مقالات متنوعة

حماد صالح : ردا على محفوظ بشرى


1. كتب صديقى وزميلى محفوظ بشرى مقالاً فى صوت الترا بعنوان (شباب فى جثث الاحزاب ) منتقداً بشدة أحزابنا التقليدية وطريقة تعاملها مع كوادرها الشبابية أى أن هذه الأحزاب تتعامل مع كوادرها حسب المثل السودانى (تأكلهم لحماً وترميهم عظماً) حيث قال فى مقدمة مقاله (ما الذي يفعله الشباب في السودان، داخل أروقة أحزاب تعبد تاريخها، وتحكمها عقول شائخة تهوِّم خارج زمنهم الآني، من دون أدنى فرصة ليتقدموا فيها إلى صفوف اتخاذ القرار دون وصاية؟)
2. يعلم زميلى محفوظ تمام العلم أن هذه الأحزاب تحت وطأة حكم دكتاتورى مستمر26عاماً وهو يفعل المستحيل ويبتكر أحدث الطرق لكبت هذه الأحزاب وشق صفوفها وتحطيمها وتحطيم قياداتها وكوادرها بكل ما أوتى من قوة فما ان يندمل لها جرح حتى يدمى آخر واذا أخذنا مثالاً حزب الامة القومى لأنه أكثر الأحزاب عقداً لمؤتمره العام ’ فكم مرة استطاع الحزب عقد مؤتمره العام فى سنوات الانقاذ وهل هذا كافياً لكى نصب جام غضبنا عليه كشباب طموحين ؟ اننى لا أشك أن حزب الامة القومى استفاد غاية الاستفادة من كوادره الطلابية فى الاستقطاب فكوادر مثل عصمت الدسيس وحسن سماعيل والتعايشى لن تتكرر فى المدى القريب على مستوى كل الأحزاب
3. مشكلة بعض الكوادر يصيبها نوع من تضخم الذات فتريد أن تصبح بين ليلة وضحاها فى قمة الهرم القيادى للحزب وهذا النوع عندما لا يجد مبتغاه يصب جام غضبه على الحزب وعلى المؤسسية فى الحزب بل على رئيس الحزب رغم أن الحزب هو السبب الرئيسى فى ظهور هذا الشخص الى السطح وفى أول اختبار لهذا النوع عندما تنتقده وتنتقد سلوكه ولو فى جملة افتراضية فقط تجده يثور ويمور ويرغي ويزبد ويستنكر ويري نفسه فوق الانتقاد وأذكر عندما انتقدت أحد هذه الأنواع وكانت انثى وأول ما فعلته حظرتنى من صفحتها الشخصية وكتبت على صفحتها كلام يخجل منه طالب الأساس وتأكد لى أنها فى طور ما قبل المراهقة السياسية وندمت على مراودتى لقاصر سياسياً وأما من ناحية فكرية فان النياءة الفكرية واضحة فى اسلوبها ’
4. بعض الناس تغرهم مكانتهم الاجتماعية لأن ظروفاً ما خدمتهم فتتضخم ذاتهم فيظنون أنهم اووتو ذلك عن علم فقارون وفرعون وهامان أرواحهم متسللة فى البشر الى يوم لقيامة ..(قال انما أوتيته على علم عندى ) سورة القصص 78. ذكرت هذه القصة لأن فكرة مقال صديقى محفوظ مستوحاه من أفكار هذه المجموعات’ ولقد صدقت الناشطة تراجى مصطفى عندما قالت أن لها روحاً تسرى فى أجسامنا وأحزابنا السياسية فبغض النظر عن صدق كلامها أو عدمه عن الحركات المسلحة والحركة الشعبية وقياداتها والقيادات الشيوعية هل هذا اسلوب شخص راشد سياسياً أم مجرد مراهق سياسى !
5. الأفكار الاصلاحية التى تنادى بها هذه المجموعات هى إفكار هدامة انشقاقية وأكبر مثال الانشقاقات التى حدثت فى جميع الأحزاب التى كانت تبدأ بأفكار اصلاحية خذ مثلاً حزب الامة الاصلاح والتجديد وأحزاب الامة الاخرى وكذلك أحزاب الاتحادى المنشقة وكذلك حركة حق …. أصبحت مجرد تكتلات صغيرة لا تسمن ولا تغنى من جوع . فاذا أردنا أن نصلح أحزابنا عنوة فسنحصل على مزيد من التشرزم ويصبح عندنا مليون حزب فى وطن يتقزم يوماً بعد يوم
6. أما تطور الأحزاب فان هذه الأحزاب مجبرة على تطوير نفسها أو سوف تذهب غير مأسوف عليها وكل رؤساء الأحزاب يعلمون ذلك وعجلة الزمن لن تتوقف فالتطور السلس هو المطلوب وليس التهور الاصلاحى الأعمى الذى لا ارض قطع ولا ظهرا ابقى ’وكذلك يبقى ما ينفع الناس والزبد يذهب جفاءً. ويبقى الود