أبشر الماحي الصائم

سبع صنائع والحظ ضائع


في أخبار الأمس أن عدد المغتربين السودانيين بالخارج بلغ خمسة ملايين مغترب، بمعنى أن من بين كل سبعة سودانيين هنالك سوداني خارج الوطن، فبينما ينزعج الكثيرون لهذا الرقم الكبير، ففي المقابل أنزع إلى النظر إلى التعامل مع هذا الواقع على مرارته، وذلك بتحويل هذه القوة الضاربة من المغتربين إلى قيمة وطنية مضافة، ذلك إذا ما أحسنَّا توظيفها والتعامل معها بمنهجية وصورة علمية. فالخبر نفسه، الذي أشار إلى الخمسة ملايين، قد ورد في سياق ارتفاع سعر صرف الدوﻻر مقابل الجنيه السوداني، على أن عائد تحويلات المغتربين ضعيف جداً مقارنة بحجمهم وأعدادهم المتزايدة !!.. وذلك ناتج بطبيعة الحال للفرق الكبير بين السعر الرسمي الذي تعتمده المصارف مقارنة مع السعر الموازي !
* فبدلاً من أن نقيم .. عليهم وعلينا.. “مأتماً وعويلا ” ونذهب في حالة بكاء على اللبن المسكوب، يستوجب علينا التعامل بمعقولية مع هذا الواقع المرير، فالقصة برمتها ناتجة عن تراجع الاقتصاد السوداني، وانسداد الرؤية والمستقبل أمام الأجيال الناشئة؛ ذلك مما يجعلهم يفرون زرافاتٍ ووحداناً ، فلماذا ﻻ نجعل المغتربين أنفسهم يسهمون في حل أزمة الاغتراب ، والحد من تزاحم السودانيين على المطارات ومنافذ الخروج عن الوطن.. كيف؟ !!
* فالهجرة والاغتراب ليست ظاهرة سودانية فحسب، بل هنالك كثير من الدول اضطرت إلى الاعتراف والإذعان بظاهرة الاغتراب، في ظل واقع اقتصادي داخلي مهزوم مأزوم، فذهبت هذه الدول إلى إعداد ما يشبه (خريجين للصادر)) !! . ومن ثم تقديم كل الخدمات والتسهيلات لهذا القطاع ليكون مكوناً اقتصادياً إيجابياً يسهم هو بدوره في التنمية والنهضة الاقتصادية المرجوة، ومن ثم يساعد على الاستقرار والحد من الهجرة في المستقبل !!
* أما نحن فيصلح لنا المثل الذي يقول “سبع صنائع والحظ ضائع”.. خمسة ملايين مغترب والنتيجة صفر كبير!!.. فبالله عليكم كيف نرجو من مغترب الإسهام في تنمية بلد ﻻ توفر له أبسط الخدمات، والأخبار التي سكبناها في أزمة (الجواز الإلكتروني) لم تجف دماء جراحاتها بعد!! كيف يسافر المغترب في المملكة العربية السعودية، علي سبيل مثال الجالية الأكبر ، من منطقته بأسرته إلى جدة والرياض ﻻستخراج وثيقة كان يمكن أن تُقدم له في مكان عمله، فيتخلفون عن العمل والمدارس ويستأجرون السيارات والشقق ويضربون أكباد الإبل!!.. كيف يساهم مغترب في تنمية بلده وتتضطر بعض الأسر لبيع حليها عند الميناء لتشتري كرت الصعود إلى الباخرة بمليون جنيه !!
* المغتربون يتمتعون بفطرة سليمة تجاه وطنهم لكننا نحن في المقابل، الذين “نسودهم أو نسودنهم ” !! على أن الإصلاح يبدأ بتفعيل المؤسسات التي تدير شؤونهم من قنصليات وجهاز مغتربين.. فلن يكون المغتربون “بقرة حلوب “ونحن نمسك بقرونها .. !! . ليس هذا كل ما هناك..
ولنا عودة بحول الله وقوته ..


تعليق واحد

  1. وبعد كل هذه السخانة بسواكن والنوم فوق أكوام (الوسخ) والاستعداد للسلخ صباحاً.. صاح أمين المغتربين بالبحر الاحمر – كما يحلو له أن يسمى – صاح في المؤتمر الذي حضرته العديد من الجهات ذات الصلة بأن الجهاز سوف يعمل على فتح مكتب بسواكن لتوزيع الماء المالح .