حوارات ولقاءات

مذيع التلفزيون القومي مصطفى الشيخ: أنا المذيع الوحيد في العالم الـ(بيتهم ما فيه تلفزيون) !!


المذيع مصطفى أحمد الشيخ شاب طموح مثابر، لم يكن الطريق أمامه مفروشا بالورد كغيره من المذيعين الذين تخرجوا في كليات الإعلام المختلفة، فارق قريته الصغيرة السوكي الصادقاب بولاية القضارف، بعد أن اكمل دراسة الأساس بمدرستها ارسله والده الى الدراسة مع احد اقاربه في مدينة القضارف لعدم توافر مدرسة ثانوية بقريته السوكي الصادقاب، تفوق في إمتحانات الشهادة السودانية وتم قبوله بجامعة ام درمان الاسلامية، كلية الإعلام قسم “الاذاعة والتلفزيون” وتخرج فيها ليلتحق بالاذاعة الطبية ومنها إلى التلفزيون القومي.. (الرأي العام) جلست إليه في حوار حمل طابع الدهشة و الغرابة، كشف فيه عن حجم المعاناة التي واجهته منذ الصغر.

بدأية أستاذ مصطفى نريد أن نتعرف عليك عن قرب؟
مصطفى أحمد محمد الشيخ، من ولاية القضارف، قرية السوكي الصادقاب، درست بها مرحلة الأساس ومن ثم انتقلت الى المدرسة القديمة الثانوية بالقضارف ومنها الى كلية الاعلام بالجامعة الإسلامية؛ اعمل بالتلفزيون القومي، مقدم اخبار، وأسكن أركويت.
وماذا عن دخولك للتلفزيون القومي؟
دخولي للتلفزيون القومي كان عن طريق المعاينة، حيث كنت اعمل في الاذاعة الطبية بعد تخرجي في كلية الاعلام قسم الاذاعة والتلفزيون، تم اختياري على طول منذ المعاينات الأولى.
ذكرت أنك كنت تعمل في الاذاعة الطبية هذا يصعب من مهتك في التلفزيون؟
أكبر مشكلة واجهتني في بدايتي الوقوف أمام الكاميرا، حيث شعرت برهبة كبيرة، ولكن استطعت التغلب عليها، ولكن كما قال” الاستاذ الهادي حسن طه لم تفارقني حمى البدايات.
وبمن تأثر مصطفى من المذيعين.. ومن وقف بجانبك في البدايات؟
تأثرت بعدد من المذيعين ولهم مني التحية وأخص منهم أستاذي الطيب قسم السيد، وكل المذيعين في بلادي وخارجها ننهل من تجاربهم وخبراتهم أينما التقيت بهم تكسب ولكل بحره الخاص .. اما من وقف بجانبي في بدايتي الاستاذ ياسر عبد الماجد كبير المذيعين بالتلفزيون القومي وكان له فضل كبير في تعييني بالتلفزيون.
ولكن التلفزيون القومي فقد بريقه ومتابعيه ما تعليقك ؟
تلفزيون السودان كالذهب لا يصدأ ؛ والتلفزيون يعد مدرسة لكل إعلامي .. نسبة المشاهدة لها معايير ودراسات وهذا صعب البت فيه.
كيف تنظر للتلفزيون القومي في ظل شح الإمكانيات المادية؟
نجاح الإعلام يتطلب مالاً والجهد البشري يحتاج كل سبل الراحة الذهنية والمعنوية وفعلاً لايكفي وخصوصاً المعادلة الاقتصادية صعبة، ولكن رغم ذلك التلفزيون يقدم خدمة جيدة لجماهيره.
القنوات الفضائية تبحث عن المذيع الشامل ألا تعتقد أن تقديم الاخبار يمكن أن ينقص من رصيدك كمذيع؟
بكل تأكيد لذلك يجب على كل إعلامي أن يكون شاملاً، واسمه الصحفي، ويقدم الأخبار والبرامج بمختلف قوالبها، ولا اعتقد أن الأخبار يمكن أن تخصم مني لانها تحتاج لبصمة الصوت والحضور وكاريزما المقدم والأهم فيها إتقان اللغة وهذا أساس مذيع الأخبار، ومذيع الأخبار يمكن أن ينجح في البرامج.
المذيع السوداني متهم بأنه غير مثقف ما رأيك ؟
هذا الحديث غير صحيح .. لان نجاح القنوات العالمية العربية منها والأوروبية نتاج للإعلامي السوداني وقناة الجزيرة والبي بي سي دليل على أن السوداني مثقف وناجح دعك من المذيع، بل في كل المجالات إن توافرت بيئة العمل …. مع ذلك لايعفيه من الإجتهاد والإخلاص والعمل بمهنية عالية والمواكبة.
برأيك ماذا ينقص الإعلامي السوداني ؟
الإعلامي السوداني غيث حيثما حل نفع..ينقصه فقط أن يجد الإهتمام والرعاية من المؤسسة التي ينتمي إليها وتوفر له الإمكانيات لأنه مبدع أساساً.
دعنا ننتقل إلى جانب آخر ، ذكرت في بداية حديثك أن قريتك لايوجد بها تلفزيون؟
هذا الحديث عين الحقيقة، ومازالت قريتنا تعاني من ظلام دامس، ولا يوجد في بيتنا تلفزيون.
ومن اخبرك بان هنالك وسيلة اعلامية اسمها التلفزيون؟
ضحك وقال” في الأول كنا نسمع بها ولم نشاهدها الا بعد ان سافرت للعاصمة القضارف، ولكن رغم ذلك اخترت الدخول لعالم الاعلام لاصبح مذيعا.
طيب ناس الحلة اذا دايرين يشوفوا ولدهم مصطفى بعملوا شنو؟
مرات بقوموا يشغلوا (المولدات الكهربائية)، واحيانا كثيرة يروني أولاد حلتنا الفي العاصمة، واحيانا اهلنا المغتربين يتصلوا على الحاجة يقولوا ليها الليلة شفنا مصطفى في التلفزيون.
بكل تأكيد تكون واجهت مواقف طريفة من قبل زملائك في التلفزيون القومي؟
نعم .. وعلى ما اذكر تمت استضافتي في فترة مفتوحة بالتلفزيون القومي على الهواء بمناسة عيد الام كان المحاور فيها مصعب محمود وطلب مني ان ارسل تحية للوالدة فقلت ارسل تحياتي للوالدة رغم انني اعلم انها لا تراني لان قريتنا لا يوجد بها تلفزيون، فضحكوا جميعا وضحكت معهم، وبعد أن سمع اهل الحلة بذلك الحديث قالوا لي فضحتنا فقلت لهم هذا الحديث في صالحكم يمكن ان يسمعه أحد المسئولين ويقوم بحلها.
ولماذا أنت لم تقم بمبادرة لانارة قريتكم؟
قمت من قبل بعمل مبادرة لانارة القرية لكنها لم تكلل بالنجاح وعبر صحيفة (الرأي العام)، ارسل نداء عاجلا للمسئولين في الدولة و والي ولاية القضارف بانارة قرية السوكي الصادقاب.
ختاما ماذا أنت قائل؟
تحية لكل ممسك بقلمه لخدمة الناس في الصحافة السودانية ..ولصحيفتكم (الرأي العام) كل الاحترام و دوماً في تقدم.

حوار: علاء الدين موسى
الرأي العام