مقالات متنوعة

محمد عبد القادر : (جرتق) و(حنّة) .. ياوزيرة التعليم العالي!!


ردود فعل كبيرة استقبلها بريد العمود بالأمس تعليقاً على مقال (الروووب.. ياوزيرة التعليم العالي) أكثرها من أولياء أمورمشفقين على مستقبل أبنائهم فى ظل تنامي كثير من الظواهر السالبة التى تحاصر الأسر السودانية.
أصبح التخريج (بزنس) له جهات ترعاه وتنفذه وتصرف عليه وتضاعفت فواتير الأسر وطالها بند التخريج المكلف جدّا حسب روايات أولياء أمور اضطرّوا للاستدانة أو اللجوء لأقاربهم المغتربين لتغطية نفقات التخريج.
لا نسعى بالضرورة لمصادرة حق شخصي فى التعبير عن فرحة الناس ولا مصادرة حريات الآخرين مثلما تفضل البعض فى سياق انتقاده او تعليقه على المقال، ولكنّا بالطبع نسعى لإكساب قيمة أكاديمية لطقوس التخرج خاصة التى تتم تحت لافتة جامعاتنا السودانية،لم نتطرّق فى المقال الى حق أي شخص فى الاحتفال داخل فندق او فى فناء منزله بالتخرّج ولكنا بالضرورة نتحدث عن حفلات تستضيفها أماكن عامة وتنعقد حفلاتها تحت لافتات محترمة معنية بالتعليم العالي والبحث العلمي.
لا أعتقد أن هناك عذراً حتى للروابط الإقليمية فى عدم التقيّد بضوابط أخلاقية فى تنظيم الكرنفالات على ان يتم هذا الأمر عبر جهة مختصة تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
بعض المداخلات كانت تبلغني أنني لم أستعرض فى مجمل ما كتبت الطقوس المتعلقة ب(حنة ) و(جرتق) الخريج ، وللأسف حتى التخريج الذى حضرته لطلاب كلية مرموقة تتبع لجامعة عريقة عرفت انه كان مسبوقاً ب(حنة) اشتعل فيها ال(دي جي) ومارس فيه الجميع الرقص على أنغام (أغاني الكتمات)، وقد زادني بعض الأخيار من الشعر بيتاً وهم يؤكدون ان هنالك طقوساً (جرتق) فى تخاريج الطلاب غير الزفّات التى تجوب الطرقات فى وضح النهار وتحدث كثيرا من الفوضى فى الطريق العام ويظهر فيها الخريجون وهم يجلسون على أبواب المركبات يمارسون اللهو والصياح و(الصفافير)، وكل هذا يحدث تحت مرأى ومسمع الجميع.
مسؤولية كبيرة تقع على عاتق جهات عديدة تصادق على إقامة مثل هذا العبث وفي مقدمتها الجامعات ووزارة التعليم العالي ،لابدّ من الانتباه الى خطورة الوضع وإلزام الجامعات والروابط الطلابية باحترام قداسة التعليم ورعاية القيم والسلوك القويم فى التعامل مع كرنفالات التخريج والقضاء على ظواهر (القيدومة والحنة والجرتق).
لسنا ضد الاحتفال بالتخرج بالتأكيد ولكنا مع تنزيهه من الظواهر السالبة واستصحاب قيمة المؤسسات الأكاديمية ووقار الشهادة العلمية فى تنظيم مثل هذه الاحتفالات،وعلى الوزارة تفعيل قرارها الصادر بضرورة ان لا تكون خارج أسوار الجامعات.
دعونا نتواضع على طريقة مُثلى نحرّر بها كرنفالات التخرج من طقوس الزواج، لابد من تجاوز واقع التفسّخ والفوضى التى تسود هذه الاحتفالات،بعيداً عن تجريمنا بمحاولة مصادرة حرية الناس.. لايجدر بنا الصمت على مثل مايحدث فى كرنفالات التخريج.
على وزارة التعليم العالي والقائمين على أمر الجامعات السودانية التعامل مع هذا الأمر باجراءات تضع حدّاً لهذه الفوضى ونعوّل كثيراً على دور أولياء الأمور والأسر السودانية فى مواجهة الظاهرة ولا حول ولا قوة إلا بالله.


تعليق واحد

  1. جزاك الله خيرآ يا محمد عبد القادر واضم صوتى لصوتك ولنعمل جميعآ للقضاء على الظواهر السالبة خاصة حفلات التخرج ولنجعل للتعليم فدسيته ولتقوم وزارة التربية والتعليم العالى بسؤليتها اتجاه هذه الظاهرة من حفلات التخريج بوضع القوانين المناسبة لذلك وتعمم على جميع الجامعات ويكون الاحتفال منظم بواسطة الجامعات وداخل حرم الجامعات . حتى نرفع من قدر العليم ونحفظ للخريج مكانته وتقديره .