حوارات ولقاءات

رئيس الحركة الشعبية جناح السلام الفريق دانيال كودي : الحوار الوطني لن يكون بديلاً للتفاوض المباشر حول المنطقتين ودارفور


الحوار الوطني لن يكون بديلاً للتفاوض المباشر حول المنطقتين ودارفور

لابد من إعطاء الأولوية لإيقاف الحرب لأن هناك أناسًا يموتون

إذا التزم الوسطاء بما جاء في القرار (546) لانتهى كل شيء

لهذه الأسباب (…) أقصى عرمان السياسيين والمثقفين من أبناء النوبة عن قيادة الحركة

جنوب كردفان تعاني من أزمة في القيادات الفاعلة التي يمكن أن تدير شأنها

الفريق دانيال كودي رئيس حزب الحركة الشعبية واحد من أبرز القيادات التي يعول عليها في جنوب كردفان لقيادة عملية السلام لخبرته الواسعة في التفاوض التي اكتسبها خلال فترته التي قضاها في الحركة الشعبية، بجانب أنه يمتاز بجرأة قوية في تناول القضايا بآرائه الصريحة كما سيظهر في إفاداته خلال هذا الحوار الذي تناولنا فيه قضية الهوية وبناء الثقة، وكانت آراؤه قوية لدرجة أنها تستحق أن تُوصف بأنها صادمة بجانب حديثه عن قضية الحرب والسلام في جنوب كردفان وغيرها من القضايا.

ــ هل يمكن أن يكون الحوار الوطني بديلا للتفاوض المباشر؟

الحوار الجاري الآن ليس بديلا للتفاوض، هناك فارق كبير جدًا بين الحوار والتفاوض بشأن المنطقتين (جنوب كردفان والنيل الأزرق )، الحوار هو تنادٍ للشعب السوداني لمعالحة قضايا الوطن بصورة كلية، أما الحوار حول قضايا المنطقتين بما فيها قضية دارفور يجب أن تكون له منابر خاصة بها لأن لها خصوصية في المشاكل التي أدت للحرب .

ــ لكن السلام ركن أساسي؟

نعم السلام أساسي بين المحاور الستة لكن في طاولة الحوار أرى أن تتحدث الناس عن السلام بعموميات لبحث المشاكل لنجيب على سؤال لماذا لجأ الناس لحمل السلاح ضد السلطة، ونحدد المشكلة ونجد لها المعالجة، وهذا لا يعني أن المستهدف حملة السلاح في المنطقتين وإنما حتى الحروب الدائرة بين القبائل لابد أن تعالج أسبابها جذرياً حتى يتحاشى الناس ألا تكون هناك نزاعات قبلية لأن مراراتها لاذعة ونيرانها لا تنطفئ بالساهل وقابلة لمعاودة الاشتعال في أي لحظة, حتى نحمي الجيل القادم من حمل السلاح .

ــ شمولية الحلول دون تجزئة هو ذات طرح المعارضة المسلحة لماذا يرفض إذن؟

هذه رؤية قطاع الشمال أن تتم مناقشة القضايا في طاولة واحدة وعدم تجزئتها لذلك ظل قطاع الشمال وفصائل المعارضة ينادون بقيام مؤتمر دستوري جامع، ونحن نؤمن بحل كل القضايا لكن رؤيتي قبل ذلك أن تعطى الأولوية لإيقاف نزيف الدم كمسألة عاجلة لأن هناك مواطنين أبرياء يموتون وبعدها نذهب إلى بحث الحلول عبر الحوار الذي قد يمتد إلى ثلاثة أشهر وأكثر، شوف كم سيموت من الأبرياء في هذه الفترة إن لم نوقف الحرب.

ـ لكن التفاوض المباشر توقف مع قطاع الشمال إن لم يكن بسبب الحوار بسبب ماذا؟

التفاوض المباشر توقف بسبب الخلاف الحاصل بين الحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي ممثلا في مجلس الأمن والسلم الافريقي وإصداره للقرار (456) وطلب من الحكومة المشاركة في اللقاءات التحضيرية للحوار في أديس، وهناك اشتراطات مهلة الـ(90) يوماً الأخيرة للوصول لحل، والنقطة الثانية التفاوض بالنسبة للمنطقتين وصل الاتفاق فيه لما يقارب الـ(98%) وعند مناقشة وقف إطلاق النار حدث خلط من قبل الوسيط الافريقي ثامومبيكي الذي اقترح أن يشمل وقف إطلاق النار حركات دارفور بدلاً من أن يكون قاصراً على المنطقتين، رغم أننا وصلنا مع الحركة الشعبية لصيغة لوقف إطلاق النار.

