المثنى احمد سعيد

ابو القنفذ يلقى حظه من الشائعات


سلسة يوميات عائد للوطن اجبرت على التوقف ، بعاصفة الهبل الذي يتعاطاه الجمهور السوداني ، وكان لابد من التوقف واللحاق بركب الاحداث ، هالني وافزعني ما اسمع واقرأ ، ان كان في النت او في الوسائط المتنقلة ,,
حمى ما يسمى بابي القنفذ وسره الباتع في علاج السرطان، هذا المرض الخبيث عافاني واياكم منه الله .. هذا المرض الذي دوخ مختبرات الشرق والغرب في الوصل للتعرف على نوع الفيروس الذي يسببه ، او كيف يكون كامنا في الجسم لسنوات ويكون متعبا بمجرد اكتشافه واعلام المريض ..اكتشف اهلنا ان ابي القنفذ هو طوق النجاة
الان في بلادي والتي تلتهمها فوضى الاعلام وترزح تحت فوضى الطمع والجشع والغش اتى اناس بتقليعة يكتسبون من خلفها ملايين الجنيهات ومن منَ انها من الغلابة المساكين الذين لايقدرون على مصاريف العلاج لمثل هذه الامراض او السفر لدول اخرى ، وحتى الدول تعجز عن علاجهم لتكلفته الباهظة .
شيء محيّر ويجعلك تغرق في التفكير الى اذنيك لم اصبحنا هكذا بعد ان كنا في مصاف الشعوب الاكثر وعيا وثقافة ، ماذا جرى لإنسان السودان واصبح مجرد كذبة او اشاعة ان تغير مسار حياته ، بل وتتطور وتكون مكسبا لعشرات المخادعون الذين لايتورعون في مكسبهم لا خلقا ولا دينا ولو كان في موت البعض ..
هناك ابحاث نعم جرت على هذا الحيوان المسكين الذي بدت حملة ابادته من السودان لدخوله دائرة الطمع والجشع جرت ابحاث علمية ولكن لم تعلن عنه أي فوائد بالمعنى الصحيح او العلمي .. وكل الذي يدور هو ارتكاز على احاديث بعض الشعوب كما في فلسطين والاردن والمغرب .. وهناك شعوبيأكلونه كما يؤكل الضب عند الخليجين او الجرابيع في مناطق الصحراء الكبرى.. وهذه ليست بالجديدة
هناك شعوب وقبائل تعيش على مختلف نتاج الطبيعة ويأكلون انواع شتى من الحشائش والحيوانات ولكن مع ذلك نجدهم يصابون بالأمراض.. لم لا يفكر الشخص ان هؤلاء البشر يصابون بالأمراض التي يدعي مروجي الاشاعة بعلاجها انها طعامهم واكلهم ومنها ما يكون منه كساء ومع ذلك يصابون بهذه الامراض ..
اتضح ان البعض يستغل مجرد انه وجد خبرا بسيطا عن دراسة علمية عن مدى الاستفادة الصحية من عشبة او حيوان وينشرها ويعزز بها تضليله للناس .. ويجعل منها مكسبا
ليت الحال يتوقف انه علاج للأمراض بل يتحول لأشياء نفسية وعقائدية ومنهم من يسوق قصص غريبة من الاديان ويضرب الامثلة . ويكون الامر كارثي او بمثابة ظاهرة تلهي المجتمع والاعلام لفترة ما .. الان ابي القنفذ متهم بعلاج الامراض وتحول لشيخ يفك بورة البنات ، بل ويساعد على نمو الشعر ، ويقوي الرجل للإنجاب ولا عجب اذا قيل انه يجلب الحظ او يكون سببا في الحصول على الخلفة ..والثروة الطائلة
السودان تحول لدولة اللامبالاة واللامسوؤلية لافي القول ولا في العمل وانما اصبح دولة تتلاعب بها اهواء اناس معينون كل صباح لا ينضب معينهم من خلق وترويج الاكاذيب التي يتكسبون منها .وينقلون المجتمع من كذبة الى كذبة
و مع انتشار حلقات القران والوعظ تضاعفت جلسات السحر وتضاعف عدد زوار المشعوذين والدجالين لعنة الله عليهم .. المصيبة ان هناك تطورا في مرتادي مثل هؤلاء وتنوعت الفئات من متعلمين وثقافيين ولا ننسى الخبر الذي نشر قبلفترة ان مذيعة مشهور شوهدت وهي تخرج من احد البيوت المشبوه بالشعوذة والدجل ..اذن لا عتب على العامة اذا كان هذا هو تفكير المثقفون والاعلاميون الذين يغذون الشعب بالثقافة
تفنن الناس في خداع الغير وان لم تكن من اصحاب الحصافة والتوكل على الله فتأكد انك ستكون ضحية تلاعب او غش على عينك يا تاجر وعلى قارعة الطريق العام ..
كان في الماضي الامر مقصورا على النساء ويلجأن لمثل هذا الممارسات في الخفاء ولا تكاد الواحدة ان تخبر حتى اختها . اما الان اصبح الرجال يسبقون النساء ، ورغم علمهم انه وهم ولكن يذهبون ويتبعون ضلال المضللين ظنا منهم انهم سيجلبون لهم السعادة ان كانت في الصحة او المال ..الان اصبح مخترعو النصب يقيمون مدارسا وكليات وجامعات ومراكز ابحاث فيالسودان وتنشر يوميا نتيجة بحث وتكون ذات اثر سريع في الانتشار والتجاوب من الغير وسبحان الله وكأنهم يعلمون النجاح فتجدهمقد اعدوا العدة والبضاعة اشكالا والوانا ومن كل جحر وتحت كل حجر .وبمجرد ان تسعى للحصول على ما ادعوه تجده جاهزا ومن ثم بعد ايام يصعبون عملية الحصول لتبرير رفع السعر .. او الدولة الغائبة اصلا بدأت تحاربهم وهي لا تهتم للأمر اصلا
ان ما يستهلكه الانسان السوداني في مضيعة الوقت وراء الخزعبلات والاوهام هو سبب ضياع الامة .. وغياب الوعي الثقافي والديني والصحي وكذلك سببا في كثير من المشاكل . وتفشي اشياء لاعلاقة لها لا بالدين ..او الصحة او المال
يا ليت يفوق اعلامنا ويعمل في الاتجاه الصحيح ويخرج من برامج الغرفة الواحدة والكاميرات المثبتة ليته يخرج ويحملون كاميراتهم ويسلطون الضوء على المظاهر السالبة والعادات السيئة وتثقيف الناس .. كل قنواتنا لاتنعرف كيف تشارك الجمهور الا في نكات السخف والهبل وعبط كاميرات خفية ..
اتحدى ان تتقدم قناة وتدفع لزيارة الشارع وتذيع مشاكل تلامس المواطن وتأخذ رايه بصراحة وتأتي بالمقابل من يصحح ..
ابكانا قبل فترة ذلك الفيديو الذي كان يتجول في ريف الخرطوم وهو شخصي ومجهود فردي وسال كل الذين قابلوه وخاصة النساء من هو نبينا فلم يعرفوه ولا واحدة منهن تعرف كيف تقرأ الفاتحة او انها تعرف الصلاة
والى اين انت ذاهبة يا بلد