أبشر الماحي الصائم

إلى معالي السيد وزير الداخلية “


احتاجت الحكومة يومئذٍ إلى أسبوع بأكمله لتخرج ببيان توضح فيه ملابسات المطربة ندى القلعة، على أن المطربة ندى القلعة مطربة سودانية محترمة ولها جمهورها، بيد أنها غير مدعوة لمؤتمر الحوار الوطني، خلال هذا الأسبوع فعلت الأسافير فعلتها، وهي تعنون مقالاتها المنسوجة عن (حوار ندى القلعة) !! ولا أعرف حتى الآن ما المشكلة في دعوة المطربين كفصيل سوداني مؤثر إلى طاولة الحوار، ولما صدر بيان الحكومة المتأخر (مائة سانحة ضوئية) أوشك بعضهم أن ينقلب رأسا علي عقب ليكتب، لا قيمة لحوار تغيب عنه المطربة ندى القلعة، (ففي الحالتين أنا ضائع)!!
* ما أشبه الليلة بالبارحة، ففي قضية مدير الجمارك احتاجت الحكومة إلى سبعة أيام حسوما، ليخرج السيد وزير الداخلية بطلب من المجلس الوطني إلى الإعلام، لينفي تهم الفساد عن مدير جماركه المنصرف، على أن الذي حدث، بحسب وزير الداخلية، لا يعدو كونه تغييراً إدارياً عادياً، ولا نعرف كم الوقت كانت ستحتاجه الحكومة، إن لم يدخل المجلس الوطني على الخط ويقوم باستدعاء السيد وزير الداخلية !!
* لو كنت مكان (الحكومة).. أو قل العقل المدبر والمخطط لشؤون الحكومة، لخرجت مباشرة عقب كل حادثة لأفعل واحدة من خيارين اثنين، في حالة أن (موظف الحكومة) تجرى حوله تهم حقيقية أصدر مباشرة بياناً للرأي العام بأن الرجل أمام التحري والقضاء السوداني العادل، فلنصمت جميعاً حتى يقول القضاء كلمته !! أو أن كل ما يقال مجرد (نسج واتساب ونجر مواقع ذات أجندة)، ففي هذه الحالة أخرج مباشرة ببيان أوضح فيه، إن ما يثار حول الموظف أو المدير ليس صحيحا ومن هنا نناشد كل من له تهمة على الرجل أن يذهب إلى القضاء مباشرة !!
* فإنما (الإعلام في الضربة الأولى)، فلئن جلست الحكومة تتفرج سبعة أيام بلياليها، فإن الأسافير تكون قد ضربت ضربتها الاستباقية، على أن القوم فاسدون وصامتون وليس لهم ما يقولونه والآن يتحللون !!
* فعلى الأقل إن الحادثة الأخيرة وسط حالة (شلل الحكومة) وسكوتها المطبق قد عملت عملتها !! وفي كل مرة تركض الحكومة وراء الحدث لتصل متأخرة جدا، وربما يكون العزاء في أن من يتحرك متأخراً خير من الذي لا يتحرك أصلا !!
* وقد يقول قائل، فلتقل الأسافير ولتنسج ما تشاء، فهي لا تخضع لأي معيار مهني في نقل الأخبار، لكن فما بال الصحف التي تحتكم إلى لوائح تنظيم المهنة، المجلس القومي للصحافة والمطبوعات، فعلى الأقل قد خرجت الزميلة التغيير في تراجيديا هذا الحدث بالبونط العريض وبحديث (المليارات)، وهذا يعني أنها (مالية إيدها من القضية) !! كما لم يحدثنا السيد وزير الداخلية عن تحريك إجراءات ضد الصحيفة التي جعلت سر الهمس الإلكتروني جهرا!!
وللحديث بقية بحول الله