صلاح حبيب

مخرجنا آسيا!!


ما الذي يجبر السودان أن يتذلل أمريكا؟ وما هي الفائدة التي يجنيها في ظل التعصب الأمريكي تجاهه؟ ولماذا يحاول أن يركع تحت أرجلها وهي متعنتة وتكيل له بألف مكيال وليس مكيالاً واحداً.. السودان فتح طاقة أو باباً حينما رفضت أمريكا استخراج البترول، وظنت وقتها أن كل المفاتيح بيدها، لكنها لم تعلم أن هناك مفاتيح وطرق أخرى يمكن أن يستغلها السودان من أجل مصلحته ومصلحة شعبه، فاتجه شرقاً وكانت الصين بداية الفتح المبارك له بدخولها شريكاً في استخراج البترول، وبدأ الاستثمار الصيني مع السودان في هذه الصناعة واكتمل المشروع وبدأ التصدير إلى دول العالم، وشعر السودان بعد ذلك بالراحة وعاد الاقتصاد السوداني إلى عافيته بفضل الشراكة الصينية، وظللنا في بحبوحة من العيش من العام 1999 وقت تصدير البترول وحتى انفصال الجنوب.. وقتها لم تستطع الولايات الأمريكية أن تفعل شيئاً تجاه السودان رغم الحظر الذي فرضته عليه ورغم وضعه في قائمة الدول الراعية للإرهاب، فحاولت أن تحتال عليه بطريقة أخرى بعد أن أغلقت كل المنافذ في وجهها، حاولت أن تستغل البسطاء من أبناء الجنوب، وطرقت موضوع الانفصال كخيار لحل مشكلتهم مع الشمال، ولم يصدق أبناء الجنوب الحالمين بالدولة المستقلة ولم يعلموا أن أمريكا تلعب لمصالحها وليس لمصلحتهم.. انفصل الجنوب لكن لم تحقق لهم ما يريدون من أمن وسلام واستقرار.. ونالت أمريكا ما تريد، فأبعدت الجنوب عن الشمال، ثم تركتهم للحرب القبلية التي حصدت عدداً كبيراً منهم وهي تنظر وتراقب لمن تدين الغلبة والسيادة، فإذا تغلب طرف على الآخر وأحست أنه الأقوى تتجه إليه لتزين له ما تريد.
السودان باتجاهه شرقاً وجد لنفسه المخرج والحل لمشاكل السودان، فالصين دولة عظمى استفدنا منها في الفترة الماضية وأبوابها واستثماراتها مفتوحة للسودان.. وها هي الدولة تتجه اليوم إلى الهند وهي دولة لا تقل في نشاطها الاقتصادي والاستثماري عن الصين ويمكن أن تلعب دوراً محورياً في علاقتها مع السودان، وبذلك يكون السودان قد كسب دولة آسيوية أخرى يمكن أن يعتمد عليها في مشاريعه معها، والسودان دولة بها إمكانيات هائلة، وهذه الدول تريد أن تجد لها منفذاً لصناعاتها في أفريقيا والسودان بوابة أفريقيا في المرحلة المقبلة.. ومن ثم يدخل السودان مع دولة ماليزيا وهي أيضاً من الدول التي انطلقت بسرعة الصاروخ في المنطقة، واستطاعت أن تبني دولة عظمى في سنوات قليلة.
في المرحلة المقبلة يجب أن يكون للسودان دور كبير مع دول آسيا ماليزيا، الصين والهند طالما أمريكا ما زالت تكن له العداء، وما زالت تتربص به، فالمخرج لنهضته آسيا إلى أن تأتيه أمريكا راكعة ساجدة صاغرة.. فليغلق السودان باب أمريكا نهائياً وليكوّن حلفاً مع تلك الدول التي تعيد له السيادة والكرامة، فقطع الغيار التي نتحدث عنها نتركها وننشئ صناعات جديدة تعتمد على قطع الغيار من دول آسيا، وبذلك نكون قد أغلقنا ملفاً كاد أن يحدث لنا ثقباً في آذاننا.


تعليق واحد

  1. ومتي ينهض السودان ويكون مثل الأخرين ، مش تابعا اذا لم تكن أمريكا تبع الصين و سوق رائجة لبضاعة وصناعة الصين ؟