المثنى احمد سعيد

يوميات عائد من الوطن 2


اود ان يفدني احد بفائدة هذه الاستمارة التي اكل عليها الدهر وشرب وتحدت التقنية واجهزة الحوسبة المتطورة والمفيدة؟؟
وانا اتابع ما يفعل موظف الجوازات حتى يختم الجواز ويأذن لي بدخول بلادي انتابني الفضول لأرى ماذا يفعل بتلك الاستمارة فوجدته قد ختم على الصفحتين وازاحهما الى احدي جهتيه لتسقط اما على الارض او في كرتونة او ان يضعهما فوق بعض امامه ودون تطابق الصفحتين .. المعلومات التي بهذه الاستمارة ، هي نفس المعلومات التي على الجواز اسمك ورقم الجواز وتاريخه ..لا يوجد في الاستمارة رقم للرحلة لمعرفة معلوماتك من خلال الرحلة .. لا يوجد بها معلومات ذات بال ويقيني كما قلت لا تستخدم بعد هذه الحظة .. سابقا كانت توزع على الركاب داخل الطائرة ينزل وهو لا يحتاج لوقوف لتعبئتها ..
سابقا كانت تعطى ايضا للقادمين للمملكة ولكن كان بها معلومات ايضاحية للقادم .. ما هو الممنوع وما هو المسموح واذكر انها كانت كرت ابيض طويل ويعبأ من الجانبين واهم ما فيه كان عقوبة حامل المخدرات ويمنع ممارسة الانشطة السياسة واحترام العقيدة واشياء من هذا القبيل .
المهم تجاوزنا موظفي الجوازات ونفاجأ بعد امتار قليلة موظفان يجلسان وامام كل واحد منهم جهاز حاسوب محمول يستلم منك الجواز ودون أي كلام ويكتب شيئا في جهازه ويسلمك الجواز حقيقة لا تستغرق هذه وقتا وانما ثواني ولكن لا احد يعرف ما هذه الخطوة وما المقصود منها …
وبعد ان تنتهي تذهب الى الباب للخروج تجد موظفي الجمارك وحقيقة لا يعطلونك واعتقد انهم فقط للحقائب او الشنط المشبوهة .. وتخرج لبر الامان وتلاقي الاحضان مفرودة لتحتويك ..
النقل الارضي:
تنزل عتبات الخروج وتجد امامك القادمون معك قد هرولوا للحصول على عربة تقلهم مع العفش ان لم يكن في استقبالهم احد وتبدأ المفاصلة في الاسعار ونوعية او طراز السيارات اغلبها لا يحمل الراكب ومتاعه مرة واحدة وانما عليه ان يؤجر عربتين .. والتاكسي يبدو في حالة مزرية وقبيحة ..
الطريق من المطار الى البيت :
بالطبع حين تخرج من المطار ترى المكان نظيفا بعض الشيء وتردد سرا الحمد لله لقد اهتم المسؤولين بنظافة واجهة البلد . وتنطلق السيارة .. اسمعوا معي هذه القصة عند الباب .. ذو الحاجز احدهم يقول للحارس انه فقد ورقة الدخول او بالأصح انه اكلها دون ان يدري ويقول الحارس لكن يا شيخنا لازم تدفع يوم كامل فيضحك السائق يوم شنو يا زول انا ما تميت ربع ساعة ,و وينفحه بعملات معدنية وهو يضحك وهو يقول له يا زول امسك بلا تذكرة بلا وجع راس ويضحك الحارس ويفتح له الباب .. هنا طار عقلي أمن هنا ومن الدخول للبلد تبدأ الرشوة والغش والسرقة فبدلا ان يدفع السائق خمسة او ستة جنيهات ..دفع جنيهين للحارس وبالطبع لجيبه ويضيع حق الشركة المؤجرة المواقف..
صمت للحظات والسيارة تتقدم لتدخل شارع افريقيا او المطار المؤدي الى داخل البلد توقفنا في الاشارة فوجدت الامر المحير .ولم استوعبه حتى عدت… حركة مرور يستحيل على أي اجنبي ن يقود سيارة في السودان ويعبر اشارات المرور سالما .. تفتح الاشارة في الاتجاهين المتعاكسين ويأتيك بعضهم منعطفا لليسار ليغير اتجاه السير …ماهدا يا اهلنا …وهكذا تستمر الحركة والاشارات تتقاطع ورجل المرور واقفا وسطها فتقف الحركة على كل المسارات ويضيع الزمن
اول ما لفت نظري وجدت عشوائية قبيحة من شركات الاعلان فهي تركب لوحاتها بالكم والكيفية التي تروقها دون مراعاة لذوق او جمال او حتى سلامة لمستخدمي الشارع .. لم هذه الفوضى؟ قيل لي لان المحلية( بتاخد فلوس منهم) .. لا حول ولا قوة الا بالله.. أ بالتشويه والقبح يتم تسير عمل المحلية ..
نظرت اسفل والى جانب الطريق فوجدت ان الرمال والتراب قد استقطعت جزءا من الشارع وعلى الجانبين نعم تراب وليس بناء او صبة خرسانية تراب يمكن ان تغرف بالكف ناهيك عن آلة ..وصل ارتفاع التراب الى مستوى الرصيف الجانبي .. وليس مكانا محدد بل على طول الطريق ..
وانا غارق في التفكير والاسئلة.. لم هذا؟؟ فاذا بي ارى العجب العجاب
نواصل ..