ــ ما صيغة الاتفاق على وقف إطلاق النار وهو يمثل نقطة خلاف؟

نعم، هناك خلاف بين رؤيتي الحركة بأن يكون هناك وقف للعدائيات ورؤية الوفد الحكومي الذي يصر على وقف شامل لإطلاق النار، لكن الوساطة طرحت مقترح وقف العدائيات الذي يساعد في وقف إطلاق النار مثل الإيقاف الجزئي لإطلاق النار لإيصال المساعدات للمناطق المتضررة والتراشق الاعلامي وتم قبول هذا المقترح من الطرفين، إلا أن هذا الاتفاق انهار بسبب إدخال الوساطة لحركات دارفور، ولو كان الوسطاء التزموا بما جاء في القرار (546) لكان كل شيء انتهي.

ـ كيف تفسر الإعلان المفاجئ لإيقاف إطلاق النار من قبل الحركة وسبق أن رفضته في التفاوض؟

يمكن قراءة ذلك من عدة جوانب منها الناحية التكتيكية طبعاً الحركة تعلم أن الرئيس له طرح مسبق بوقف إطلاق النار لكنها أرادت أن تقول للمجتمع الدولي أنها حريصة عليه وسباقة، وهناك الناحية العسكرية، الآن قطاع الشمال والحركات المسلحة عمومًا لديها مشاكلة بعد النزاع الذي نشب في الجنوب الذي أربك كثير من حساباتها العسكرية خاصة الجانب اللوجستي والإيواء والتدريب وأصبحت تواجه فيه مشكلات كبيرة باعتبار أن جنوب السودان هو المنفذ الوحيد المتبقي لها لإيصال الدعم وزادت الإشكالية بعد الاتفاق الذي تم بين سلفا ومشار الذي شدد على خروج الحركات المسلحة من الجنوب باعتبارها أحد أسباب تأجيج الصراع، هذا خلق لهم ربكة وأصبح ليس لهم خيار الا وقف إطلاق النار لترتيب أنفسهم بتغليب الخيارات التي تعيد توازنهم وفي رأيي هذا هو السبب.

ـ كيف تقرأ التغيير الذي تم في منصب مسؤول جنوب كردفان بتعيين جقود مكوار بدلاً من عبد العزيز الحلو؟

قطاع الشمال يواجه في حنوب كردفان العديد من المشاكل على رأسها الخلافات الداخلية بين القادة العسكريين والسياسيين التي بدأت بإقصاء تلفون كوكو من الساحة العسكرية والسياسية وتبعه خميس جلاب رغم أنه قائد تاريخي ورمز لهذه المنطقة .

ــ ما سبب هذا الإقصاء؟

ياسر عرمان وعقار وبقية مجموعتهم لا يريدون قيادات جبال النوبة تحديدًا أن تكون موجودة في القيادة العليا للحركة لذلك أقصوا هؤلاء، وجاءوا بعبد العزيز الحلو قائدا على جبال النوبة رغم عدم رضاء أبنائها أن يكون قائدًا لهم لأنه من إثنية أخرى، بعدها عمدوا لإقصاء المثقفين والسياسيين من أبناء النوبة مثل د. أبكر العراب السياسي للنوبة ورمضان حسن وغيرهما كثير من القادة العسكريين ولم يتبق إلا القادة الميدانيون الذين ترقوا لرتب ضباط من الصف، ولا تجد بينهم خريج ثانوي واحد غالبيتهم تعليمهم ابتدائي، يعني هناك تصفية حقيقية مستمرة للكوادر السياسية والعسكرية من أبناء النوبة داخل الحركة، الآن حتى الحلو أقصي ولم يتول أي منصب في إعادة الهيكلة الأخيرة للحركة، ولم يمنح أي منصب رغم أنه قائد ورئيس الحركة في جنوب كرفان، فقط منح منصب صغير قائد ميداني، وعزل من مواقع اتخاذ القرار السياسي والعسكري واكتمل إقصاؤه تماما بتعيين جقود بدلاً منه وأعتقد سبب إقصاء الحلو فشله ميدانياً.

