عمر الشريف

إتفاق الشعب السودانى وتعمد إختلافهم


الشعب السودانى وصل الى قناعة تامه بأن مشاكل السودان وحلولها بإيدى أهله . وكل الأسباب التى يروج لها الإعلام الحكومى والمعارض ليس لها أى أسباب خارجية أو عوامل طبيعية سوى أنفسهم . يجتمعون لحل مشكلة من مشاكل السودان الكثيرة ولكنهم فى الحقيقة يحتاجون لمن يحل مشاكلهم الخاصه والتى بينهم . هذا يدل على عدم رضاء الله سبحانه وتعالى على هذا الشعب حيث وهبهم الماء تجرى فى باطن وظهر الأرض وتنزل من فوق السماء ووهبهم الأرض التى أذا أنزل عليها الماء إهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج ووهبهم النعم لنأكل من لحومها ونشرب من ألبانها ونستخدم أصوافها وأبوارها وأشعارها أثاثا ومتاعا الى حين . ورزقنا الأجواء المختلفه وفصول السنة المتنوعة لتنقل بين المرعى والزراعة ورزقنا المعادن الكثيرة فوق وتحت الأرض لكننا ننظر لها ونتضرر من كثرتها ولا نستطيع الإستفاده منها .

إذا سألت أى مواطن سودانى أو حتى غير سودانى ملم بالسودان يقول لك نتحسر على حال ووضع هذا البلد الذى وهبه الله شعب لا مثيل لهم ووهبه أرضا لا مقارنة بها ووهبهم ماء عذب يجرى أمامهم وخريفا تفتقده كثيرا من الدول وتنوع مناخى صحى للحياة والزراعة والصناعة وتنوع ثقافى وإجتماعى يتعايش مع كل الشعوب بثقافتها ولغاتها المختلفه وهبهم إبتسامه تدل على الرضا والقناعة وثقة وأمانه تميزهم عن غيرهم وكرم وسخاء يضرب به الأمثال . إذا لماذا هذا الإختلاف وهذه الحروب المفتعله وهذه النعرة القبلية والتحيز القبلى والحزبى .

أصابه السودان هذا الداء عندما حلل الحرام وفسر الأحكام الشرعيه على حسب الظرف وطبق الحكم فى الضعيف وترك الشريف وعم الفساد وإنتشر وقل من يدعوا الى الأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وطفى عليهم حب الدنيا والسلطة وجمع المال بغير حق . هل يعود هذا الشعب الى ربه ثم رشده ومكانته ؟ . بالأمس إجتمع بعض الفرقاء لمصلحة الوطن والشعب لكن إجتماعهم كان لتصفيه الحسابات والفوز بالمقاعد وتعديل النظام ليتوافق معهم فى حالة وصولهم للسلطة وبعضهم فضل الغرب على وطنه وقاطع وبعضهم متردد بين ضغوط إبناء جلدته ومعاونيهم وبين أهله ووطنه وبعضهم قطع باليقين بعدم الإتفاق وبعضهم كان عدو الأمس وأصبح صديق اليوم لحاجة فى نفسه .

تمنينا أن يجتمع كل الفرقاء لمناقشة مشاكل الوطن رغم أن الأمل فيهم ضعيف والوطنية عندهم معدومة ووضع الشعب لا يهمهم ولا يريدون أن يفقدوا معيشتهم على غيرهم و تعودوا على النوم تحت مكيفات فنادق باريس ولندن وواشنطون وتل أبيب وأديس والقاهرة مع هزات صخب تلك الفنادق الليلى وهم يسعدون بذلك وشعبهم ينام فى الهواء الطلق فى ظل إنعادم الكهرباء والماء .

رغم الاتفاق على أن السودان غنى أرضا وشعبا وثروة يصرون على الإختلاف ويتعمدون ذلك وينقسمون الى مجموعات وحركات وأحزاب وشعارهم المطالبة بحقوق المواطن حتى تجد فى الاقليم او الولاية الواحدة اكثر من حركة وحزب وهدفهم واحد لكن نواياهم مختلفة ومطالبهم متعددة وطرقهم ملتوية . إذا كان يهمهم الوطن والمواطن لوحدوا رؤيتهم وهدفهم وطالبوا بما يعود على الوطن والمواطن بالفائدة وتركوا مطالبهم بالمناصب والتعويض والترضية والمخصصات التى ترهق المواطن والوطن. لقد فضحهم الله وسوف يفضحهم لانهم كذبوا على ربهم وأنفسهم وشعبهم وأمثالهم حذرنا الله منهم ولا ينقصون درجة عن المنافقين السابقين .

الخير اليوم فى شباب هذا الوطن وخيرته هم الذين يرفعون راية التوحيد والعدل والمساوى والعمل الجاد والخالص ليرفعوا وطنهم وينصروا شعبهم . فهل تكونت المنظمات الشبابية بعيدا عن الحزبية والقبلية لتحل محل تلك الاحزاب والحركات ؟ وأن تبنى دستورها للوطن وليس للتنظيم أو المصلحة الشخصية وأن تبدأ بمحاربة الفساد وملاحقة المفسدين وتقيم لهم المحاكم الميدانية أمام الملأ وإن شاء الله تجد الشعب بكل تنظيماته وأحزابه وحركاته دعما وسندا لهم . لان الفساد هو سبب مشاكل السودان الرئيسية وكذلك القبلية والحزبية .