منى سلمان

جهينة المأذون تقطع خطبة كل خطيب 1-2


إجتاحت الأسر في العقد الأخير فوبيا الخوف من جرجرة الخطوبات وتسيب الخطاب الذين يتخذون من الخطوبة معبر وكبري لحياة الترف الجكسي والخلط الفاهم تحت أنظار ومباركة الأهل، فمع إختلاف النوايا قد تكون الخطبة هي آخر آمال ومخططات الخطاب، وما على الخاطب عندما يمل حياة الجكس وتفقد الأمور رونقها ومتعتها بالتعود .. ما عليه سوى خلع الدبلة في هدوء والإعتذار للمخطوبة بالقول:
ما كان فراقنا المر بخاطري أو في إيديا
وبسبب تزايد تلك المقالب بعد الخطوبات التي دامت سنين، مال الأهل لسياسة (أمسك لي واقطع ليك) فما أن يمد الخاطب رقبتو طلبا للقرب حتى يقابلها أهل الخطيبة بجهينة مأذون يقطع قول كل خطيب .. وكم سيرة خطوبة أو قولة خير تحولت بقدرة قادر إلى عقد قران .. فعندما يجلس وفد أهل العريس في طمأنينة وسلام لأكل التورتات والسفسفة غير مدركين لخطر المأذون الكامن، والذي قد يكون متنكرا بهيئة أحد المعازيم ويجلس على دفتره العتيق ليخفيه عن عيون أهل العريس، وقد يكون مختبئا وراء باب الحمام أو احدى الغرف المغلقة حتى يحين وقت المباغتة .. وقبل أن يهنأ المعازيم من أهل العريس بلحس صحون الكوكتيل ينبري لهم عم العروس خاطبا فيهم:
يا جماعة الخير .. أنحنا شايفين مافي داعي للتكلف والمطاولات .. وما دام كلنا مجتمعين أخير النعقد يا أخوانا !!
وقبل أن يتمكن أبو العريس أو وكيله من فتح خشمو بقولة (بغم) .. يخرج المـأذون من مخبئه ويشهر عليهم دفتره والقلم.
* جلس (محجوب) يناقش مع (فايقة) تفاصيل وترتيبات زيارته مع أسرته الصغيرة لأهلها في مدينة سنار بغرض التعارف كخطوة أولى في مشوار تتويج علاقتهما التي أكملت عامها الثاني، فقد جمع الحب بين قلبيهما ما أن وطأت أقدامها (سلّم) المؤسسة التي يعمل فيها كمتدربة ثم تعيينها بعد أن أثبتت جدارتها في سرعة إستيعاب العمل وكفاءتها في أدائه.
كانت (فايقة) عائدة لقضاء إجازتها السنوية مع أسرتها في القرية والتي كانت قد غادرتها للإقامة مع عمتها في الخرطوم أثناء دراستها الجامعية وإستمرت بعد استيعابها في تلك المؤسسة .. تابعت (فايقة) يوما بيوم تفاصيل معركة (محجوب) مع أسرته لفرض إختيار قلبه عليهم بدلا عن ترتيب الأسرة السابق له للزواج من إحدى قريباته.
وتحت ضغط اصراره الشديد تنازلت أمه ووافقت على مبدأ الفكرة شريطة أن تقوم بالسفر لمقابلة فايقة وأسرتها والتعرف عليهم عن قرب قبل أن تعطيه مباركتها وموافقتها النهائية.
ولذلك عندما جلس (محجوب) مع (فايقة) لترتيب الزيارة، أصر عليها بأنها ستكون زيارة بسيطة ومختصرة على أهل البيت من أفراد أسرتين بغرض التعارف لا أكثر – وأن لا تتكلف فيها شيئا، فهو سيغادر الخرطوم مع أمه وأخواته وخالاته بعد الظهر ليصلوا بيتها بعيد المغرب فيقضون الأمسية مع أسرتها الصغيرة ويتناولوا معهم (شاي المغرب) ولا بأس من أن يصاحبه الكيك وبعض الجاتوه.
لم تسر الأمور حسب تخطيط (محجوب) فرغم حرصه على مغادرتهم الخرطوم باكرا كي يتمكنوا من الوصول في المواعيد المحددة، ألا أن الصدف السيئة تضافرت على تأخيرهم .. خستك أحد اللساتك وعاندت العفريتة ورفضت القيام بواجبها .. وسخّنت المكنة قبل أن يقطعوا نصف الطريق .. وبعد أن تجاوزت الساعة التاسعة ليلا هلّت سيارتهم على أول الطريق لبيت أسرة فايقة حسب وصفها له.
تردد (محجوب) وحسب أنه قد ضل طريقه للبيت بعد أن لاحت له من بعيد أضواء لمبات الزينة وتناهت لمسامعهم أصوات عزف الآلات الموسيقية وتعالى معها صوت الفنان النشاذ .. تسائلت النسوة معه عن الحاصل بينما نزل هو في وجل ليسأل عن الوصف ولكن باغتته صيحات الصبية أمام البيت:
ناس العريس جوا من الخرطوم !!!


تعليق واحد

  1. الامانة كانت تقتضى ان تشيرى الى ان القصة قدمت فى تلفزيون السودان و كانت حبكة درامية جميلة جدا . ايه يا استاذة منى فلستى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