريكة) هو الإرادة، ومن يمتلك إرادة بهذا الثقل فلن تقف أمامه أي معوقات، تتم هذه المكتسبات بفضل الله ثم بتكاتف أبناء المنطقة في المهجر، وفي كل ولايات السودان وفي مسقط رأسهم ..
* مخرج.. ونحن بين يدي (مبيريكة) وأكتوبر فليس أقل من أن نخرج بأكتوبريات ود المكي:

من غيرنا يعطي لهذا الشعب معنى
أن يعيش وينتصر
من غيرنا ليقرر التاريخ والقيم
الجديدة والسير
من غيرنا لصياغة الدنيا وتركيب
الحياة القادمة
جيلي أنا.. جيل العطاء المستجيش
ضراوة ومصادمة