تحقيقات وتقارير

لماذا فاز حزب العدالة والتنمية التركى بالانتخابات ؟


قبل شهيرات خمسة ظن العلمانيين المحتفلين وأعداء الشعوب ان شعبية حزب العدالة والتنمية في تركيا تراجعت في انتخابات يونيو الماضى واصفين ذلك التوهم بأنه حلقة من حلقات انهيار المشروع الإسلامي في المنطقة، وبعض الدول العربية و صفعة مدوية لرجب طيب أردوغان، ولكن فرحتهم لم تدم بعد الفوز الكاسح لحزب العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية التركية فى الاول من نوفمبر الجارى ، وحلت بهم الحسرة، والأسى.
فوز حزب العدالة والتنمية وللمرة الرابعة في الانتخابات البرلمانية هو أفضل رد على من يزعم بعجز الأحزاب والتيارات الإسلامية على إدارة الحكومات في بلادهم، ولقد كان للإنجازات التي حققتها الحكومات التركية المتعاقبة بقيادة حزب العدالة والتنمية خلال السنوات الماضية، أكبر الأثر في كسب تأييد الناخبين. النتائج تظهر زيادة هائلة قدرها أربعة ملايين صوت تقريبا لصالح حزب العدالة والتنمية مقارنة بالانتخابات السابقة، وهذه النتيجة قد تكون الأكبر في تاريخ الحزب. استعاد حزب العدالة والتنمية التركي أغلبيته المطلقة بعد الفوز الذي حققه في الانتخابات التشريعية المبكرة الأحد، مما سيمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده ويعيد البلاد إلى حكم الحزب الواحد. ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عودة حزب “العدالة والتنمية” في تركيا لحكم الحزب الواحد بعد الانتخابات العامة، بأنه تصويت للاستقرار ينبغي أن يحترمه العالم،
الفوز أدخل السرور والسعادة على قلوب مئات الملايين من العرب والمسلمين، فضلا عن سعادة الأتراك أنفسهم، في الوقت الذي أدخل الهم والغم على الكيان الصهيوني ومن يدور في فلكه.
فقد حصل الحزب بعد فرز جميع الأصوات تقريبا، على نسبة 49.4 في المئة، ليشغل 316 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 550 مقعدا. وحصل حزب الشعوب الديموقراطي المؤيد للأكراد الذي حقق فوزا كبيرا أدخله البرلمان في اقتراع يونيو الماضي، على 59 مقعدا، بعدما تمكن بفارق طفيف فقط من تجاوز العتبة التي تسمح له بالتمثل في البرلمان وهي 10.7 في المئة.
من مكاسب ودروس فوز العدالة والتنمية إشارة واضحة على أن الشعوب الإسلامية لو ترك لها الخيار الحر فلن تقدم أحدا في اختيارها على الأحزاب الإسلامية المعتدلة.لانه يُعتبر نصرة ودعما لقضايا المسلمين في العالم وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والسورية، وتاريخ الحزب يشهد بوقوفهم مع المسلمين المضطهدين في شتى بقاع الأرض.
لذلك هو فوز تحتاجه حقيقة الأمة الإسلامية ليكون حزبا حاكما يقف في وجه الصلف الإسرائيلي ومخططاته، التي تسعى إلى تهويد القدس وتقسيم الأقصى والهيمنة على المنطقة.
في فوز حزب العدالة درس في كيفية التعامل مع الإخفاقات، و بعد نتائج الانتخابات السابقة والتي نزلت فيها نسبة المؤيدين له قام بمراجعات سريعة، واتخذ قرارات مهمة ساهمت في حصوله على هذه النسبة العالية من الأصوات، التي تصل إلى نصف نسبة المصوّتين إلا قليلا .
لقد تعلمنا من حزب العدالة والتنمية خصوصا في الانتخابات قبل الأخيرة درسا في كيفية قبول نتائج الانتخابات وإن جاءت بخلاف ما نُحب، وهذا ما أعطى تقديرا واحتراما للحزب في قلوب الشعب التركي، انعكست على ارتفاع نسبة المصوتين له في آخر انتخابات.
ردود الفعل الدولية تباينت بين الفرح والانكسار فعلى الصعيد الاسلامى والعربى عبرت العديد من الاراء عن سرور بالغ تجاه الفوز المحقق , فقد هنأ رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء أحمد داود أوغلو، بنجاح الانتخابات البرلمانية التركية.
ومن جهتها اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي على لسان القيادي محمد الهندي أن نتائج الانتخابات التركية تعتبر “خيبة أمل لكل من راهن على عدم الاستقرار في تركيا”، وأعرب عن أمله في أن “تشكل تركيا حكومة جديدة تحفظ استقرارها وتحميها من المكائد التي تعصف بالمنطقة”.

