مصطفى الآغا

كلاسيكو مجنون


< قبل انطلاق كلاسيكو الكرة السعودية بين الاتحاد وضيفه الهلال كانت معظم التوقعات تصب في مصلحة الهلال، بحسب النقاد والمراقبين وحتى بعض الجماهير الاتحادية التي كانت تتمنى طبعاً فوز فريقها، لكنها كانت حانقة على المدرب الروماني لاسزلو بولوني، الذي لم يكن حتى قبل هذه المباراة منح الاتحاد شخصية المنافس على اللقب، التي يستحقها العميد لما لديه من قاعدة جماهيرية وألقاب آسيوية وعربية ومحلية وأسماء أجنبية وسعودية قادرة على المنافسة، ولكن الفريق في الدوري لم يقدم ما يشفع له قبل مواجهة الهلال... من فوز صعب على نجران إلى أصعب على الرائد بهدفين متأخرين، ثم خسارة أمام الفيصلي، وآخرها فوز على القادسية. على العكس من الهلال الواصل إلى نصف نهائي دوري أبطال آسيا قارياً، وصاحب العلامة الكاملة محلياً بأربعة انتصارات على الوحدة والفتح والرائد والتعاون، وكان دونيس محل ثقة وإشادة الهلاليين الذين اعتبروه مدرباً يمكن أن يثقوا به ويساندوه على رغم الخروج الآسيوي الذي ما زال ينتظر قرار محكمة الكاس بعد رفض الاعتراض ثم الاستئناف. ولكن أول 31 دقيقة في الكلاسيكو قلبت حال المدربيَن (بولوني ودونيس)؛ إذ خرج بولوني بطلاً، فيما هوجم دونيس وتم تحميله مع الحارس وزر الثلاثية النظيفة... وبما أن الجمهور عاطفي، تغيرت الأمور مع مجريات الشوط الثاني حين سجل الهلاليون هدفين وصارت النتيجة (2-3)، قبل أن تعود النغمة مع تسجيل بوسبعان الهدف الرابع، ثم عاد التفاؤل مع هدف آلميدا في الدقيقة الـ85، وبعد انتهاء المباراة بفوز الاتحاد عادت آراء ما بعد الشوط الأول للظهور بقوة، وتحميل دونيس مسؤولية تسليم المباراة من شوطها الأول.. الأكيد أن الكلاسيكو كان مجنوناً بكل ثوانيه، والأكيد أن دونيس لا يتحمل وزر هدف أحمد شراحيلي في مرماه؛ والرجل عاد بقوة في الشوط الثاني، ونغمة «وضع كل البيض في سلة المدربين» يجب أن تنتهي، وخصوصاً بعد «تفنيش» أربعة مدربين، هم: داسيلفا النصر، ونيبوشا هجر، وبلقاسم القادسية، ورودريجيز الوحدة، وهي نسبة أقل مما حدث في الفترة نفسها من الموسم الماضي، ولكني أرى أن معظم الإقالات كانت مستعجلة وليست في محلها. الأكيد أنه سيكون هناك تبعات للكلاسيكو المجنون، والأكيد أنه كان الأهدأ عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل يثير الدهشة.