رأي ومقالات

ليلة القبض على أبو القنفد


اللوثة التي أصابت بعض (الملوثين) شفاهم الله ، هي من شاكلة لوثة الزئبق الأحمر ومكواة الحديد والتلفزيون القديم وفيروزة الحبوبات وكلها مؤشر على معدل الفقر والتطلع إلى الغنى السريع وبأي ثمن. فأبو القنفذ هو نفسه يصاب بالسرطان ولو كان عنده طريقة لكان عالج نفسه. والله يحاسب الذي أطلق هذه الاشاعة فشغل الخلق وأباد أبوالقنفذ الذي يتغذى بالحشرات وقد حافظ لنا على توازن بيئي وأظنه سيختل هذه الأيام ويؤدي إلى تكاثر أنواع من الحشرات نحن لا نعلمها – الله وحده يعلمها. (والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شئ موزون ) الحجر: 19.
قبل سنوات قابلني سوري في جدة وأراني ذكر تمساح وقال إنه اشتراه من السبلوقة ودفع فيه مليون جنيه بالقديم . وقال وهو مزهو بما تحصل عليه أن من باعه ذلك كان ممن يصطادون التماسيح بالقرب من السبلوقة وإنه قد أخبره أن من يرش شيئاً من حبات ذلك الذكر على طعامه يستطيع أن يمارس العملية الجنسية 6 مرات في الليلة الواحدة دون توقف Non-stop . فضحكت حتى بانت نواجذي التي أعض بها على مصالح ومقدرات تماسيحي. وقلت له :
– خاف الله يا رجل ، أقسم لك أن التمساح نفسه صاحب ذلك الشئ لا يمارس هذا العمل ستة مرات في العام. وأنا عندي في متحف السودان للتاريخ الطبيعي واحد ذكر وتمساحتان إثنتان . ولو حدث أنه قد جامع أياً منهما مرة في العام لعددنا ذلك عيداً لنا ولأحفادنا ولأمة التماسيح عامة.
وهكذا تنقرض الكائنات ويختل التوازن البيئي لأن هناك شخصاً مختل العقل قد أطلق شائعة مثل هذه.
قبل ثلاثة أعوام وصلت مدينة كوستي (الحب الأول لشلقامي ). قابلت شخصاً قال إنه ظل يبحث عني طويلاً وإن سبب زيارتي لكوستي هو إنه جبدني جبدة لم أجد معها فكاكاً… ولهذا جئت في الزمان والمكان المحددين. وسألته عن سبب تلك الجبدة التي جعلت كتفي يخرج من مكانه. قال:- الليلة يوم كم في الشهر العربي؟ قلت: ما أظني عارف يا ريتني لو كنت عارف.
قال: شوف الليلة يوم 15 في الشهر العربي .. يعني البدر إكتمل.. وأهو دا الزمن الأنا عايزك فيهو..وبدا لي حديثه كالألغاز..فقلت في ضيق: يا أخي ما تقول لي إنت عايز تقول شنو ؟فقال: بتعرف طبعاً أبو القتفد؟- قلت أيوا.
قال : بس خلاص.. أهو دلوقت الحكاية تمت .. إنت وأبو القتفد وبدر التمام.
قلت: دي فزورة ولا حجوة ولا غلوتية؟
قال: أصلو الحكاية أنا عايز بعدين آخدك لجبل قريب من هنا ونقعد أنا وإنت في حتة معينة … بعدين زي الساعة اطناشر شوكة بجي أبو القنفد طالع من تحت شجرة كدا وبقعد يفتش ويشمشم لحدي ما يلقى عشبة محددة هو بعرفها.. ويبتدي ياكل منها ويكبر لمن يبقى في حجم الطاقية الكبيرة.. بعدين نقوم نهجم عليهو ونقبضوا ونضبحوا (شخ).. لمن دمو يتصفى.. ونقوم نسلخوا في محلو وناخد الجلد بي شوكو ونرجع..
وأتساءل أنا بغباء.- طيب.. وبعدين؟
ويجيب الرجل:- بعدين نقوم ناخد الجلد وننشفوا فوق كورية لحدي ما يبقى زي الطاقية وأنا عندي شوية حاجات بعملها ليهو.. ولما ينشف.. بقوم بكتب عليهو كتابة وطلاسم أنا بعرفها.. وتكون المهمة انتهت..
– وطيب الحكاية دي كلها لشنو؟
قال- الحكاية يا سيد الأمنتي ليك – إنو بنكون عملنا طاقية الإخفاء.. وطاقية أبو القنفد دي أول ما تلبسها مافي زول تاني بشوفك..
– أيوا طيب ما تقول كدا.. وإنت عايز تتخفى ليه؟ عايز تكسر بنك؟
أجاب: ما أنا.. أنا أصلو الطاقية دي عايزها لأسامة بن لادن.. في ناس من ناس القاعدة قالوا لي نحنا عايزين ناخد الطاقية دي ونوديها لأسامة بن لادن عشان يلبسها ويمشي بيها البيت الأبيض مافي زول بشوفو ويجنن ليك بوش ويجضموا ويكلكلوا قدام كميرات التلفزيون لما يكورك.. وقالوا لي لو جبت الطاقية دي بنديك 10مليون دولار.وتساءلت:– طيب وأنا دخلي في القصة دي شنو؟ إنت كنت بتفتش لي ليك زمن؟
أجاب:- ما عشان إنت حتقبض أبو القنفد.. البقبضو منو؟ أنا شفتك كنت بتجيبوا في التلفزيون. ويمكن دا يكون شيطان .
– يا سلام وعايز كما تشوطني معاك..؟
تصور إشاعة زي دي تقضي على جميع أبوالقنفذ وبنات أم القنفذ. وللسودانيين حكاوي لا تنضب.

د. محمد عبدالله الريح


تعليق واحد