صلاح حبيب

“الصادق” أعلن العودة.. فمتى يعلنها “الميرغني”؟!


الإمام “الصادق المهدي” إمام حزب الأمة والأنصار أعلن عبر ندوة أقامها حزبه بدار الخليفة بأم درمان بمناسبة الذكرى (51) لثورة أكتوبر 1964م، أن منتصف نوفمبر الجاري سيكون موعداً لوصوله الخرطوم، فلا ندري هل يقصد يوم 15 أم 17 نوفمبر يوم انقلاب “عبود” في عام 1958م وهو أيضاً حدث تاريخي للأمة السودانية، والإمام “الصادق” دائماً يربط نفسه بالأحداث، وعودته في هذا التاريخ إذا تمت ستكون فعلاً حدثاً تاريخياً يتم تأريخه. وقال الإمام إن بقاءه أو أسباب بقائه قد انتفت تماماً ولا ندري ما الذي فعله طوال الفترة الماضية حتى تكون الأسباب قد انتفت، هل عادت كل الحركات المسلحة داخل الوطن للمشاركة في عملية الحوار الوطني؟؟ هل أقنع الإدارة الأمريكية برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب؟؟ هل ساعد في حل الأزمة الاقتصادية الطاحنة بالبلاد وهو بالخارج؟؟ هل ساهم في تدفق الدقيق والبترول والقمح وكل ما يحتاج له المواطن السوداني من مأكل ومشرب وملبس؟!
خروج الإمام بسبب غبن سياسي بينه وأعضاء المؤتمر الوطني، ولم يكن هناك سبب آخر حتى يصبح بقاؤه ووجوده بالخارج قد انتهى، وقرر العودة مرة أخرى. وخروجه أصلاً لا داعي له من أساسه، وكان من المفترض أن يبقى داخل السودان ينافح ويكافح المؤتمر الوطني حتى يصل إلى ما يصبو إليه، فحزب الأمة والأنصار قوة ضاربة في الأرض ومهما تقسم الحزب إلى أشلاء أو أجزاء متفرقة فالأصل موجود، لذلك وجوده بالداخل أفيد وأنفع لحزبه وللوطن بدلاً عن تلك البهدلة، وهو في هذه السن التي يحتاج فيها إلى رعاية، فمن بلغ الستين يحتاج إلى رعاية فما بال من بلغ الثمانين.. المكابرة لا تجدي سيدي الإمام.. ويفترض أن يسلم الراية لمن يخلفه في الحزب حتى يظل الحزب موجوداً في الساحة وليس كما هو الآن منشطر إلى عدة أجزاء.. ولو كان الإمام في عمر غير الذي عليه لا أظن أن الحزب كان قد انقسم أو صار إلى ما صار إليه.
نوفمبر قريب ومنتصفه أقرب، ونأمل أن يكون الإمام صادق الوعد.. وإذا كان الإمام قرر العودة، فما هو حال خصمه مولانا “محمد عثمان الميرغني” الذي تحدث عن العودة كثيراً، فهل سيحدد هو أيضاً تاريخاً لعودته كما حدده الإمام؟؟ لا أدري لماذا ساستنا متشبثون بالمناصب لآخر لحظة من عمرهم؟ لماذا لم يفسحوا المجال لغيرهم ليكونوا خير خلف لخير سلف؟ لماذا لا يكونون أمينين مع أنفسهم ومع شعبهم ومع مريديهم وأحبابهم؟ لماذا المراوغة والخروج والعودة بدون أسباب؟ لماذا مولانا دائماً يمسك العصا من “النُص”؟ لماذا لا تكون السياسة عنده يا أبيض يا أسود؟ لماذا لا يكون واضحاً.. إما معارض معارضة كاملة وإما مشارك في الحكومة مشاركة كاملة؟ هل سنسمع خلال اليومين القادمين تاريخاً لـ”الميرغني” بعودته كما فعل الإمام “الصادق”؟!