طب وصحة

صدفة بحثية تقود إلى اكتشاف علاج يقضي على سرطان الدم


تتسابق كبرى شركات الدواء لإطلاق ما يمكن أن يصبح أكثر العلاجات فاعلية للوكيميا وأنواع سرطان الدم الأخرى والمعضلة التي تواجه تلك الشركات هو كيف تجعل هذا العلاج متاحا على نطاق واسع وأن تكون تكلفته متناسبة مع ما يحققه من فائدة.
وتقوم فكرة فريق البحث الذي عمل على التوصل إلى العلاج الجديد على إيجاد طريقة يمكن من خلالها تسليح الخلايا بحيث تكون قادرة على قتل الخلايا المسرطنة الأخرى.

ويعرف العلاج الجديد باسم خلايا “كار تي” ويقوم على استخراج خلايا تي أو التائية من الجهاز المناعي للمريض وإدخال تعديل عليها لشحذ قدرتها على رصد وقتل الخلايا ثم حقنها في المريض مرة أخرى.

وفي مرحلة مبكرة من التجارب الإكلينيكية تمكن العلاج من القضاء على أي أثر للوكيميا والليمفوما فيما تراوح بين 40 و90 في المئة من المرضى الذين لم تكن أمامهم أي خيارت أخرى.

ويتوقع خبراء الصناعة أن يصل علاج خلايا كار تي إلى الأسواق عام 2017 وأن يصل ثمنه إلى 450 ألف دولار إذا جاءت النتائج جيدة في تجارب على أوسع نطاق. هذه التكلفة هي لعلاج يؤخذ مرة واحدة وبعدها تختفي آثار السرطان ولا يحتاج المريض إلى العلاج مرة أخرى.

جيمس فيريرا: علاجات خلايا كار تي واحدة من أعظم ما تحقق في علاج السرطان
واكتشاف العلاج المحتمل كان من قبيل الصدفة، إذ كان فريق البحث يعمل في الأساس على إنتاج علاج للتعامل مع خلايا مناعية معينة حينما اكتشف تأثيرا غير متوقع للأجسام المضادة التي تمكن من تطويرها على الخلايا النخاعية، التي عادة ما يستهدفها المرض.

وبدأ الفريق في البحث عن إنتاج أجسام مضادة يكون باستطاعتها تنشيط مستقبلات النمو في خلايا نخاع العظام غير الناضجة.

وبعدما توصلوا إليها، وجد الباحثون أن الأجسام المضادة الجديدة لها تأثير غير متوقع على الخلايا النخاعية غير الناضجة، التي لم تبدأ في التحول إلى خلايا ناضجة وحسب، ولكنها فقدت أيضا خصائصها وتحولت بعض هذه الخلايا إلى خلايا أخرى، منها خلايا عصبية.

وحينها طرح سؤال مفاجئ نفسه على فريق البحث: هل تصبح هذه الطريقة الجديدة قادرة على تحويل الخلايا النخاعية المسرطنة (الخلايا المصابة باللوكيميا) إلى خلايا غير مسرطنة؟

ويقول الدكتور جيمس فيريرا رئيس قسم أبحاث سرطان الدم بمستشفى ماونت سيناي بنيويورك “علاجات خلايا كار تي واحدة من أعظم ما تحقق من تقدم في علاج السرطان منذ عشرات السنين”، ويعتقد أنها يمكن أن تصبح من العلاجات الأساسية التي تقدم في إطار الرعاية الصحية لنحو عشرة آلاف مريض أميركي استنفدوا كل خيارات العلاج الأخرى المتاحة.

وقال “مع مرضى لم يستجيبوا لأكثر العلاجات التي لدينا فعالية ومنها زرع النخاع الشوكي اختفت اللوكيميا تماما في ما يبدو”.لكن عملية الإنتاج تستغرق أسبوعين بالنسبة لكل مريض وهو ما يشكل تحديا يتمثل في توفير علاجات فردية بحتة لعدد كبير من المرضى.

وتعتزم شركة نوفارتيس للمستحضرات الدوائية – التي تتخذ من سويسرا مقرا لها وتملك بالفعل مصنعا في نيوجيرزي لإنتاج الخلايا التائية لتجاربها الإكلينيكية، أن تطلب العام المقبل من الجهات المختصة الموافقة على استخدام سي.تي.ال019 لعلاج اللوكيميا الليمفاوية (ايه.ال.ال) وهو سرطان ينجم عن انتشار خارج نطاق السيطرة لخلايا دم بيضاء غير مكتملة النمو، ويؤدي إلى الوفاة خلال عام من اكتشافه.

ويشخص نحو 6 آلاف أميركي بالمرض سنويا 60 في المئة منهم أعمارهم أقل من 20 عاما.

جريدة البشاير


تعليق واحد