بخيتة الهادي تفك شفرات التاريخ لم أفرح بموت نميري .. لكنني مشفقة عليه.. ليس من حقنا العفو .. وسيبقى حق الله معلقاً في الرقاب

مع الكثير الذي قيل عن ملابسات مقتل والدك هل قضت والدتك الحاجة رقية أيام الحبس كاملة؟
نعم دا صحيح، وأثناء امي محبوسة جانا رجل من الانصار، وطلب مقابلة أمي تحديداً وبرر اصراره بأنه أخوها وابنها، ولا يضر ذلك مع عادات الحبس السودانية، كان الرجل ممتلئاً بالوقار، وأخرج كتاباً يبدو عليه أنه صدر قبل سنوات طويلة كما يبدو من أوراقه الباهتة الصفراء، وعندما اطلعنا على الكتاب، وجدناه صادراً في العام 1959م كان عنوانه (المهدية في الاسلام) وعندما طلبنا منه نسخة رفض الرجل.
ماذا وجدتم في الكتاب؟
وجدنا نبوءة ضرب الجزيرة أبا بالضبط سنة 1970م وتحدث الكتاب عن هجرة الامام لكنه لم يذكر أي شئ عن اغتيال، وليس فيه أية اشارة لقتل امام الانصار.
كان المشير النميري يسكن معكم هنا في ود نوباوي؟
عادي طبعاً كان يسكن في ودنوباوي وفي حي ود البصير تحديداً.
مع ذلك لا يمكن ان تفرحي لرحيله؟
لم أفرح لموته بالطبع فالموت ليس فيه شماتة لكني كنت مشفقة عليه.
هل يمكن ان تعفو عن حقكم؟
ليس من حقنا العفو، فهناك انصار بالمئات لهم حق أصيل، الى أن يأتي أولياء القتلى ويعفوا ثم بعد ذلك يبقى حق الله معلقاً في الرقاب.
أصاب الزمن عائلة المهدي بانشقاقات كبيرة هل توافقين؟
أكبر كارثة حلت بالعائلة انشقاق الحزب في العام 1966م وقاده الصادق المهدي ضد عمه، ومنذ ذلك اليوم لا زالت الانشقاقات مستمرة.
ولكن هناك مبادرات للملمة الشمل هل فشلت؟
كنت طرفاً في تلك اللجان وذهبنا لكل الاطراف في بيوت المهدي وهناك اجماع بالاشارة يقول: شوفوا الصادق المهدي، وأي طرف نمشي ليهو يرجعنا للصادق.
ومشيتوا للصادق ؟
مشينا للصادق المهدي فوجئنا به يقول أن أي خلاف فيه ادبيات ومرجعيات، ولا يأتي من فراغ وليس بالسهولة حل الخلاف بتلك الطريقة.
وكيف واجهتم الصادق؟
قلنا ليهو انت رقم، وما عاوزين نتجاوزك ونحن جايين بالفهم دا وكلنا امل. قال لنا بوضوح نمشي نعمل ورشة لدراسة الخلاف، كانت عرقلة واضحة منه والى الآن لم يتم ذلك.
يعني ماتت المبادرة؟
اول وفد ذهب اليه قال لهم: لا اعرفكم كأسرة، وطلب أن نأتيهم من خلال هيئة شؤون الانصار، وطبعاً دي طريقتو.

صحيفة حكايات