أم وضاح

الدنيا “إيزي” يا عزيزي!!


لدي سؤال لو أني طرحته في واحدة من المسابقات لكان سؤال المليون بلا منازع، لأن إجابته ساهلة إلى درجة لا تصدق، لكن التفكر والتمعن في الإجابة نفسها لغز كبير من الصعب والعسير فك طلاسمه! والسؤال يا سادة يا كرام، وبعد الصلاة على النبي المصطفى، هو هل عندنا وزارة للثقافة، اتحادية كانت أو ولائية؟ وهل حكومات ولايات السودان المختلفة لها وزارات تحت هذا المسمى؟؟ الإجابة بكل سهولة نعم، عندنا وزارات للثقافة، وبالكوم، طيب انتظروا السؤال الأهم: هي ويني؟؟ الإجابة بالقطع هي اللغز الذي يحتاج لفكه، والشاهد أن بلداً بحكم تنوعه الثقافي وتمازج خيوط الهوية فيه حريٌ به أن يكون ملتقى للمهرجانات والفعاليات التي تتناقلها الفضائيات والوسائط بكثير من الدهشة وأكثر منها إعجاباً، لكن واقع الحال يقول إن هذه الوزارات بجيوشها التي تبدأ من الوزير ومكتبه ومستشاريه وموظفيه ومديري إدارته والقيامة الرابطة، جميعهم موظفون بلا مهام ولا أدوار ولا حتى انشغال بالهم الثقافي، الذي يفترض أن يكونوا أكثر حرصاً عليه وأكثر تفاعلاً به، لكن ما بلومهم لأنهم شغالين شغلة ما حقتم. وبدون أي حساسية دعوني أسأل ما علاقة “الطيب حسن بدوي” بالثقافة، وبقبائل الإبداع؟ والرجل ما عرفناه شاعراً ولا رساماً ولا مسرحياً ولا فناناً، لكنه قدر المبدعين أن يقودهم الساسة بدل أن يحدث العكس، رغم أن كثيراً من سياسيي هذا البلد أثبتوا فشلهم الذريع، بدلالة ما وصل إليه حال البلد الآن، ما قلنا أدوا المبدعين وزارة الخارجية أو الاستثمار أو المالية، لكن على الأقل أمنحوهم حق إدارة الشأن الذي يخصهم بدل هذه الغربة التي يعيشونها.
ودعوني اسأل، وبدون أي حساسية: ما علاقة “محمد يوسف الدقير” بالثقافة؟ ليصبح أمامها في ولاية جامعة وحاضنة لكل مكونات المجتمع السوداني،ـ والخرطوم الآن تنوم نوم العوافي بدون فعاليات، بلا مهرجانات بلا حراك يصبح أهلها على هم المعيشة، وينامون على فراغ الدواخل، التي تحتاج لمن يملأها فناً وإبداعاً وجمال!!
طيب السؤال المهم: إنتو مشكلتكم شنو؟ والسؤال موجه للأخوين الوزير الاتحادي والولائي: هل هي مشكلة ميزانيات؟ يعني البدوكم ليه يا دوب قدر المرتبات والمخصصات والنثريات؟؟ أم إن المشكلة هي مشكلة أفكار وخطط ترسم شكل الحراك الثقافي في البلد بأكملها؟؟ أم إنكم أصلاً غير مقتنعين بالدور الذي يمكن أن تلعبه الثقافة، في تشكيل نسيج المجتمع وبالتالي دمج مكوناته في بوتقة واحدة هي أسرع ألف مرة من حراك (أبو القدح) الذي يمارسه السياسيون، مؤتمرات، ومفاوضات، وطق حنك!! أم إن هذه الوزارة، وأقصد الثقافة، أصبحت مجرد تمامة عدد للترضيات الحزبية وموازنات قسمة السلطة والثروة؟.
في كل الأحوال الواقع يقول إن لدينا (دشليون) وزارة ثقافة، وليس لدينا ملمح يعضد ويبرر وجود هذا الكم الهائل من الوزراء!! بالمناسبة دي، الإخوة في وزارة الثقافة بالخرطوم، مسؤولين من الخير: ما هي نتائج مسابقة الطفل التي أعلنتم عنها، ثم فجأة لاذت الوزارة بالصمت ولم نسمع عنها جديداً؟ وما هي مخرجات مهرجان الثقافة والسياحة (حق) العام الماضي؟ الذي بدأ بـ(هيلمانة) ومؤتمر صحفي وانتهى وتبخر إلى لا شيء!! أخي وزير الثقافة الاتحادي “الطيب حسن بدوي”، جرب أن تجرد حساب عطائك في هذه الوزارة، قبل أن يجرده الآخرون، وكذا الحال للسيد “الدقير” الذي يبدو أنه يدير الثلاث وزارات بطريقة (الدنيا إيزي يا عزيزي)!!
كلمة عزيزة
لا أدري ما الذي (يغضب) البعض في استقالة معتمد الحصاحيصا من منصبه بسبب رغبته في الهجرة والعمل خارج البلد، والرجل منذ أن قدم استقالته أشبعه البعض تهكماً وسخرية، وبرأيي أن الرجل المحترم قد فعل ما لا يستطيع كثيرون فعله، وهو يقاوم إغراء السلطة والجاه والثروة، والرجل بحكم موقعه كمعتمد كان يمكنه أن يستثمر وظيفته كما فعل غيره لمكاسب شخصية، لا سيما وأن بين يديه ميزانية وعلاقات، يعرف بعضهم كيف يطوعها لمصلحته، لكن الرجل (رفس) كل هذه المغريات، وفضل أن يغترب ليكسب رزقه حلالاً ومن عرق جبينه.
فألف تحية للرجل الذي اشترى آخرته في زمن يشتري فيه البعض دنياهم بشوية تعاريف.
كلمة أعز
قطعاً إن عودة الإمام “الصادق المهدي” تمثل دفعة كبيرة لمساعي السلام والحوار الوطني، والحمد لله أن الرجل وبـ(عضمة) لسانه أكد أن عودته بعد قناعات توصل إليها تدحض أسباب وجوده بالخارج. بس إن شاء الله يكون ده آخر كلام يا “أبو عبد الرحمن”!!