ــ الملاحظ انخفاض صوت قطاع الشمال بعد قيام الجبهة الثورية هل ذُوّب داخلها؟

الذي ذاب ليس قطاع الشمال وإنما ذابت قضية جبال النوبة والنيل الأزرق في الجبهة الثورية بمطالبتها بالحل القومي الذي خلطت فيه قضتي دارفور والمنطقتين وكل واحدة لها خصوصيتها.

ــ ما الذي يمنع حل القضيتين في الإطار القومي كما تطالب الجبهة الثورية لقطع حجتها؟

لأن كل منطقة لها خصوصية، لذلك كان منبر دارفور الدوحة والمنطقين أديس حسب نص القرار 456 وناس المعارضة استمروا في هذا الخلط فتجدهم كل يوم يكونون جسما جديداً، نداء السودان، وميثاق برلين ويجمعون فيه عناصر جديدة من الأحزاب السياسية بهذا ذوّبوا القضية، الآن ياسر عرمان بصفته الأمين العام للجبهة الثورية ل ايستطيع أن يفتي في قضية دارفور والمنطقتين لأنه لا علاقة له بهما .

ــ هل تواجه جنوب كردفان والنوبة بالتحديد أزمة قيادات لإدارة شأنهم؟

أتفق معك تماماً أن جنوب كردفان وجبال النوبة بالتحديد تعاني من أزمة في القيادات الفاعلة التي يمكن أن تدير شأنها داخل السودان مع الحكومة وخارجه في الحركة الشعبية.

ـ ما سبب هذه الأزمة هل هو لعجز وضيق أفق؟

في الحركة الشعبية السبب الإقصاء المتعمد الذي تم للقيادات التاريخة من أبناء النوبة المؤسسين للحركة في جبال النوبة والذين كانوا أكثر تفهماً للقضية، وياسر عرمان يتحدث عن قضية جبال النوبة وهو يجهل خبايا وتفاصيل القضية الخاصة بجبال النوبة وكان من باب أولى أن يتولى أمر إدارتها أحد قيادات النوبة التي أسست الحركة لأنهم أكثر إلماماً بتفاصيل الأسباب التي دفعت هؤلاء الناس لحمل السلاح، فوق ذلك ياسر عرمان لا يملك المقدرة على التعبير عن القضية مثل أهل الوجعة من ناحية التعبير ووضع الحلول للقضية التي ترضي هؤلاء الناس، يعني ياسر ما واطي الجمرة، هذا جانب مهم يجب الانتباه إليه من قبل الموجودين في الحركة، أما في الداخل هناك عجز مخجل للغاية لدى قيادات أبناء النوبة في إدارة شأنهم وطرح القضية كما يريدها أهلهم خاصة الذين في المؤتمر الوطني كحزب حاكم لم يقم واحد منهم بمبادرة لحل القضية وهم أقدر الناس على ذلك .

ـ إلى ماذا تعزو هذا العجز؟

السبب أن كل قيادات النوبة بمن فيهم أنا نفسي هناك تنافر وصراع عنيف بيننا حول القضية ما أدى لتشتيت الجهود وعدم فعاليتها، انظر للساحة تجد ما يقارب العشرة أحزاب كلها تتبنى القضية ظاهرياً لكن أصحابها لهم مصالح شخصية أخرى يعملون لأجلها في الخفاء حتى يصبحوا زعماء ومنهم من اكتنز المال، هذا الشتات سبب مباشر لتأخر السلام، وأفسح المجال لآخرين لاختطاف القضية.

ــ هل تشتيت النوبة تقف من وارئه جهات بعينها؟

العامل الأول في هذا الشتات أبناء النوبة سواء في الحركة أو الحكومة لانشغالهم بالمحاصصات المنصبية والمصالح الشخصية والثاني المؤتمر الوطني نفسه الذي لعب دورا كبيراً في شغل أبناء النوبة بالصراع على هبات المناصب التي يوزعها عليهم دون صلاحيات.

ــ يعني أنكم تتعاملون مع ملف جنوب كردفان كردفاء وليس أصلاء وأصحاب قضية؟

أرفض هذا الوصف أنا لست رديفاً لأحد، وأما الآخرون اسألهم إن كانوا ردفاء.

ــ كيف لا تكون رديفاً وأنت تذهب لأديس لتفاوض بأجندة المؤتمر الوطني؟

في هذا بالتحديد أنا لست رديفاً وإنما باحث عن السلام لذلك أمشي وأتفق مع أي جهة حكومة وغيرها لأنني نذرت نفسي لجلب السلام لأهلي في ناس بتموت يعني أقيف أقول والله دي ما أجندتي، بالعكس أي ثغرة أجدها تحقق السلام أنا مستعد للدخول عبرها للوصول لغايتي.

