حوارات ولقاءات

حمد الريح: ما كنت أتخيل أن (تجوط المسألة) بهذه الطريقة لدرجة أي شخص يريد أن يصبح فناناً


ظل الفنان حمد الريح يشكل حضوراً طيباً في الكثير من المناسبات الرسمية والشعبية ولكن غيابه كان واضحاً من مسرح الأحداث الفنية الساخنة. الفنان الكبير التقته (آخر لحظة) في حوار الفن والسياسة والرياضة والذكريات، طرحت عليه حزمة من الأسئلة أجاب عليها بحضوره الأنيق وانفعالاته (جواباً وقراراً) حسب درجة السؤال، كان واضحاً وجريئاً كعادته وساخراً في أحيان كثيرة.. معاً نتابع ما قاله رئيس اتحاد الفنانين الأسبق:

٭ لماذا كل هذا الغياب في الفترة الأخيرة؟
– ظروف المرض هي التي حرمتني عن الظهور في الفترة الأخيرة وسافرت مؤخراً للاستشفاء في الرياض، وربما أغادر لها مرة أخرى في الأيام القادمة لمعاودة الطبيب، ولكن مع ذلك لم أغب عن الكثير من المناسبات.
٭ ولكنك سجلت غياباً تاماً عن الجمعية العمومية لاتحاد المهن الموسيقية؟
– لم أتابع أخبار الجمعية، لا من قريب ولا بعيد، ولم يخبرني بها أحد، وكما قلت لك ظروف المرض لم تتح لي متابعة كل الشأن الفني.
٭ ماذا تقول في الحوار الوطني الذي يجري هذه الأيام بالخرطوم؟
– أنا من أكثر المتفائلين بالحوار الوطني،لأن المشاركة ضمت كافة أطياف الشعب السوداني ولم تقف عند حد السياسيين، ولكن يجب أن يؤمن كل طرف بالآخر وألا يضع المتحاورون خطوطاً حمراء بينهم، وأن تقدم الأطراف مجتمعة بعض التنازلات من أجل أن يعود ذلك بالمصلحة للسودان.
٭ من وجهة نظرك لماذا دائماً تفشل مجالس الاتحاد؟
– هي لا تفشل بمعنى الفشل ولكن أغلب الفنانين لا يتفاعلون مع قضايا الاتحاد ويتهربون من دفع اشتراكاتهم وهذ يضعف الاتحاد مادياً وبالتالي لا يستطيع أن يقدم الكثير من المشاريع ولا حتى البرامج.
٭ وفترة رئاستك للاتحاد كيف تراها؟
– ليس أنا الذي أراها، ولكن اسألوا غيري.. كيف رأوها.. أنا راضٍ عنها وهي من وجهة نظري ناجحة جداً ويكفيني أنني عملت في مجالس الاتحاد أكثر من عشر سنوات حتى وصلت لمنصب الرئيس لعدة سنوات.
٭ ما هي الشروط التي يجب أن تتوفر في رئيس الاتحاد.. أم أن أي فنان يمكن أن يصبح رئيساً؟
– لا بد في الفنان الذي يرغب في أن يكون رئيساً لاتحاد الفنانين أن يكون محبوباً من الجميع وصاحب فكر وشخصية قوية ومؤمن بقضايا الفن.
٭ ماذا تقول في المجلس الجديد الذي جاء بالانتخاب لاتحاد المهن الموسيقية؟
– المجلس جديد ومن الصعب أن نحكم عليه، يجب أن يعطى فرصته، خاصة وأن له أعمالاً في الدورة السابقة يريد إكمالها، وأن المسؤولية التي على عاتقه ليست بالسهلة، وهذه فرصة أقول فيها للإخوة في اتحاد الفنانين حديثاً سبق أن قلته.. الفن مستهدف ولا بد من توحيد الجهود حتى نستطيع جميعاً أن نؤدي الرسالة.
٭ أستاذ حمد كيف ترى الساحة الفنية الآن؟
– الساحة (حالها يغني سؤالها)، وحقيقة ما كنت أتخيل أن (تجوط المسألة) بهذه الطريقة لدرجة أن أي شخص يريد أن يصبح فناناً.
٭ ومسؤولية من الذي يحدث؟
– مسؤولية جهات كثيرة، مجلس المهن الموسيقية ومجلس المصنفات واتحاد الفنانين والمجتمع.
٭ مجلس نقابة المهن الموسيقية والمسرحية قام بخطوة عملية وفتح بلاغات ضد الممارسين للمهنة دون الحصول على الرخصة؟
– بالتأكيد هي خطوة مهمة نحو ضبط الساحة الفنية، لأن الغناء أصبح مهنة لا مهنة له، وكثيرون دخلوا هذا الوسط دون أن يمتلكوا الموهبة أو لهم صلة بالغناء، وهذه الخطوة يجب أن تتبعها خطوات أخرى حتى تنضبط الساحة.