واعلاميا ذكرت صحيفة (الرياض) السعودية إن حزب العدالة والتنمية “عاد من بوابة الاستقرار على وقع الحرب على الإرهاب التي ينفذها الجيش التركي الذي يشن هجوماً مزدوجاً على تنظيم ‘داعش’ و’حزب العمال الكردستاني’ “.
مضيفة بأن حزب العدالة استفاد من حالة التخبط والانشقاقات التي تعتري الأحزاب المنافسة”. كما أشادت الصحيفة بـ”المنجز الاقتصادي والتنموي الذي حققه حزب العدالة” قائلة إن: “الخوف من خسارة هذا المنجز دفع الناخب التركي للذهاب للتصويت لصالح الحزب”.
وأشارت افتتاحية “الراية” القطرية إلى أن “هذا الفوز المريح يعني أن حزب العدالة والتنمية قد راجع وصحح بعض الأخطاء التي صاحبت حملته الدعائية في الانتخابات البرلمانية يونيو الماضي، واستطاع إقناع الناخب التركي ببرنامجه الجديد للمرحلة القادمة”.
وأضافت أنه ربما يكون الشعب أراد من تصويته للحزب “معاقبة أحزاب المعارضة على رفضها الشراكة السياسية مع حزب العدالة والتنمية”، مؤكدة أن الفوز يرجع “لإنجازات الحزب التي لا تحصى خلال الفترة الماضية من توليه الحكم على كافة الصعد السياسية والاجتماعية والاقتصادية وحتى على الصعيد الدولي أيضاً”.
كما كتب حمود الحطاب في “السياسة” الكويتية قائلاً إن “حزب العدالة والتنمية يتمتع بالعدالة وحقق لتركيا تنمية لم تشهد مثلها الدول من قبل”.
وفند فهمي هويدي في “الشروق” المصرية أسباب فوز العدالة والتنمية إذ قال: “الحزب المحافظ الذي تشكل في عام 2000 يعبر عن الهوية الأصيلة للشعب التركي. الأمر الذي وفر له قاعدة واسعة وصلبة من التأييد … الإنجاز والاستقرار الذي تحقق خلال الثلاثة عشر عاما الأخيرة كان رصيدا جيدا عزز من مكانة حزب العدالة والتنمية”.
وعلى المستوى الدولى عامة غطت الصحف الامريكية فوز حزب العدالة والتنمية باغلبية المقاعد في البرلمان التركي في الانتخابات التركية التي جرت يوم الأحد الماضي واصفة النتيجة بـ “الفوز الكاسح” و “المفاجئ”. واعتبرت صحيفة واشنطن بوست “أنه يمثل انقلابا سياسيًا كبيرًا للرئيس رجب طيب أردوغان، الذي كان على رأس البلاد لمدة 13 عامًا، والآن يبدو من المرجح أن تزيد (الانتخابات) من ترسيخ حكمه”.
وذكرت وكالة الاسوشيتد برس “مع زيادة كبيرة (في الاصوات) استطاع القليلون من التنبأ بها، آتت مراهنة الحزب الحاكم (العدالة والتنمية) على انتخابات جديدة أكلها، فقد قام مؤيدو الحزب في مقريه باسطنبول وأنقرة بالتلويح بالاعلام في احتفالات صاخبة، حيث هتفت الحشود خارج منزل الرئيس إردوغان في اسطنبول “تركيا فخورة بك”. وذلك وفق وكالة الأناضول.
من جهتها اشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن “نطاق انتصار حزب العدالة والتنمية سيجعل السيد اردوغان الشخصية الرئيسية في المفاوضات مع قادة الولايات المتحدة وأوروبا الذين يريدون مساعدة تركيا لهم في الحرب ضد تنظيم (داعش) ، وأفواج اللاجئين الفارين من حروب المنطقة”.
فيما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن فوز العدالة والتنمية “مثل عودة انتخابية مذهلة”، مشيرة إلى أن “النصر، في الوقت نفسه، يبدو أنه سيؤهل الاستراتيجية الانتخابية للسيد إردوغان في التحول باتجاه أكثر قومية واتخاذ موقفاً أكثر تشدداً تجاه المسلحين الأكراد، جنوب شرقي البلاد حيث استؤنفت، في الأشهر الأخيرة، حرب كانت مندلعة منذ أمد طويل”.

كتب- سعيد الطيب
الخرطوم 4-11-2015م (سونا)


تعليق واحد

  1. سبحان الله ……. فروق عظيمة بين الزعيم التركي والسلطان رجب طيب اردوغان الرئيس الشرعي المنتخب
    رفعه الله شامخا فوق الثريا فأصبح نجما ساطعا يحبه كل انسان صادق مؤمن …..
    ستبقى خالدا بعظمة التاريخ يا اردوغان البطل ……

    امام الخائن السيسي الذي انقلب على سيده ورئيسه مرسي الزعيم فسيكون قذرا الى مزبلة التاريخ
    تحت الاوساخ خالدا في جهنم بحول الله وقوته ………

    مجرد رأي ولا ننسى نحن في زمن حرية الرأي والتعبير