مقالات متنوعة

عبدالعزيز الننقة : قلتها متعللاً الهروب من رؤية صديقي الشهيد ابو عبيده حسن الخليفه


ربما هو العيد الاكثر مشدوديةً في حياتك المشتركة والعيد ، منذ ان جمعتكم الايام والكائن المسمي العيد ، الاكثر مشدودية وانت تلاحقه وهو وتراً مشدود بين عدد من المدن (عطبره والخرطوم والبلد) من هنا 400 كيلو متر سفر ، وهناك 360 او تزيد أيضاً كيلو متر ، وبين هنا وهناك تزداد الكيلومترات وتنقص وانت مشدودٌ عبر الوتر تلاحق العيد المعلق المشدود .
وينتهي وتنتهي ملحقاته من إجازة ولحوم وخلافه غير ان مناسباته ومجاملاته الكثيرة تظل ربما فترةٍ اخري يلاحقها الناس ويقسمونها بين المهمة والاكثر أهميه ، وعبر الاكثر أهميةٌ هذه ركبت واحدةً من دواب مكتب ترحيلاتنا بالسوق الشعبي صباحاً لتنتهي بي رحلته في منزل ابن عمتنا علي الزاكي (علي عمتي) الذي ومن بركة علي هذا الرجل وعلي ذريته يحضر زواج كريمته ما يزيد عن الخمس او الاربع مأذون وأئمة مساجد ليس هذا فقط وانما حضورهم الجميل هذا بقيادة رئيس هيئة علماء السودان البروفيسر محمد عثمان صالح (مدير جامعة امدرمان الاسلامية الاسبق وعدد من المناصب الكبري) ، ومن روعة تلك الامسية ان كان الوكيل مأذون ومن القي الخطبة مأذوناً آخر ومن قام بإجراءات العقد وكذا الحضور النوعي المميز ، شهدناها وليلتنا ما بين الزومة وكريمة تظل ممدودةٌ حتي الثانية بعد منتصف الليل ويخبرونك ان مواعيد سفرك هي الثالثة ، بعد قليل سيأتيك الباص الذي حجزت عليه ، وترفضه ويكون السفر مقسماً بعد رفضك هذا ربما لأكثر من ثلاثة أجزاء .
وشروق شمس يومك تكون وانت من عجب داخل البيت الذي ظللت ترفض ولبضع سفرات دخوله ، ترفض ونفسك تجبرك ولا تستطيع وتحاول جرجرتها لمجرد المرور من أمامه وطالما الايام في دورانها المعهود يظل حبيبي وصديقي الشهيد ابو عبيده حسن الخليفة تمضي الايام بذكري وميقات رحيله عاماً بعد عام والحياة (صديقتي عند الذكريات) تحمل إلي ذكراه لا كل عام ككل الذكريات ولكنها تحملها الي وتحمله ربما كل يوم وعند كل واغلب تفاصيل واحداث الحياة العاديه ، أدخل المنزل الذي كانت لنا فيه الآف الاحداث والذكريات ، وأبيت واشرب شاي الصباح و.. ويفاجئني ان أجد أبو عبيده صغيراً لم يبلغ العام بعد ، الرجل في شهوره الاولي وبعد ذلك وعندما إسترجعت الامر تذكرت انه قبل ذلك بلغني خبر ان (هيثم حسن الخليفه جابولوا ولد و”الخبر” سموهوا ابو عبيده ـ علي الشهيد وتعجبت حينها وفرحت فرح شديد) هكذا جاءني الخبر ومن اكثر من شخص ولكني (حتي الامس) نسيت او تناسيت او تناسي عقلي الباطن (كله ربما) اذ اني وحتي جلوسي لشراب شاي الصباح (رفقة الخاله مني) لم يأتي في بالي ان في البيت (ابو عبيده) .
هو الرجل يظل يشغل البال والفكر حياً وميت ، ويظل صاحب النصيب الاكبر من انفعالاتي وهو كبير (دفعتي) وكذلك وهو صغير (اليوم ابن اخ يحمل الاسم) ، والصغير ربما أعادني ذاك الصباح لمربع الاحزان الاول او قريباً من ذلك ، ولم أره حتي لمجرد السلام ورؤية الصغير مولود نفس العام ولا حتي لرؤية صديقٍ مضي لربه وحمل هو اسمه ، (ابو عبيده) الشهيد لك وانت في الخالدين الاف الدعوات ومئات التمنيات بالعيشة الهنية الرغدة وانت في اعلي الجنان رفقة الشهداء والصديقين ، و انت (ابو عبيده) الصغير (مع التمنيات بان يباركك الله ويجعلك من البارين الصالحين النافعين الموفقين) .. حتماً بيننا الايام و (بجيهو مره تاني) كما قلت متعللاً الهروب ذاك الصباح و .. حتماً بيننا الايام و .. سنلتقي .

عمود : عبير وتعابير