٭ لكن البعض يرى أن ذلك حرب على الفنانين الشباب بعد سحبهم البساط من تحت أقدام الكبار وكان يمكن أن تسبق هذه الخطوة لقاءات تنويرية لتوضيح ما يأتي بعد ذلك من خطوات؟
– أولاً.. لا يستطيع أحد أن يسحب البساط من تحت أقدام الفنانين الكبار لأن ما قدموه أصبح راسخاً في وجدان هذا الشعب وهو عطاء فني حقيقي وإرث سيظل خالداً لأجيال وأجيال، وما قام به الإخوة في مجلس النقابة ليس حرباً ومن يقولون ذلك يريدون الفوضى للساحة ويشجعون الشباب على ممارساتهم الفنية الخاطئة، بدلاً من أن يحثونهم على تطوير موهبتهم وتقديم أنفسهم للناس بكل الجدية وليس بالاعتماد على غناء الآخرين أو الغناء الهابط.
٭ ما رأيك في الأصوات الشبابية التي ظهرت مؤخراً بصورة جادة؟
– معظمهم أصحاب أصوات جيدة ويبشرون بمستقبل طيب للأغنية السودانية، فقط عليهم عدم الاستعجال.
٭ كيف يختار حمد الريح أغنياته؟
– أختار أغنياتي من الكلمات التي أحس أنها تلامس وجدان الناس، وما لا يعرفه كثيرون أنني عملت موظفاً في جامعة الخرطوم وتحديداً في مكتبتها لسنوات طويلة، وهذا أتاح لي الوصول إلى أغنيات كبيرة.
٭ مثل ماذا؟
– أغنية (اسكني يا جراح واسكتي يا شجون).
٭ هل تذكر أول أغنية قدمتها؟
– وهل يمكن أن أنسى ذلك.. هي أغنية يا مريا من كلمات الشاعر صلاح أحمد إبراهيم وألحاني.
٭ وما هو الجديد من أغنيات؟
– أرتب لتقديم أغنية وطنية جديدة من كلمات الشاعر التيجاني حاج موسى.
٭ هل تتابع أخبار الرياضة؟
– أتابعها باهتمام شديد.. وليس غريباً عليَ ذلك.. فقد كنت لاعب كرة قدم في فترة ما.
٭ حدثنا عن هذه الفترة؟
– كنت منذ صغري مولعاً بكرة القدم ومارستها في روابط الناشئين بتوتي وواصلت حتى الفريق الأول بتوتي ومنه انتقلت لفريق المريخ ومنه تم اختياري للعب في الفريق القومي (هكذا كان اسمه في السابق).
٭ وماذا كانت وظيفتك داخل الملعب؟
– كنت ألعب مهاجماً وكنت أتمتع بسرعة فائقة وقد زاملت فترة العصر الذهبي، حيث كان بالمريخ كمال عبد الوهاب وبالهلال جكسا وحتى بعد أن تركت اللعب أصبحت رئيساً لنادي توتي وعضواً في مجلس الشورى المريخي.
٭ ماذا بقي في ذاكرتك من الرياضة؟
– الرياضة ذكرياتها كثيرة، ولن أنسى الهدف الذي سجلته في فريق الهلال وأنا لاعب بالمريخ، بعد أن استفزني أحد صحفيي الهلال في (عموده) وكتب قائلاً هل هان الهلال لدرجة أن يحرز حمد الريح هدفاً في شباكه.. وكنت قبلها قد قلت لبعض زملائي في تمرين قبل المباراة إنني سأحرز هدفاً.
٭ ماذا تقول في الأزمة الرياضية الناشبة هذه الأيام وانسحاب الهلال من الدوري؟
– أسمع بعض الأخبار ولست ملماً بها كلها، ولكن القانون هو الفيصل في مثل هذه الأزمات، ونصيحتي للاتحاد العام والأندية أن تحتكم للقانون.
٭ هل تهتم بالرياضة العالمية وتتابع دورياتها؟
– «ما خالص» لكني أشجع ريال مدريد.
٭ أستاذ حمد.. ماذا تقول في ختام هذا اللقاء؟
– شكري وتقديري لصحيفة (آخر لحظة) التي تجد مني المتابعة وكل الاحترام.. وسعيد أن أطل عبرها بعد غياب.. شكراً لكم.

حوار: معاوية محمد علي : أخر لحظة


تعليق واحد

  1. والله كلامك صح يا ود الريح بقوا عاملين زي الفيشار لمن يختوا في النار حاله بطاله والمشكله بعض القنوات يعرضوا فيهم زي الحاجه المهمه الواحد يسئلوا يقعد يقول ليك والله انا بدايتي طبعا ابوي كان معترض لكن حبوبتي ساعدتني وهلمجرر !!