أبشر الماحي الصائم

الشريك .. مواسم العودة للنضال


ما إن أعلن عن الدعم السعودي السخي (1.7) مليار دوﻻر، لإنتاج المزيد من الطاقة الكهربائية المائية الرخيصة ـ بحسب الحكومة ـ وذلك بقيام مجموعة من السدود على نهر النيل، حتى خرج علينا ما يُسمى (باتحاد مناطق سد الشريك) ببيان شاهق يعلن فيه عزمه (جمع كل متأثري السدود) لمناهضة مشروعات (سدود الحكومة) !! وفي ما يلي بعض من فقرات البيان ..
” لم يكن مفاجئاً بأن تعلن الحكومة ودون سابق إنذار اتفاقها مع المملكة العربية السعودية لتمويل مشروعات سدود “الشريك وكجبار ودال” التي ستقلب الحياة رأساً على عقب في شمال السودان بأكمله. ومصدر عدم المفاجأة يأتي في أن مثل هذه القرارات الهوجاء سمة ملازمة لهذا النظام منذ قدومه للحكم في 1989 والتي بفضلها انهار اقتصاد البلاد، وتجري الآن محاولات إنقاذه على أنقاض حياة كاملة مكتملة الأركان ومنذ آلاف السنين في شمال السودان.”
وتعلم الحكومة أن مشروعات السدود المقترحة التي أقدمت على تنفيذها من قبل جوبهت بمقاومة شعبية شرسة أجبرت الحكومة على إيقاف العمل فيها وأصبحت دراسات في أضابير الأدراج الحكومية، وما استندنا عليها في مناهضتنا لسد الشريك البقاء على أرضنا ووفقاً لما كفلته لنا المواثيق الدولية ودستور البلاد، فالمقاومة لاتزال جذوتها متقدة (الأرض لا) قلناها من قبل ومازلنا على العهد. والحكومة التي ما فتئت تنهب ثروات المنطقة من الذهب عبر أكثر من ثلاث شركات كبيرة تعمل في المنطقة وتفرز سمومهما القاتلة هناك ويكتنف إنتاجها الغموض لطبيعتها الأمنية، تريد أن تأتينا بالقاضية ومسح المنطقة بالكامل من خارطة ولاية نهر النيل وإبعاد إنسانها إلى ضهاري و”ادي الحمار” لتنفرد بالإنتاج الذي نعلم أنه وفير لشركات الذهب، ونعلم كذلك أن ما في باطن الأرض التي نقطنها من هذا المعدن أكبر بكثير “… انتهى البيان …
* من المحرر.. ليس عيباً وﻻ جريمة أن ينهض أي كيان أهلي لمعارضة أي مشروع، وفق حيثيات علم المنطق والحساب، بتبيان أن مشروع سد الشريك، على سبيل مشروعات السدود، ضرره أكثر من نفعه !! .. على إن يتم ذلك عبر آليات حوارات حضارية يساهم فيها الجميع من النخب والجماهير .
* غير أن المقلق في هذا البيان انه ينم عن (منطق سياسي هتافي نضالي) !! كما لو إن جهة ما تود تصفية حسابات مع (النظام) !! وهو يفتأ يستخدم العبارة نفسها، غير أنه في فقرة أخرى يقول (يلجأ النظام إلى السدود لتدارك اقتصاده المنهار) .. وهذا ، في ما يبدو، ما لم يسمح به الاتحاد !! .. ذلك لدرجة التساؤل.. إن كان الهدف من معارضة السدود هو عدم السماح (للنظام) بإنقاذ اقتصاده المنهك !! .. فهل تعود بعض النخب السياسية التي فقدت موطئ أقدامها علي خشبة مسرح الأحداث ، هل تعود على متن مشروع السدود وهي ترفع على أسنة الرماح (مصلحة المواطنين) !!
* بطبيعة الحال ووفق هذه الحسابات السياسية، ستنهض ﻻ محالة في المقابل، (اتحادات وتحالفات حكومية).. فمن كان منكم بلا اتحاد فليرمها بحجر.. ومن ثم سيخرج المشروع من سياقه التنموي الاقتصادي إلى جدل سياسي بامتياز !!
* نحتاج، والحال هذه والتجاذب، إلى جبهة ثالثة تعتمد (الحوار والمنطق) كوسيلة حضارية لتخرج بمشروعات التنمية عموماً.. من (مأزقنا السياسي) إلى علم الرياضيات والمصلحة الوطنية العليا.. فلن يقوم هذا المشروع بتعليمات من (المؤتمر الوطني) مالم تكن مؤيدة بالمسوغات والمكتسبات، وفي المقابل لن يهزم المشروع بنضالات المعارضة ما لم تشفع بحيثيات مقنعة اقتصادية ليست سياسية..
وللحديث بقية.


تعليق واحد

  1. المشروع ياماسح الجوخ سيهزم ياذن الله لانه منذ البدايه بنى على نيه سيئه تسعى لظلم انسان هذه المنطقه التى لم تشهد اى اهتمام خكومى فى اى عهد من عهود الحكم السودانى……وما ان ظهرت تباشير الذهب ختى سال لعاب افاعى الانقاذ فاتت بشركات نهبت ولاتزال دون ان تنال المنطقه اى نصيب ولو النذر القليل…..ورغم ذلك كان حديث المواطن يرتكز على الخيار المحلى…الاان حكومتك يا ود الصائم تريدها فاضيه وما هماهم يطيروا الناس محل مايطيروا…..الظاهر طمنوكم ان اللذيذ تفاحا حارج الغمر….