ــ أنت متهم بالفشل حتى في توفيق أوضاع الجيش الذي عاد معك تركتهم وذهبت لشأنك؟

أول حاجة أنا ما جيت راجع بجيش عشان أكون مسؤول من توفيق أوضاعه، أنا كل ما قمت به جمعت كل الذين رفضوا العودة للقتال بعد يوم (6/6) وحصرتهم في كشوفات وسلمتها وزارة الدفاع لتعاملهم وفق برنامج الـ(دي دي آر) أسوة بما تم لنظرائهم من دارفور، وهنا انتهت مهمتي، هنا السؤال (هل أنا مسؤول من إخفاق الآخرين في عدم تنفيذ هذا البند والكشوفات لا تزال بطرف الوزارة؟) ويقال إنني فشلت أو تاجرت بقضيتهم لتحقيق مكسب شخصي.

ــ لكن الناس كانت تنتظر أن تكون الشخصية الكاريزمية التي تملأ الفراغ بعد رحيل الأب فيلب غبوش؟

ليس من اهتمامي أن أكون الشخصية التي تملأ فراغ الأب فيلب، لأن كل جيل له بصمته في التعامل مع القضايا، بعد ذلك الناس هي التي تحكم على الشخصية إن كانت كاريزمية أم لا، ومن وجهة نظري لا أرى أي شخصية كاريزمية أجمع عليها الناس في جنوب كردفان في السابق او الآن كل له مصالحه .

ـ هل ترى في اتفاقية (2005) بنودا يمكن أن تصلح للاستمرار في المرحلة الحالية؟

للتاريخ هذه الاتفاقية لم تطبق سواء في الترتيبات الأمنية او في جانب المشورة الشعبية كاستحقاق ولو تم إجراء المشورة الشعبية والترتيبات الأمنية قبل استفتاء الجنوب لتغيرت الخارطة السياسية اليوم، لأنها كانت ستحسم استيعاب الفرقتين (9ـ 10) في الأجهزة الأمنية وتوفيق أوضاعها عندها ما كان عبد العزيز ولا مالك عقار وجدا جيشاً ليحاربا به, وهذه كانت من أخطاء الحكومة القاتلة بتجاهلها توفيق أوضاع هؤلاء الجنود وانشغالها بمناكفاتها مع الحركة الشعبية وهذه واحدة من أوسع ثغرات تجدد الحرب.

ـ أنت متهم بالتقصير في القيام بمهامك في هذا الجانب عندما كنت نائب والٍ، وما تقوم به تعبير عن ندمك؟

أنا لم أرتكب خطأ بعينه لأندم عليه ، منذ أن تخليت عن مقعدي في مجلس الشعب على أيام مايو وحملت السلاح، ثم قبولي بعد السلام بمنصب نائب والٍ ليس حباً فيه وإنما لأخدم أهلي، وأنا راض عن كل ما قمت به في حدود إمكانياتي، وأتحدى أي شخص أن يقول إنني قصرت في مهامي او أخطأت في حق أهلي طوال فترة السنة ونصف التي كنت فيها نائبا للوالي.

ــ ما يؤخذ عليك أنت وخميس جلاب أنكما وفقتما متفرجين وأخليتما الساحة للحركة الشعبية الأم والمؤتمر الوطني ليتصارعا وينفذا أجندتهما؟

التاريخ يشهد على ما قمت به، ولم أكن جزءاً من أسباب تفجر الحرب مجدداً، وعلي الطلاق لو كنت موجودا في جنوب كردفان هذه الحرب ما كان قامت مرة أخرى، لكن غيابي أفسح المجال لعبد العزيز أن يفعل ما يريد.

ــ لكن عدم اهتمامكم بإنفاذ الترتيبات الأمنية ألا يعد تقصيراً؟

صلاحية إنفاذ الترتيبات الأمنية كان من اختصاص المركز ولم تكن ضمن صلاحيات الوالي أو نائبه وليس للولاية صلاحيات للاقتراب من هذا الملف .

