إعتزال الفنانات .. الزواج المتهم الرئيسي.. قصص وتفاصيل

ظاهرتان ارتبطتا تاريخياً منذ وقت مبكر بالساحة الفنية السودانية، الاولى قلة عدد الاصوات النسائية (المحترفة) وهنا نعني فنانات صاحبات أسماء معروفة استطعن وضع بصمتهن الخاصة مقارنة بالأصوات الرجالية.

الظاهرة الثانية هي ان هذه الاصوات على قلتها لا تستمر او تعمر طويلاً في مجال الغناء فسرهان ما تتوارى أغلب هؤلاء ويعتزلن بسبب عامل الزواج والاسرة، والنماذج كثيرة لا تعد لكن أبرزها في العقدين الأخيرين كان اعتزال حنان النيل، حنان ابراهيم (السجانة) نجمة برنامج نجوم الغد عافية حسن، وآخرهم أسرار بابكر، وقضية اعتازل الفنانة عقب الزواج فجرت عدداً من الاسئلة (المسكوت عنها) والتي تبحث عن اجابات فهل المجتمع لا يزال ذكوري بحت وهو الجانب الغالب والمسيطر، وهل المرأة لا تزال تبحث عن موطئ قدم للمساواة بينها والرجل، وقرار المغنية بالابتعاد عن ممارسة الغناء اختارته بمحض ارادتها أم يتم وفق ضغوط من الطرف الآخر تؤدي لخضوعها التام، وما تأثير هذا النزيف المستمر على مسيرة الاغنية في البلاد، كل تلك التساؤلات طرحت من خلال هذا التقرير.

ايمان توفيق: الحل في زواج الوسط
الفنانة الشابة ايمان توفيق أكدت أن الظروف الاجتماعية تكبل المراة في السودان مثل الزواج والاهتمام بالاسرة ، وبجانب مراعاة التقاليد كلها عوامل تؤدي في النهاية الى قصر عمر الاصوات النسائية والنصيب الفني أحياناً يلعبان دوراً مباشراً في عدم توفيق استمرارية بعض الفنانات لآن تكملة المشوار حتى النهاية ليس بيد الفنانة ومربوط بعدة متغيرات.
وقالت انها تنصح أية فنانة شابة بضرورة أن تختار شريك حياتها واحداً من المتفهمين لدور ورسالة الفن، والافضل أن يكون من المقربين منه، ولا تختار من هم بعيدون عنه حتى لا تندم في يوم من الايام وتعض بنان الندم على تركها الغناء، وأضافت ايمان انه من وجه نظرها الشخصية أن مبررات ترك بعض الفنانات للغناء (واهية جداً) ولا ترقى لتقبلها.

عبير علي: المجتمع لا يكبل المغنيات
بدورها رفضت الفنانة عبير علي بشدة الاتفاع مع الرأي والفهم السائد بان المجتمع السوداني يضع قيوداً مكبلة على حواء ويتسبب في ذلك الحرمان وقالت ان المرأة السودانية مهما اختلفت درجات تعليمها وثقافتها أو ما وصلت اليه من مكانة في المجتمع في أي مجال من مجالات الابداع فان انحيازها الأول والاخير سيكون لبيتها وأولادها وأي شئ آخر قد تراه يتعارض مع أسرتها الصغيرة عندها ستختار هي من تلقاء نفسها ومحض ارادتها الطوعية أن توقفه وتضحي به بدون أية ضغوط خارجية من أحد.

عزة أبو داؤود: الازواج يرفضون الغناء
وفي ذات السياق قللت الفنانة عزة أبو داؤود في تصريح سابق من ظاهرة اقدام بعض الفنانات على الاعتزال بسبب الزواج، وأكدت عزة ان المغنيات المعتزلات أعدادهن قليلة جداً ولا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، وقالت أن ابتعادهن لن يؤثر بقوة على مسيرة الاغنية السودانية ولا خوف عليها في ظل وجود أعداد هائلة من الاصوات النسائية المبشرة والموهوبة التي تنجبها البلاد وتطلع كل يوم وهن في ازدياد مستمر، مشيرة الى أن هذه الاصوات بعد الغربلة لابد سيخرج من وسطهن فنانات سيواصلن المسيرة حتى النهاية وسيشكلن اضافة حقيقية لمسيرة الفن في السودان.

نسرين الهندي : متطلبات الحياة الزوجية مزعجة
وبينما اعترفت نسرين الهندي بظاهرة تلاشي الاصوات النسائية في السودان وقصر عمرها الفني مقارنة ببعض دول الجوار العربية، وأكدت نسرين في حديثها أن السبب الرئيسي لظاهرة ابتعاد وتواري بعض الفنانات عن الساحة الفنية أغلبها عائد لمسؤوليات الفنانة بعد الزواج التي قد لا تستطيع معها التوفيق بين الحياة الزوجية ومتطلباتها اليومية المزعجة، وبين الاستمرارية في مزاولة الغناء الذي يحتاج لوقت كبير من الزمن أقرب لحالة التفرغ التام زائداً المعاناة والمجهود الشاق.

د. الماحي سليمان: الزواج سبب خسارة الاصوات النسائية
تمنى الموسيقار د. الماحي سليمان أن تعود الفنانة الشابة اسرار بابكر للغناء في أعقاب زواجها والاقامة في دولة الامارات العربية المتحدة، وكشف د. الماحي في حديثه أن أسرار تعد فنانة مؤهلة من ناحية الصوت والاداء والتطريب العالي بالاضافة الى التأهيل الاكاديمي من خلال دراستها بكلية الموسيقى والدراما وشكلت حضوراً قوياً في الحياة الموسيقية في السودان، وأكد ان الساحة الفنية لا تزال في رحلة بحث عن صوت الفنانة حنان النيل، مشيراً الى أن الجميع في البلاد لايزال في حالة من الترقب والامل والكل معلق بحبال الصبر الفني الطويل في انتظار احتمال عودة الفنانة حنان النيل عن قرار اعتزالها الغناء بسبب ندرة الاصوات النسائية ذات البصمة المؤثرة في الساحة الفنية.

صحيفة حكايات