احمد دندش

عودة (الملكة).!


منذ ظهورها الاول بالوسط الفني، تنبأ لها الكثيرون بمستقبل اخضر، وراهن آخرون على صوتها الذى وصف آنذاك بـ(المختلف)، فيما تسيدت (بحتّها) صالات الافراح في العاصمة، كيف لا، وهي تفرض اسمها بقوة، وتنافس بشراسة، متأبطة (دلوكتها) وبعض احلام اصطحبتها في (رحلة تحدي) مابين مدني والخرطوم.
قبل كل شئ، اعلم ان الكثيرون سيرفعون حاجب الدهشة وسيسألون سؤالاً واحداً مفاده: (هل تستحق فنانة دلوكة مثل إنصاف مدني إفساح هذه المساحة للحديث عنها).؟..ولهؤلا اقول، ان الصحافة الفنية إن لم تهتم بعرض (موهبة حقيقية) مثل موهبة انصاف مدني، فعليها ان تعترف بتقصيرها وبعدم قدرتها على اجتياز ضوابط امتحان المهنية الصارم.
سؤال…مالذى يعيب انصاف مدني حتى نبخل عليها بمساحة مقال كامل..؟..على الاقل من اجل رد الجميل لها وهي تحافظ على (اغنيات الدلوكة) من الاندثار، وتعمل على اعادة ذلك التراث السوداني من جديد ليتصدر إهتمامات الناس، وتتعرف عليه الاجيال الجديدة كذلك بشكل جديد وبرؤية مختلفة تماماً.
افراد المساحة للحديث عن إنصاف مدني و(دلوكتها)، افضل بكثير من افراد ذات المساحة للحديث عن (مغنواتية الفشل الذريع) والذين صاروا اليوم داخل الساحة اكثر من (الهم على القلب)، والحديث عن انصاف كذلك، هو حديث مهم وضروري، خصوصاً في ظل الظروف الصعبة التى تعيش فيها.
نعم، تعيش انصاف اصعب ايام حياتها، وبالرغم من ذلك، لاتستلم، تجدها ترسم (ابتسامتها العريضة) في وجوه الكل، برغم آلامها ومعاناتها، وتجدها تغني و(ترقص)-بطريقتها المعهودة-حتى انك تظن انها لاتحمل من هموم الدنيا مثقال ذرة.
كلنا نخطئ، وكلنا نقع احياناً في (المحظور)، لكن مايميز بعضنا عن البعض، هو القدرة على الاحتمال والقدرة كذلك على الوقوف والصمود، وذلك مافعلته انصاف وهي تتحدى كل الظروف وتقرر مواصلة مشوارها الفني بصبر وبإجتهاد، وهذا مايميزها عن سائر المطربات.
جدعة:
شاهدت جزء من حلقة انصاف بقناة النيل الازرق خلال الاسبوع الماضي، وكنت سعيداً بعودة تلك المطربة التى منحها جمهورها لقب (الملكة)، وهي تستحق ذلك اللقب عن جدارة.
شربكة أخيرة:
عزيزتي إنصاف…فعلاً…(المابكتلك بقويك).!