ــ كيف تنظر للانقسامات الإثنية والاصطفاف القبلي الذي تشهده جنوب كردفان الآن؟

هذه واحدة من إفرازات الحرب لأن الولاية قبل الحرب كانت أكثر تمازجاً وتعايشاً وإلفة بين كل إثنياتها فيما يعرف بالتحالفات والصداقات التي تقوم بين الأهالي كعرف للتعايش ما حجب كل مسببات التعدي والجرائم وحصرها في نطاق ضيق جدًا بمعدل أقل من الطبيعي، وفوق هذا هناك التعايش الديني الذي كان موجوداً الذي قل أن تجده في اي بقعة من الأرض داخل وخارج السودان, ومثال لهذا أنا فزت على ثلاثة من المرشحين داخل كادقلي في انتخابات مجلس الشعب عام (82) وأنا مسيحي, لكن هذا انتهى وتدمر بسبب السياسة العنصرية التي اتبعتها الحكومة خلال الحرب لترحج كفتها بتأليب القبائل العربية وغير العربية ضد النوبة وكانت هذه الطامة الكبرى وزادت حدة النعرات العنصرية بين النوبة والقبائل الأخرى، ودخل النزاع في نفق كلنا نحفر الآن لنخرج منه، بل النعرات العنصرية الآن اشتعلت بين العرب أنفسهم، الآن هناك تصدع وتآكل شديد في النسيج الاجتماعي في جنوب كردفان, وهذا كان واضحاً في طريقة القتل الوحشية التي تمت للطرفين عند تفجر القتال في (6/6) وكانت أشد قسوة وسط النوبة، بسبب الاصطفاف الإثني الذي ظهر خلال الأحداث وبعدها إذ تم التعامل مع أي نوباوي بأنه حركة شعبية حتى إن كان الجميع متأكدين أنه مؤتمر وطني أو منتمٍ لأي حزب آخر, وتبع ذلك حرق للمنازل وتخريب للممتلكات، من هذا أخذت الحرب الطابع القبلي الواضح أو قل السافر، طبعاً هذا الاصطفاف أثره أسوأ من الحرب نفسها ويحتاج لزمن طويل لإزالته وإعادة الثقة التي دمرت.

ــ الملاحظ أن كل مجموعة تعود تؤسس حزباً يحمل ديباجة الحركة الشعبية خاصة أبناء النوبة ومحور الأهداف واحد؟

أنا طرحت مبادرة لتجميع هذا الشتات من الأحزاب وتأسيس حزب قوي، ما منع هذا حالة الخوف ظهرت عند الكثيرين من وصفهم بالعنصرية إن هم توحدوا في حزب واحد .

ــ حزبكم الأن مصنف بأنه شبه عنصري؟

أرفض هذا التصنيف وأؤكد أن حزبنا قومي كامل الدسم انظر للجالسين معي هم أعضاء في الحزب وليسوا من النوبة ولا علاقة لهم بجنوب كردفان وكل همنا أن نؤسس حزباً قومياً يجد فيه كل السودانيين أنفسهم .

ــ الملاحظ أن ابناء النوبة يعملون في كتل بمعزل عن الآخرين منذ الحزب القومي السوداني؟

هذا اعتقاد غير صحيح الآن هناك كثير من الإثنيات الأخرى منضوية تحت الأحزاب التي أسسها أبناء النوبة مثال لذلك الحزب الذي أترأسه ذو طابع قومي (100%)، وأنا دائماً أتخوف من هذه الوصمة عندما طرحت مبادرتي تخوفت أن تصنف بأنها تكتل لأبناء النوبة.

لا أقصد الأحزاب الموجودة الآن وإنما التكتل مثل الكمولو الذي في تركيبته أشبه بالتنظيم الماسوني؟

الكمولو كان ضرورة حتى يجمع الناس ويوحدوا جهدهم لمصلحة المنطقة، هذا التنظيم معروف بدأ طلابياً وبعدها أخذ في التوسع وشمل أناساً خارج محيط الطلبة, وهدف الكمولو المساعدة في رفع الظلم الواقع على النوبة منذ التركية ومرورًا بكل الحقب التي مرت على حكم السودان وحتى الآن مازلنا نشعر بالغبن لأننا مظلومون في أشياء كثيرة لا يسع المجال لذكرها.

ــ هل هذا التنظيم لا يزال قائماً؟
الكمولو الآن شبه انتهى وكان له دور أساسي في انضمام أبناء النوبة للحركة الشعبية وهو أقدم منها ويعود تاريخ تأسيسه لعام (1975).

حوار الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة